أوَدَّعُ في كُلِّ يَومٍ حَبيبا | |
|
| وَأُهدي إِلى الأَرضِ شَخصاً غَرَيبا |
|
وَأَرجِعُ عَنهُ جَميلَ العَزاءِ | |
|
| أَمسَحُ عَن ناظِرَيَّ الغُرُبا |
|
كَأَنِّيَ لَم أَدرِ أَنَّ السَبي | |
|
| لَ سَبيلي وَأَنّي مُلاقٍ شَعوبا |
|
وَأَنَّ وَرائِيَ سَوقاً عَنيفاً | |
|
| وَأَنَّ أَمامي يَوماً عَصِيبا |
|
وَلا أَنَّني بَعدَ طولِ البَقاءِ | |
|
| أُصابَ كَما أَنَّ غَيري أُصيبا |
|
أَمانيُّ أوضِعُ في غَيِّها | |
|
| لِريحِ الغُرورِ بِها مُستَطيبا |
|
تَذَكَّر عَواقِبَ موبي النَباتُ | |
|
| وَلا تُتبِعِ العَينَ مَرعىً خَصيبا |
|
قَعَدتُ بِمَدرَجَةِ النائِباتِ | |
|
| يُمِرُّ الزَمانُ عَلَيَّ الخُطوبا |
|
عَلى الهَمِّ أُنفِقُ شَرخَ الشَبابِ | |
|
| وَأُعطي المَنايا حَبيباً حَبيبا |
|
تَصامَمتُ عَن هَتَفاتِ المَنونِ | |
|
| بِغَيري وَلا بُدَّ مِن أَن أُجيبا |
|
وَأَعلَمُ أَنّي مُلاقي الَّتي | |
|
| شَعَبنَ قَبائِلَنا وَالشُعوبا |
|
أَلا إِنَّ قَومي لِوِردِ الحِمامِ | |
|
| مَضوا أَمَماً وَأَجابوا المُهيبا |
|
بِمَن أَتَسَلّى وَأَيدي المَنونِ | |
|
| تُخالِسُ فَرعي قَضيباً قَضيبا |
|
نَزَعنَ قَوادِمَ ريشِ الجَناحِ | |
|
| وَأَثبَتنَ في كُلِّ عُضوٍ نُدوبا |
|
نُجومٌ إِذا شَهِدوا الأَندِياتِ | |
|
| رُجومٌ إِذا أَقاموا ما الحُروبا |
|
إِذا عَقَدوا لِلعَطاءِ الحُبى | |
|
| وَإِن زَعزَعوا لِلطِعانِ الكُعوبا |
|
عَراعُرُ لا يَنطِقونَ الخَنا | |
|
| وَلا يَحفَظونَّ الكَلامَ المُعيبا |
|
يُرِمَّ الفَتّى مِنهُمُ جُهدَهُ | |
|
| فَإِن قالَ قالَ بَليغاً خَطيبا |
|
جَلا بيبُ لا تُضمِرُ الفاحِشاتِ | |
|
| وَأَردِيَةٌ لا تَضُمُّ العُيوبا |
|
وَبِشرٌ يُهابُ عَلى حُسنِهِ | |
|
| فَتَحسَبُهُ غَضباً أَو قُطوبا |
|
لَقَد أَرزَمَت إِبِلي بَعدَكُم | |
|
| وَأَبدى لَها كُلُّ مَرعىً جُذوبا |
|
نَزَعتُ أَزمَّتَها لِلمَقامِ | |
|
| وَأَعفَيتُ مِنها الذُرى وَالجُنوبا |
|
لِمَن أَطلُبُ المالَ مِن بَعدِكُم | |
|
| وَأُحفي الحِصانَ وَأُنضي الجَنيبا |
|
حَوامي جِبالٍ رَعاها الحِمامُ | |
|
| فَسَوّى بِهِنَّ الثَرى وَالجُنوبا |
|
وَكَم واضِحٍ مِنكُمُ كَالهِلا | |
|
| لِ هالَت يَدايَ عَلَيهِ الكَثيبا |
|
وَنازَعَني المَوتُ مِن شَخصِهِ | |
|
| سِناناً طَريراً وَعَضباً مَهيبا |
|
وَحِلماً رَزيناً وَأَنفاً حَميّاً | |
|
| وَعَزماً جَريّاً وَرَأياً مُصيبا |
|
صَوارِمُ أَغمَدتُها في الصَعيدِ | |
|
| وَفَلَّلَتُ مِنها الظُبى وَالغُروبا |
|
أَقولُ لِرَكبٍ خِفافِ المَزادِ | |
|
| وَقَد بَدَّلوا بِالوَضاءِ الشُحوبا |
|
أَلِمّوا بِأَجوازِ تِلكَ القُبورِ | |
|
| فَعَرّوا الجِيادَ وَجُزّوا السَبيبا |
|
قِفوا فَاِمطِروا كُلَّ عَينٍ دَماً | |
|
| بِها وَاِملَاؤوا كُلَّ قَلبٍ وَجيبا |
|
ولا تَعقِروا غَيرَ حَبِّ القُلو | |
|
| بِ إِذا عَقَرَ الناسُ بُزلاً وَنَيبا |
|
وَإِنّي عَلى أَن رَماني الزَمانُ | |
|
| وَأَعقَبَ بِالقَلبِ جُرحاً رَغيبا |
|
لَتَعجُمُ مِنّي ضُروسُ الخُطو | |
|
| بِ قَلباً جَليداً وَعوداً صَليبا |
|
وَأَبقى العَواجِمُ مِن صَعدَتي | |
|
| عَشوَزَنَةً تَستَقِلُّ النُيوبا |
|
أَخِلّاءِ لا زالَ جَمُّ البُروقِ | |
|
| أَجشُّ الرَعودِ يُطيعُ الجَنوبا |
|
إِذا ما مَطاياهُ جُبنَ الفَلا | |
|
| أَمِنّا عَليها الوَجى وَاللُغوبا |
|
يَشُقُّ المَزادَ عَلى تُربِكُم | |
|
| وَيَمري عَلى كُلِّ قَبرٍ ذَنوبا |
|
وَأَسأَلُ أَينَ مَصابُ الغَمامِ | |
|
| شُروقاً إِذا ما غَدا أَو غُروبا |
|
أَضِنُّ عَلى القَطرِ أَن يَستَهِلَّ | |
|
| عَلى غَيرِ أَجداثِكُم أَو يَصوبا |
|
غُلِبتُ عَليكُم فيا صَفقَةً | |
|
| غُبِنتُ بِها العَيشَ غُصناً رَطيبا |
|
فَلَولا الحَياءُ لَعَطَّ القُلوبَ | |
|
| عَليكُم عَصائِبُ عَطّوا الجُيوبا |
|
وَلَم يَكُ قَدرُ الرَزايا بِكُم | |
|
| جَناناً مَروعاً وَدَمعاً سَكوبا |
|
وَإِن ضَرايحَكُم في الصَعيدِ | |
|
| لَتَكسو الخَبيثَ مِنَ الأَرضِ طيبا |
|
وَهَبنا لِفَيضِ الدُموعِ الخُدودَ | |
|
| عَليكُم وَحَرَّ الغَرامِ القُلوبا |
|
لَقَد شَغَلتَني المَرائي لَكُم | |
|
| بِوَجدِيَ عَن أَن أَقولَ النَسيبا |
|
وَكُنتُ أَعُدُّ ذُنوبَ الزَمانِ | |
|
| فَبَعدَكُم لا أَعُدُّ الذُنوبا |
|
أَرابَ الرَدى فَيكُمُ جاهِداً | |
|
| وَزادَ فَجازَ مَدى أَن يُريبا |
|
أَأَنشُدُ مَن قَد أَضَلَّ الحِمامُ | |
|
| عَناءً لَعَمرُكَ أَعيا الطَبيبا |
|