مَنابِتُ العُشبِ لا حامٍ وَلا راعِ | |
|
| مَضى الرَدى بِطَويلِ الرُمحِ وَالباعِ |
|
القائِدِ الخَيلِ يُرعيها شَكائِمَها | |
|
| وَالمُطعِمِ البُزلِ لِلديمومَةِ القاعِ |
|
مَن يَستَفِزُّ سُيوفاً مِن مَغامِدِها | |
|
| وَمَن يُجَلُّلُ نوقاً بَينَ أَنساعِ |
|
يَسقي أَسِنَّتَهُ حَتّى تَقيءَ دَماً | |
|
| وَيَهدِمُ العيسَ مِن شَدٍّ وَإِبضاعِ |
|
ما باتَ إِلّا عَلى هَمٍّ وَلا اِغتَمَضَت | |
|
| عَيناهُ إِلّا عَلى عَزمٍ وَإِزماعِ |
|
خَطيبُ مَجمَعَةٍ تَغلي شَقاشِقُهُ | |
|
| إِذا رَموهُ بِأَبصارٍ وَأَسماعِ |
|
لَمّا أَتاني نَعِيٌّ مِن بِلادِكُمُ | |
|
| عَضَضتُ كَفِّيَ مِن غَيظٍ عَلى الناعي |
|
أُبدي التَصامُمَ عَنُه حينَ أَسمَعُهُ | |
|
| عَمداً وَقَد أَبلَغَ الناعونَ أَسماعي |
|
عَمَّت عُقيلاً وَإِن خَصَّت بَني شَبثٍ | |
|
| بِزلاءُ تَملَأُ أُذنَ السامِعِ الواعي |
|
لَيسَ الشُجاعُ الَّذي مِن دونِ رُؤيَتِهِ | |
|
| بابٌ يُلاحِكُ مِصراعاً بِمِصراعِ |
|
وَلا الَّذي إِن مَضى أَبقى لَوارِثِهِ | |
|
| سَوائِماً بَينَ أَضواجٍ وَأَجزاعِ |
|
لَكِنَّهُ مَن إِذا أَودى فَليسَ لَهُ | |
|
| إِلّا عَقائِلُ أَرماحٍ وَأَدراعِ |
|
يَعتَسُّهُ الذِؤبُ في الظَلماءِ مُرتَفَقاً | |
|
| عَلى رَحايلَ مُلقاةٍ وَأَقطاعِ |
|
يُذَوِّقُ العَينَ طَعمَ النَومِ مَضمَضَةً | |
|
| إِذا الجَبانُ مَلا عَيناً بِتَهجاعِ |
|
أُشَيعِثُ الرَأسِ لا يَجري الدَهانُ بِهِ | |
|
| وَإِن فُلي فَبِماضي الغَربِ قَطّاعِ |
|
لا يُخلِفُ المالَ إِلّا رَيثَ يُتلِفُهُ | |
|
| وَلا يُذَمُّ عَلى ما رَوَّحَ الراعي |
|
كَم فَجَّعَتني اللَيالي قَبلَهُ بِفَتىً | |
|
| مُشَمَّرٍ بِغُروبِ المَجدِ نَزّاعِ |
|
يَمُرُّ صَوتي فَلا يُلوي بِجانِبِهِ | |
|
| وَكانَ يَكفيهِ إيمائي وَإِلماعي |
|
مَن كانَ أُنسِيَ أَضحى وَحشَتي وَغَدا | |
|
| مَن كانَ بُرئِيَ أَسباباً لِأَوجاعِ |
|
أَنزَلتُهُ حَيثُ لا يَظما إِلى نَهَلٍ | |
|
| وَلا يُبالي بِإِخصابٍ وَإِمراعِ |
|
وَاِرتَعتُ حَتّى إِذا لَم يَبقَ لي طَمَعٌ | |
|
| أَمَلتُ نَهجَ دُموعي غَيرَ مُرتاعِ |
|
في كُلِّ يَومٍ أَكُرُّ الطَردَ مُلتَفِتاً | |
|
| وَراءَ نَجمٍ مِنَ الأَقرانِ مُنصاعِ |
|
أُمانِعُ الدَمعَ عَيناً جِدُّ دامِعَةٍ | |
|
| وَأُلزِمُ اليَدَ قَلباً جِدُّ مُلتاعِ |
|
هَل دَمعَةٌ حَذَفَتها العَينُ شافِيَةٌ | |
|
| داءً حَنَوتُ عَليهِ بَينَ أَضلاعي |
|
أَم هَل يَرُدُّ زَمانٌ في ثَنِيَّتِهِ | |
|
| لَنا أَوائِلَ سُلّافٍ وَطُلّاعِ |
|
يَحدو عَلى العُنفِ أُخرانا لِيَلحَقَنا | |
|
| عَجلانَ أَبرَكَ أَولانا بِجَعجاعِ |
|
جَرَّ الزَمانُ عَلى قَومي سَنابِكَهُ | |
|
| وَأَوقَعَ المَوتُ فيهِم أَيَّ إيقاعِ |
|
وَاِستَطعَمَتني المَنايا مَن أَضَنُّ بِهِ | |
|
| فَكانَ بِالرَغمِ إِطعامي وَإِشباعي |
|
قَلِّد جَناجِنَها الأَنساعَ وَاِرمِ بِها | |
|
| مَناكِبَ اللَيلِ نَدباً غَيرَ مِجزاعِ |
|
فَلا نَجاءٌ مِنَ الأَقدارِ طالِبَةً | |
|
| فَاِطلُب عُلالَةَ آمالٍ وَأَطماعِ |
|
بَينا يَسيرُ الفَتى حَتّى دَعَونَ بِهِ | |
|
| فَرَدَّ عارِضَهُ لَيّاً إِلى الداعي |
|
يَسعى مُجِدّاً فَإِن أَلوى بِهِ قَدَرٌ | |
|
| ضَلَّ الدَليلُ وَزَلَّت أَخمَصُ الساعي |
|
يا مُصعَباً بَخَسَت أَيدي المَنونِ بِهِ | |
|
| فَقيدَ قَودَ ذَلولِ الظَهرِ مِطواعِ |
|
كَم فُرجَةٍ لِلأَعادي بِتَّ تَكلَؤُها | |
|
| لَولاكَ فاهَت بِذي وَدقَينِ مِنباعِ |
|
أَلحَمتَها بِصدورِ الخَيلِ مُعلِمَةً | |
|
| إِلى الوَغى وَطِوالٍ ذاتِ زَعزاعِ |
|
أَرَشَّ فَوقَكَ نَجديٌّ يَمُدُّ لَهُ | |
|
| نيلُ السَماءِ بِآذِيٍّ وَدُفّاعِ |
|
يَبدو مَعَ اللَيلِ رَجّافاً تُكَركِرُهُ | |
|
| ريحُ النُعامى بِواني الخَطوِ مِظلاعِ |
|
وَكُلُّ هافِتَةِ الأَعناقِ يَنحَرُها | |
|
| لَمعُ البُروقِ عَلى ميثٍ وَأَجراعِ |
|
بَرقٌ كَخَفقِ جَناحِ المَضرَحِيَّ إِذا | |
|
| جَلّى الطَرائِدَ مِن وَمضٍ وَتِلماعِ |
|
تَجتَرُّ وَدقاً وَتَرغو مِن جَوانِبِها | |
|
| رَعداً إِذا قيلَ قَد هَمَّت بِإِقلاعِ |
|
أَستَودَعُ الأَرضَ خُلّاني لِتَحفَظَهُم | |
|
| لَقَد وَثِقتُ إِلى هَوجاءَ مِضياعِ |
|