لَأَظما مُعِلّينا وَأَروى المَصائِبا | |
|
| وَأَسخَطَ آمالاً وَأَرضى نَوائِبا |
|
مُصابٌ نُجومُ المَجدِ فيهِ نَواجِمٌ | |
|
| تَرَكنَ نَجومَ الصَبرِ عَنهُ غَوارِبا |
|
أَصابَت سِهامُ الحادِثاتِ قُلوبَها | |
|
| فَكَم أَعقَبَت رَوعاً يَروعُ العَواقِبا |
|
لَقَد وَعَدَتنا إِذ رَغِبنا رَغايباً | |
|
| فَلَمّا أَصَبنَ الظَنَّ أَعطَت مَصايبا |
|
وَأَرضَعنَ أَفواهَ المَطامِعِ فَجعَةً | |
|
| فَطَمنَ بِها عِندَ النَجاحِ المَطالِبا |
|
بِمَفقودَةٍ يَنهَلُّ ماءُ مُصابِها | |
|
| دُموعاً عَلى خَدِّ الزَمانِ سَواكِبا |
|
إِذا قَعَدَت أَحزانُها في قُلوبِنا | |
|
| أَقَمنا عَلى الصَبرِ الشِفاهَ نَوادِبا |
|
صَبَرنا فَغَصَّصنا الزَمانَ بِريقِهِ | |
|
| عَلى أَنَّ لِلأَيّامِ فينا مَضارِبا |
|
وَلَم نَطرَحِ الأَسلابَ يَوماً لِنَكبَةٍ | |
|
| وَإِن جَذَبَ المِقدارُ مِنّا المَجاذِبا |
|
أَلا إِنَّ هَذا الثاكِلَ الحَسَبِ الَّذي | |
|
| بِهِ ثَكِلَ المَجدُ التَليدُ المَناقِبا |
|
رَمى في يَمينِ الدَهرِ دُرَّةَ سُؤدُدٍ | |
|
| فَأَحجِ بِها يَحنو عَليها الرَواجِبا |
|
وَقَد شَنَّ فيها حادِثُ المَوتِ غارَةً | |
|
| ثَنَتنا وَلَم تَطلُع إِلَينا كَتائِبا |
|
فَلا تَحسَبَن رُزءَ الصَغائِرِ هَيِّناً | |
|
| فَإِنَّ وَجى الأَخفافِ يُنضي الغَوارِبا |
|
سَقى اللَهُ صَحباءَ الثَرى كُلَّ لَيلَةٍ | |
|
| سَحائِبَ يَنزَعنَ الرِياحَ الحَواصِبا |
|
جَنادِلُ مِن قَبرٍ كَأَنَّ صُدورَها | |
|
| حَباهُ الحَيا دونَ القُبورِ مَحارِبا |
|
أَقامَت بِهِ حَتّى لَوَدَّت عُيونُنا | |
|
| وَلَم تُبقِ دَمعاً أَن يَكونَ سَحائِبا |
|
تُرابٌ يَرى أَنَّ النُجومَ تُرابُهُ | |
|
| وَيَحسَبُ أَحجارَ الصَفيحِ الكَواكِبا |
|
وَسَيفٌ نُضي مِن جَفنِهِ غَيرَ أَنَّهُ | |
|
| رَضي لَحدَهُ مِن غِمدِهِ الدَهرَ صاحِبا |
|
يُغَطّي الثَرى عَنّا وُجوهاً مُضيئَةً | |
|
| كَما كَفَرَ الغَيمُ النُجومَ الثَواقِبا |
|
وَرَزءٌ رَمى صَدرَ الأَماني بِيَأسِها | |
|
| وَكُنَّ إِلى وِردِ المَعالي قَوارِبا |
|
أَلا رُبَّ لَيلٍ قَلقَلَتهُ عَزائِمي | |
|
| إِلى أَن نَضا عَن مَنكِبَيهِ الغَياهِبا |
|
جَذَبتُ بِضَبعِ العَزمِ مِن بَينِ أَضلُعي | |
|
| وَزاحَمتُ بِالهَمِّ الدُجى وَالسَباسِبا |
|
وَجُرداً ضَرَبنَ الدَهرَ في أُمِّ رَأسِهِ | |
|
| وَجُزنَ بِنا أَعجازَهُ وَالمَناكِبا |
|
وَمَرَّت حَواميها عَلى لِمَّةِ الدُجى | |
|
| تُجاذِبُ بِالإِدلاجِ مِنها الذَوائِبا |
|
وَإِنّي لَمِن قَومٍ إِذا رَكِبوا النَدى | |
|
| إِلى الحَمدِ باتوا يَعسِفونَ الرَكائِبا |
|
إِذا فاضَ رَقراقُ المَحامِدِ صَيَّروا | |
|
| لَهُ جودَهُم دونَ اللِئامِ نَصائِبا |
|
وَإِن ضاقَ صَدرُ الخَطبِ وَسَّعَ بِأَسُهُم | |
|
| لِسُمرِ القَنا بَينَ الضُلوعِ مَذاهِبا |
|
بِطَعنٍ كَدُفّاعِ الغَمامِ تَحُثُّهُ | |
|
| ذَوابِلُ يُمطِرنَ الدِماءَ صَوائِبا |
|
لَهُ شَرَرٌ يَرمي الرِماحَ بِلَفحِهِ | |
|
| يَكادُ يُرى ماءُ الأَسِنَّةِ ذائِبا |
|
إِذا أَنكَروا في النَقعِ أَلوانَ خَيلِهِم | |
|
| أَضاءَ لَهُم حَتّى يَشيموا السَبائِبا |
|
أَبا قاسِمٍ جاءَت إِلَيكَ قَلائِدٌ | |
|
| تُقَلِّدُ أَعناقَ الكَرامِ مَناقِبا |
|
قَلائِدُ مِن نَظمي يَوَدُّ لِحُسنِها | |
|
| قُلوبُ الأَعادي أَن تَكونَ تَرائِبا |
|
إِذا هَدَّها راوي القَريضِ حَسِبتَهُ | |
|
| يَقومُ بِها في نَدوَةِ الحَيِّ خاطِبا |
|
فَلَو كُنَّ غُدراناً لَكُنَّ مَشارِبا | |
|
| وَلو كُنَّ أَحداثاً لَكُنَّ تَجارِبا |
|