تُرى نُوَبُ الأَيّامِ تُرجي صِعابَها | |
|
| وَتَسأَلُ عَن ذي لِمَّةٍ ما أَشابَها |
|
وَهَل سَبَبٌ لِلشَيبِ مِن بَعدِ هَذِه | |
|
| فَدَأبُكَ يا لَونَ الشَبابِ وَدابُها |
|
شَرِبنا مِنَ الأَيّامِ كَأساً مَريرَةً | |
|
| تُدارُ بِأَيدٍ لا نَرُدُّ شَرابَها |
|
نُعاتِبُها وَالذَنبُ مِنها سَجيَّةٌ | |
|
| وَمَن عاتَبَ الخَرقاءَ مَلَّ عِتابَها |
|
وَقالوا سِهامَ الدَهرِ خاطٍ وَصائِبٌ | |
|
| فَكَيفَ لَقينا يا لِقَومٍ صَيابَها |
|
أَبَت لِقحَةُ الدُنيا دُروراً لِعاصِبٍ | |
|
| وَيَحلُبُها مَن لا يُعاني عِصابَها |
|
وَقَد يُلقِحُ النَعماءَ قَومٌ أَعِزَّةٌ | |
|
| وَيَخسَرُ قَومٌ عاجِزونَ سِقابَها |
|
وَكُنتُ إِذا ضاقَت مَناديحُ خِطَّةٍ | |
|
| دَعَوتُ اِبنَ حَمدٍ دَعوَةً فَأَجابَها |
|
أَخٌ لي إِن أَعيَت عَلَيَّ مَطالِبي | |
|
| رَمى لِيَ أَغراضَ المُنى فَأَصابَها |
|
إِذا اِستَبهَمَت عَلياءُ لا يُهتَدى لَها | |
|
| قَرَعتُ بِهِ دونَ الأَخِلّاءِ بابَها |
|
بِهِ خَفَّ عَنّي ثِقلُ فادِحَةِ النُوى | |
|
| وَحَبَّبَ عِندي نَأيَها وَاِغتِرابَها |
|
ثَمانونَ مِن لَيلِ التَمامِ نَجوبُها | |
|
| رَفيقَينِ تَكسونا الدَياجي ثِيابَها |
|
نَؤُمُّ بِكَعبِ العامِريِّ نُجومَها | |
|
| إِذا ما نَظَرناها اِنتَظَرنا غِيابَها |
|
نُقَوِّمُ أَيدي اليَعمَلاتِ وَراؤَهُ | |
|
| وَنَعدِلُ مِنها أَينَ أَومى رِقابَها |
|
كَأَنّا أَنابيبُ القَناةِ يَؤُمُّها | |
|
| سِنانٌ مَضى قُدماً فَأَمضى كِعابَها |
|
كَذِئبِ الغَضا أَبصَرتَهُ عِندَ مَطمَعٍ | |
|
| إِذا هَبَطَ البَيداءَ شَمَّ تُرابَها |
|
بِعَينِ اِبنِ لَيلى لا تُداوى مِنَ القَذى | |
|
| يُريبُ أَقاصي رَكبِهِ ما أَرابَها |
|
تَراهُ قَبوعاً بَينَ شَرخَي رِحالِهِ | |
|
| كَمَذروبَةٍ ضَمّوا عَلَيها نِصابَها |
|
فَمِن حِلَّةٍ نَجتابُها وَقَبيلَةٍ | |
|
| نَمُرُّ بِها مُستَنبِحينَ كِلابَها |
|
وَمِن بارِقٍ نَهفو إِلَيهِ وَنَفحَةٍ | |
|
| تُذَكِّرُنا أَيّامَها وَشَبابَها |
|
وَلَهفي عَلى عَهدِ الشَبابِ وَلِمَّةٍ | |
|
| أَطَرَّت غَداةَ الخَيفِ عَنّي غُرابَها |
|
وَمِن دارِ أَحبابٍ نَبُلُّ طُلولَها | |
|
| بِماءِ الأَماقِيَ أَو نُحَيّي جَنابَها |
|
وَمِن رِفقَةٍ نَجديَّةٍ بَدَويَّةٍ | |
|
| تُفَوِضُنا أَشجانَها وَاِكتِئابَها |
|
وَنُذكِرُها الأَشواقَ حَتّى تُحِنَّها | |
|
| وَتُعدي بِأَطرافِ الحَنينِ رِكابَها |
|
إِذا ما تَحَدّى الشَوقُ يَوماً قُلوبَنا | |
|
| عَرَضنا لَهُ أَنفاسَنا وَاِلتِهابَها |
|
وَمِلنا عَلى الأَكوارِ طَربى كَأَنَّما | |
|
| رَأَينا العِراقَ أَو نَزَلنا قِبابَها |
|
نُشاقُ إِلى أَوطانِنا وَتَعوقُنا | |
|
| زِياداتُ سَيرٍ ما حَسِبنا حِسابَها |
|
وَكَم لَيلَةٍ بِتنا نُكابِدُ هَولَها | |
|
| وَنَمزُقُ حَصباها إِذا الغَمرُ هابَها |
|
وَقَد نَصَلَت أَنضاؤُنا مِن ظَلَمِها | |
|
| نَصُلُ بَنانِ الخَودِ تَنضو خَضابَها |
|
وَهاجِرَةٍ تُلقي شِرارَ وَقودِها | |
|
| عَلى الرَكبِ أَنعَلنا المَطيَّ ظِرابَها |
|
إِذا ماطَلَتنا بَعدَ ظَمءٍ بِمائِها | |
|
| وَعَجَّ الظَوامي أَورَدَتنا سَرابَها |
|
تَمَنّى الرِفاقُ الوِردَ وَالريقُ ناضِبٌ | |
|
| فَلا ريقَ إِلّا الشَمسُ تُلقي لُعابَها |
|
إِلى أَن وَقَفنا المَوقِفَينِ وَشافَهَت | |
|
| بِنا مَكَّةٌ أَعلامَها وَهِضابَها |
|
وَبِتنا بِجَمعٍ وَالمَطيُّ مُوَقَّفٌ | |
|
| نُؤَمِّلُ أَن نَلقى مِنىً وَحِصابَها |
|
وَطُفنا بِعادِيِّ البِناءِ مُحَجَّبٍ | |
|
| نَرى عِندَهُ أَعمالَنا وَثَوابَها |
|
وَزُرنا رَسولَ اللَهِ ثُمَّ بُعَيدَهُ | |
|
| قُبورَ رِجالٍ ما سَلَونا مُصابَها |
|
وَجُزنا بِسَيفِ البَحرِ وَالبَحرُ زاخِرٌ | |
|
| بِلُجَّتِهِ حَتّى وَطِئنا عُبابَها |
|
خُطوبٌ يُعِنَّ الشَيبَ في كُلِّ لِمَّةٍ | |
|
| وَيُنسينَ أَيّامَ الصِبا وَلِعابَها |
|
عَسى اللَهُ أَن يَأوي لِشُعثٍ تَناهَبوا | |
|
| هِبابَ المَطايا نَصَّها وَاِنجِذابَها |
|
وَجاسوا بِأَيديها عَلى عِلَلِ السُرى | |
|
| حِرارَ أَماعيزِ الطَريقِ وَلابَها |
|
فَيَرمي بِها بَغدادَ كُلُّ مُكَبِّرٍ | |
|
| إِذا ما رَأى جُدرانَها وَقِبابَها |
|
فَكَم دَعوَةٍ أَرسَلتُها عِندَ كُربَةٍ | |
|
| إِلَيهِ فَكانَ الطولُ مِنهُ جَوابَها |
|