كانَ قَضاءُ الإِلَهِ مَكتوباً | |
|
| لَولاكَ كانَ العَزاءُ مَغلوبا |
|
ما بَقِيَت كَفُّكَ الصَناعُ لَنا | |
|
| فَكُلُّ كَسرٍ يَكونُ مَرؤوبا |
|
ما اِحتَسَبَ المَرءُ قَد يَهونُ وَما | |
|
| أَوجَعَ ما لا يَكونُ مَحسوبا |
|
نَهضاً بِها صابِراً فَأَنتَ لَها | |
|
| وَالثِقلُ لا يُعجِزُ المَصاعيبا |
|
فَقَد أَرَتكَ الأَسى وَإِن قَدُمَت | |
|
| عَن يوسُفٍ كَيفَ صَبرُ يَعقوبا |
|
طَمِعتَ يا دَهرُ أَن تُرَوِّعَهُ | |
|
| ظَنّا عَلى الرُغمِ مِنكَ مَكذوبا |
|
ما يُؤمِنُ المَرءَ بَعدَ مَسمَعِهِ | |
|
| قَرعَ اللَيالي لَهُ الظَنابيبا |
|
تُنذِرُ أَحداثُها وَيَأمَنُها | |
|
| ما آنَ أَن يَستَريبَ مَن رِيَبا |
|
شَلَّ بَنانُ الزَمانِ كَيفَ رَمى | |
|
| مُسَوَّماً لِلسِباقِ مَجنوبا |
|
طِرفُ رِهانٍ رَماهُ ذو غَرَرٍ | |
|
| نالَ طَلوباً وَفاتَ مَطلوبا |
|
كانَ هِلالُ الكَمالِ مُنتَظَراً | |
|
| وَكانَ نوءُ العَلاءِ مَرقوبا |
|
وَأَعجَميُّ الأُصولِ تَنصُرُهُ | |
|
| بَداهَةٌ تَفضَحُ الأَعاريبا |
|
مَدَّت إِلَيهِ الظِبا قَوائِمَها | |
|
| تُعجِلُهُ ضارِباً وَمَضروبا |
|
مُرَشِّحاً لِلجِيادِ يُطلِعُها | |
|
| عَلى العِدى ضُمَّراً سَراحيبا |
|
وَلِلمَباتيرِ في وَغىً وَقِرىً | |
|
| يولِغُها الهامَ وَالعَراقيبا |
|
ذَوى كَما يَذبُلُ القَضيبُ وَكَم | |
|
| مَأمولِ قَومٍ يَصيرُ مَندوبا |
|
صَبراً فَراعي البِهامَ إِن كَثُرَت | |
|
| لا بُدَّ مِن أَن يُحاذِرَ الذيبا |
|
وَإِنَّ دُنيا الفَتى وَإِن نُظِرَت | |
|
| خَميلَةٌ تُنبِتُ الأَعاجيبا |
|
نَسيغُ أَحداثَها عَلى مَضَضٍ | |
|
| ما جَدَحَ الدَهرُ كانَ مَشروبا |
|
إِذا السِنانُ الطَريرُ دامَ لَنا | |
|
| فَدَعهُ يَستَبدِلُ الأَنابيبا |
|
وَهَل يَخونُ الطَعانَ يَومَ وَغىً | |
|
| أَن نُقِصَ السَمهَريَّ أَنبوبا |
|
ما هَيبَةُ السَيفِ بِالغُمودِ وَلا | |
|
| أَهيَبَ مِن أَن تَراهُ مَسلوبا |
|
وَالبَدرُ ما ضَرَّهُ تَفَرُّدُهُ | |
|
| وَلا خَبا نورُهُ وَلا عيبا |
|
وَما اِفتِراقُ الشُبولِ عَن أَسَدٍ | |
|
| بِمانِعٍ أَن يَكونَ مَرهوبا |
|
وَالفَحلُ إِن وافَقَت طَروقَتُهُ | |
|
| أَبدَلَ مِن مُنجِبٍ مَناجيبا |
|
وَالعَنبَرُ الوَردُ إِن عَبَثتَ بِهِ | |
|
| مِثلَما زادَ عَرفُهُ طيبا |
|
يَطيحُ مُستَصغَرُ الشِرارِ عَنِ ال | |
|
| زِندِ وَيَبقى الضِرامُ مَشبوبا |
|
مَحَصَتِ النارُ كُلَّ شائِبَةٍ | |
|
| وَزادَ لَونُ النُضارِ تَهذيبا |
|
إِن زالَ ظِفرٌ فَأَنتَ تُخلِفُهُ | |
|
| وَاللَيثُ لا يُخلِفُ المَخاليبا |
|
بِقَدرِ عِزِّ الفَتى رَزيَّتُهُ | |
|
| مَن وَتَرَ الدَهرُ باتَ مَرعوبا |
|
وَاللُؤلُؤُ الرَطبُ في قَلائِدِهِ | |
|
| ما كانَ لَولا الجَلالُ مَثقوبا |
|
إِن كُنتُ مُستَسقِياً لِمَنجَعَةٍ | |
|
| مُجَلجِلاً بِالقُطارِ أَسكوبا |
|
فَاِستَسقِ مُستَغنِياً بِهِ أَبَداً | |
|
| مِن قَطرِ جَدوى أَبيهِ شُؤبوبا |
|
وَما اِنتِفاعُ النَباتِ صَوَّحَهُ | |
|
| هَيفُ الرَدى أَن يَكونَ مَهضوبا |
|
فَاِسلَم مَليكَ المُلوكِ ما بَقِيَ ال | |
|
| دَهرُ مُبَقّىً لَنا وَمَوهوباً |
|
لا خافَ أَبناؤُكَ الَّذينَ بَقوا | |
|
| حَدّاً مِنَ النائِباتِ مَذروبا |
|
وَلا تَرى السوءَ فيهِمُ أَبَداً | |
|
| حَتّى يَكونوا الدَوالِفَ الخِيَبا |
|
لا رَوَّعَت سَرحَكَ المَنونُ وَلا | |
|
| أَصبَحَ سِربٌ حَمَيتَ مَنهوبا |
|
لا يَجِدُ الدَهرُ مَسلَكاً أَبَداً | |
|
| وَلا طَريقاً إِلَيكَ مَلحوبا |
|
وَلا رَأَينا الخُطوبَ داخِلَةً | |
|
| رِواقَ مَجدٍ عَلَيكَ مَضروبا |
|