أَمانِيُّ نَفسٍ ما تُناخُ رِكابُها | |
|
| وَغَيبَةُ حَظٍّ لا يُرَجّى إِيابُها |
|
وَوَفدُ هُمومٍ ما أَقَمتُ بِبَلدَةٍ | |
|
| وَهُنَّ مَعي إِلّا وَضاقَت رِحابُها |
|
وَآمالُ دَهرٍ إِن حَسِبتُ نَجاحَها | |
|
| تَراجَعَ مَنقوصاً عَلَيَّ حِسابُها |
|
أَهُمُّ وَتَثني بِالمَقاديرِ هِمَّتي | |
|
| وَلا يَنتَهي دَأبُ اللَيالي وَدابُها |
|
فَيا مُهجَةً يَفنى غَليلاً ذَمارُها | |
|
| وَيا لِمَّةً يَمضي ضَياعاً شَبَبُها |
|
وَعِندي إِلى العَلياءِ طُرقٌ كَثيرَةٌ | |
|
| لَوِ اِنجابَ مِن هَذي الخُطوبِ ضَبابُها |
|
عِنادٌ مِنَ الأَيّامِ عَكسُ مَطالِبي | |
|
| إِذا كانَ يوطيني النَجاحَ اِقتِرابُها |
|
وَحَظِّيَ مِنها صابُها دونَ شَهدِها | |
|
| فَلَو كانَ عِندي شَهدُها ثُمَّ صابُها |
|
تَميلُ بِأَطماعِ الرِجالِ بُروقُها | |
|
| وَتوكى عَلى غِشِّ الأَنامِ عِيابُها |
|
وَلَكِنَّها الدُنيا الَّتي لا مَجيئُها | |
|
| عَلى المَرءِ مَأمونٌ فَيَخشى ذَهابُها |
|
تَفوهُ إِلَينا بِالخُطوبِ فِجاجُها | |
|
| وَتَجري إِلَينا بِالرَزايا شِعابُها |
|
أَلا أَبلِغا عَنّي المُوَفَّقَ قَولَةً | |
|
| وَظَنِّيَ أَنَّ الطولَ مِنهُ جَوابُها |
|
أَتَرضى بِأَن أَرمي إِلَيكَ بِهِمَّتي | |
|
| فَأَحجُبَ عَن لُقيا عُلىً أَنتَ بابُها |
|
وَأَظما إِلى دَرِّ الأَماني فَتَنثَني | |
|
| بِأَخلافِها عَنّي وَمِنكَ مَصابُها |
|
وَلَيسَ مِنَ الإِنصافِ أَن حَلَّقَت بِكُم | |
|
| قَوادِمُ عِزٍّ طاحَ في الجَوِّ قابُها |
|
وَأَصبَحتُ مَحصوصَ الجَناحِ مُهَضَّماً | |
|
| عَلَيَّ غَواشي ذِلَّةٍ وَثِيابُها |
|
تَعُدُّ الأَعادي لي مَرامي قِذافِها | |
|
| وَتَنبَحُني أَنّى مَرَرتُ كِلابُها |
|
مُقامِيَ في أَسرِ الخُطوبِ تُهَزُّ لي | |
|
| قَواضِبُها مَطرورَةً وَحِرابُها |
|
لَقَد كُنتُ أَرجو أَن تَكونوا ذَرائِعي | |
|
| إِلى غَيرِكُم حَيثُ العُلى وَاِكتِسابُها |
|
فَهَذي المَعالي الآنَ طَوعى لِأَمرِكُم | |
|
| وَفي يَدِكُم أَرسانُها وَرِقابُها |
|
إِذا لَم أُرِد في عِزِّكُم طَلَبَ العُلى | |
|
| فَفي عِزِّ مَن يُجدي عَلَيَّ طِلابُها |
|
وَلَولاكُمُ ما كُنتُ إِلّا بِباحَةٍ | |
|
| مِنَ العِزِّ مَضروباً عَلَيَّ قِبابُها |
|
أَجوبُ بِلادَ اللَهِ أَو أَبلُغَ الَّتي | |
|
| يَسوءُ الأَعادي أَن يَعُبَّ عُبابُها |
|
وَكانَ مُقامي أَن أَقَمتُ بِبَلدَةٍ | |
|
| مَقامَ الضَواري الغُلبِ يُحذَرُ غابُها |
|
وَإِنّي لَتَرّاكُ المَطالِبِ إِن نَأى | |
|
| بِها قَدَرٌ أَو لُطَّ دوني حِجابُها |
|
وَأَعزِلُ مِن دونِ الَّتي لا أَنالُها | |
|
| نَوازِعَ نَفسي أَو تَذِلَّ صِعابُها |
|
وَأَقرَبُ ما بَيني وَبَينَكَ حُرمَةً | |
|
| تَداني نُفوسٍ وُدُّها وَحِبابُها |
|
شَواجِرُ أَرحامٍ إِذا ما وَصَلتَها | |
|
| فَعِندَ أَميرِ المُؤمِنينَ ثَوابُها |
|
وَما بَعدَ ذا مِن آصِراتٍ إِذا اِنتَهَت | |
|
| يَكونُ إِلى آلِ النَبيِّ اِنتِسابُها |
|
وَهَل تُطلَبُ العَلياءُ إِلّا لِأَن يُرى | |
|
| وَليٌّ يُرَجّيها وَضِدٌّ يَهابُها |
|
فَجَرِّد لِأَمري عَزمَةً مِنكَ صَدقَةً | |
|
| كَمَطرورَةِ الغَربَينِ يَمضي ذُبابُها |
|
وَلا تَترُكَنّي قاعِداً أَرقُبُ المُنى | |
|
| وَأَرعى بُروقاً لا يَجودُ سَحابُها |
|
وَغَيرُكِ يَقري النازِلينَ بِبابِهِ | |
|
| عَداتٍ كَأَرضِ القاعِ يَجري سَرابُها |
|
بِكَفَّيكَ عَقدُ المَكرُماتِ وَحَلُّها | |
|
| وَعِندَكَ إِشراقُ العُلى وَغِيابُها |
|
وَعِندي لَكَ الغُرُّ الَّتي لا نِظامُها | |
|
| يَهي أَبَداً أَو لا يَبوخُ شِهابُها |
|
وَعِندِيَ لِلأَعداءِ فيكَ أَوابِدٌ | |
|
| لُعابُ الأَفاعي القاتِلاتِ لُعابُها |
|