لَم يَبقَ لِلصَيفِ لا رَسمٌ وَلا طَلَلُ | |
|
| وَلا قَشيبٌ فَيُستَكسى وَلا سَمَلُ |
|
عَدلٌ مِنَ الدَمعِ أَن يُبكى المَصيفُ كَما | |
|
| يُبكى الشَبابُ وَيُبكى اللَهوُ وَالغَزَلُ |
|
يُمنى الزَمانِ طَوَت مَعروفَها وَغَدَت | |
|
| يُسراهُ وَهيَ لَنا مِن بَعدِها بَدَلُ |
|
ما لِلشِتاءِ وَما لِلصَيفِ مِن مَثَلٍ | |
|
| يَرضى بِهِ السَمعُ إِلّا الجودُ وَالبَخَلُ |
|
أَما تَرى الأَرضَ غَضبى وَالحَصى قَلِقٌ | |
|
| وَالأُفقَ بِالحَرجَفِ النَكباءِ يَقتَتِلُ |
|
مَن يَزعَمُ الصَيفَ لَم تَذهَب بَشاشَتُهُ | |
|
| فَغَيرُ ذَلِكَ أَمسى يَزعُمُ الجَبَلُ |
|
غَدا لَهُ مِغفَرٌ في رَأسِهِ يَقَقٌ | |
|
| لا تَهتِكُ البيضُ فَودَيهِ وَلا الأَسَلُ |
|
إِذا خُراسانُ عَن صِنِّبرِها كَشَرَت | |
|
| كانَت قَتاداً لَنا أَنيابُها العُصُلُ |
|
يُمسي وَيُضحي مُقيماً في مَبائَتِهِ | |
|
| وَبَأسُهُ في كُلى الأَقوامِ مُرتَحِلُ |
|
مَن كانَ يَجهَلُ يَوماً حَدَّ سَورَتِهِ | |
|
| في القَريَتَينِ وَأَمرُ الجَوِّ مُكتَهِلُ |
|
فَما الضُلوعُ وَلا الأَحشاءُ جاهِلَةٌ | |
|
| وَلا الكُلى أَنَّهُ المِقدامَةُ البَطَلُ |
|
هَذا وَلَم يَتَّزِر لِلحَربِ دَيدَنَهُ | |
|
| فَأَيُّ قِرنٍ تَراهُ حينَ يَشتَمِلُ |
|
إِن يَسَّرَ اللَهُ أَمراً أَثمَرَت مَعَهُ | |
|
| مِن حَيثُ أَورَقَتِ الحاجاتُ وَالأَمَلُ |
|
فَما صِلائِيَ إِن كانَ الصِلاءُ بِها | |
|
| جَمرَ الغَضا الجَزلِ إِلّا السَيرُ وَالإِبلُ |
|
المُرضِياتُكَ ما أَرغَمتَ آنُفَها | |
|
| وَالهادِياتُكَ وَهيَ الشُرَّدُ الضُلُلُ |
|
تُقَرِّبُ الشُقَّةَ القُصوى إِذا أَخَذت | |
|
| سِلاحَها وَهُوَ الإِرقالُ وَالرَمَلُ |
|
إِذا تَظَلَّمتَ مِن أَرضٍ فُصِلتَ بِها | |
|
| كانَت هِيَ العِزُّ إِلّا أَنَّها ذُلُلُ |
|