أَنا لِلرَكائِبِ إِن عَرَضتُ بِمَنزِلِ | |
|
| وَإِذا القَنوعُ أَطاعَني لَم أَرحَلِ |
|
لَم أَطلُبِ المُثري البَخيلَ لِحاجَةٍ | |
|
| أَبَداً وَأَقنَعُ بِالجَوادِ المُرمِلِ |
|
وَأَرى المُعَرِّضَ بِاللَئيمِ كَأَنَّهُ | |
|
| أَعشى اللِحاظِ يَحُزُّ غَيرَ المَفصِلِ |
|
وَلَرُبَّ مَولىً لا يَغُضُّ جِماحَهُ | |
|
| طولُ العِتابِ وَلا عَناءُ العُذَّلِ |
|
يَطغى عَلَيكَ وَأَنتَ تَلأَمُ شَعبَهُ | |
|
| كَالسَيفِ يَأخُذُ مِن بَنانِ الصَيقَلِ |
|
أَبكي عَلى عُمرٍ يُجاذِبُهُ الرَدى | |
|
| جَذبَ الرِشاءِ عَنِ القَليبِ الأَطوَلِ |
|
أَخلِق بِحَبلٍ مُرسَلٍ في غَمرَةٍ | |
|
| أَن سَوفَ يَرفَعُهُ بَنانُ المُرسِلِ |
|
ما كُنتُ أَطرَبُ لِلِقاءِ وَلا أَرى | |
|
| قَلَقاً لِبَينِ الظاعِنِ المُتَحَمِّلِ |
|
أَلوي عِناني عَن مُنازَلَةِ الهَوى | |
|
| وَأَصُدُّ عَن ذِكرِ الغَزالِ المُغزِلِ |
|
وَأَزورُ أَطرافَ الثُغورِ وَدونَها | |
|
| طَعنٌ يُبَرِّحُ بِالوَشيجِ الذُبَّلِ |
|
أَأَنالُ مِن عَذبِ الوِصالِ وَدونَهُ | |
|
| مُرُّ الإِباءِ وَنَخوَةُ المُتَدَلِّلِ |
|
ما كُنتُ أَجرَعُ نُطفَةً مَعسولَةً | |
|
| طَوعَ المُنى وَإِناؤُها مِن حَنظَلِ |
|
أَعَقيلَةَ الحَيّينِ دونَكِ فَاِرفَعي | |
|
| ما شِئتِ مِن عَذَبِ القِناعِ المُسبَلِ |
|
هَيهاتَ تَبلُغُكَ اللِحاظُ وَبَينَنا | |
|
| هَضبٌ كَخُرطومِ الغَمامِ المُقبِلِ |
|
أَوطانُ غَيرِكِ لِلضِيافَةِ طَلقَةٌ | |
|
| وَسِواكِ في اللأواءِ رَحبُ المَنزِلِ |
|
وَإِذا أَميرُ المُؤمِنينَ أَضافَ لي | |
|
| أَمَلي نَزَلتُ عَلى الجَوادِ المُفضِلِ |
|
بِالطائِعِ المَيمونِ أُنجِحَ مَطلَبي | |
|
| وَعَلَوتُ حَتّى ما يُطاوَلُ مَعقَلي |
|
قَرمٌ إِذا عَرَتِ الخُطوبُ مُراحَهُ | |
|
| أَدمى غَوارِبَها بِنابٍ أَعضَلِ |
|
مُتَوَغِّلٌ خَلفَ العَدوِّ وَعِلمُهُ | |
|
| أَنَّ الجَبانَ إِذا سَرى لَم يوغِلِ |
|
وَإِذا تَنافَلَتِ الرِجالُ غَنيمَةً | |
|
| قَسَمَ التُراثَ لَها بِحَدِّ المُنصُلِ |
|
ثَبتٌ لِهَجهَجَةِ الخُطوبِ كَأَنَّما | |
|
| جاءَت تُقَعقِعُ بِالشِنانِ لِيَذبُلِ |
|
رَأيُ الرَشيدِ وَهَيبَةُ المَنصورِ في | |
|
| حُسنِ الأَمينِ وَنِعمَةِ المُتَوَكِّلِ |
|
آباؤُكَ الغُرُّ الَّذينَ إِذا اِنتَمَوا | |
|
| ذَهَبوا بِكُلِّ تَطاوُلٍ وَتَطَوُّلِ |
|
دَرَجوا كَما دَرَجَ القُرونُ وَعِلمُهُم | |
|
| أَن سَوفَ يُخبِرُ آخِرٌ عَن أَوَّلِ |
|
نَسَبٌ إِلَيكَ تَجاذَبَت أَشياخُهُ | |
|
| طِوَلاً مِنَ العَبّاسِ غَيرَ مُوَصَّلِ |
|
هَذي الخِلافَةُ في يَدَيكَ زِمامُها | |
|
| وَسِواكَ يَخبِطُ قَعرَ لَيلٍ أَليَلِ |
|
أَحرَزتَها دونَ الأَنامِ وَإِنَّما | |
|
| خَلَعَ العَجاجَةَ سابِقٌ لَم يَذهَلِ |
|
بِحَوادِرٍ يُعنِقنَ مِن تَحتِ القَنا | |
|
| عَنَقاً يُعَرِّدُ بِالذِئابِ العُسَّلِ |
|
غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ إِذا اِحتَضَرَ الوَغى | |
|
| نَقَّبنَ عَن يَومٍ أَغَرَّ مُحَجَّلِ |
|
دُفِعَت فَأَيُّ الحُزمِ عَنها لَم يَضِق | |
|
| عَرَقاً وَأَيُّ اللُجمِ لَم يَتَصَلصَلِ |
|
سَلَخَ الظَلامُ إِهابَهُ وَتَهَلَّلَت | |
|
| جَنَباتُ ذاكَ العارِصِ المُتَهَلَّلِ |
|
طَلَعَت بِوَجهِكَ غُرَّةٌ نَبَويَّةٌ | |
|
| كَالشَمسِ تملَأُ ناظِرَ المُتَأَمِّلِ |
|
وَإِذا نَبَت بِكَ في مُسالَمَةِ العِدى | |
|
| أَرضٌ وَهَبتَ تُرابَها لِلقَسطَلِ |
|
وَفَوارِسٍ ما اِستَعصَموا بِثَنيَّةٍ | |
|
| إِلّا طَلَعتَ عَلَيهِمُ في جَحفَلِ |
|
شَرَدَت بِنا ذُلُلُ الرِكابِ كَأَنَّما | |
|
| يَذرَعنَ بُردَةَ كُلِّ قاعٍ مُمحِلِ |
|
وَالآلُ يَنهَضُ بِالشُخوصِ أَمامَنا | |
|
| وَيَمُدُّ أَعناقَ القِنانِ المُثَّلِ |
|
مِن كُلِّ رابِيَةٍ تَرَفَّعَ جيدُها | |
|
| فَكَأَنَّهُ هادي حِصانٍ مُقبِلِ |
|
وَمُعَرَّسٍ هَزِجِ الوُحوشِ كَأَنَّما | |
|
| طَرَقَ المَسامِعَ عَن غَماغِمِ مِرجَلِ |
|
عَرَكَت جَوانِبَنا الفَلاةُ وَأَسرَعَت | |
|
| في العَظمِ وَاِقتاتَت شُحومَ البُزَّلِ |
|
وَإِلَيكَ طَوَّحَ بِالمَطيِّ مُغَرِّرٌ | |
|
| عَصَفَت بِهِ أَيدي المَطيِّ المُضلِلِ |
|
فَأَتَتكَ تَلتَهِمُ الهَواجِرَ طُلَّحاً | |
|
| وَالظِلُّ بَينَ خِفافِها وَالجَروَلِ |
|
وَخَفائِفاً فُجِعَت بِكُلِّ حَقيبَةٍ | |
|
| مَلأى وكُلِّ مَزادِ ماءٍ أَثجَلِ |
|
وَعَلى الرِحالِ عَصائِبٌ مُلتاثَةٌ | |
|
| تَلوي بِشَعرٍ ثَمَّ غَيرِ مُرَجَّلِ |
|
عَلِقَت حِبالَكَ ثُمَّ أَقسَمَتِ المُنى | |
|
| أَن لا لُوينَ بِغَيرِ حَبلِكَ أُنمُلي |
|
أَمَلٌ جَثا بِفِناءِ دارِكَ قاطِناً | |
|
| وَكَأَنَّهُ بِفِناءِ وادٍ مُبقِلِ |
|
وَمُجَلِّلٌ يُندي يَدَيكَ كَأَنَّما | |
|
| غَطّاهُ عُرفُ العارِضِ المُتَهَدِّلِ |
|
أَرجوكَ لِلأَمرِ الخَطيرِ وَإِنَّما | |
|
| يُرجى المُعَظَّمُ لِلعَظيمِ المُعضِلِ |
|
وَأَرومُ مِن غُلَواءِ عِزِّكَ غايَةً | |
|
| قَعساءَ تَستَلِبُ النَواظِرَ مِن عَلِ |
|
كَم رامَها مِنكَ الجَبانُ فَراوَغَت | |
|
| شَقّاءَ يَلعَبُ شِدقُها بِالمَسحَلِ |
|
تُدمي قُلوبَ الحاسِدينَ وَتَنثَني | |
|
| فَتَرُدُّ عادِيَةَ الخُطوبِ النُزَّلِ |
|
ضاقَ الزَمانُ فَضاقَ فيهِ تَقَلُّبي | |
|
| كَالماءِ يَجمَعُ نَفسَهُ في الجَدوَلِ |
|
هَذا الحُسَينُ إِلى عَلائِكَ يَنتَمي | |
|
| شَرَفاً وَيَنسِبُ مَجدَهُ في المَحفِلِ |
|
أَسلَفتَهُ وَعداً عَلَيكَ تَمامُهُ | |
|
| وَسَيُدرِكُ المَطلوبَ إِن لَم يَعجَلِ |
|
فَاِسمَح بِفِعلِكَ بَعدَ قَولِكَ إِنَّهُ | |
|
| لا يُحمَدُ الوَسميُّ إِلّا بِالوَلي |
|
فَلَعَلَّنا نَمتاحُ إِن لَم نَغتَرِف | |
|
| ماءَ المُنى وَنُعَلُّ إِن لَم نُنهَلِ |
|
كَم وَقفَةٍ ناجَيتَهُ في ظِلِّها | |
|
| وَالقَولُ يَغدُرُ بِالخَطيبِ المِقوَلِ |
|
ثَبَّتَّ فيها وِطاءَهُ وَوَراءَهُ | |
|
| جَزَعٌ يُقَلقِلُ مِن قُلوبِ الجَندَلِ |
|
إيهٍ وَكَم مِن نِعمَةٍ جَلَّلتَهُ | |
|
| تَضفو كَهُدّابِ الرِداءِ المُخمَلِ |
|
فَسَما وَحَلَّقَ كَالعُقابِ إِلى العُلى | |
|
| وَعَدوُّهُ يَهوي هُوِيَّ الأَجدَلِ |
|
وَبِوُدِّهِ لَو كانَ قَرناً سالِفاً | |
|
| أَو نُطفَةً ذَهَبَت بِداءٍ مُغيِلِ |
|
وَمُشَمِّرِ العِرنَينِ خَرَّ جَبينُهُ | |
|
| لَكَ غَيرَ مَقبولٍ وَلا مُستَقبَلِ |
|
لَمّا رَآكَ تَقاصَرَت خُطَواتُهُ | |
|
| جَزَعاً وَجَعجَعَ بِالرِواقِ الأَوَّلِ |
|
لِلَّهِ أَنتَ لَقَد أَثَرتَ صَنيعَةً | |
|
| بِيَدَي مُعَمٍّ في الصَنائِعِ مُخوَلِ |
|
شَرَّفتَنا دونَّ الأَنامِ وَإِنَّما | |
|
| بِرُّ القَريبِ عَلاقَةُ المُتَفَضِّلِ |
|
وَجَذَبتَنا جَذبَ الجَريرِ إِلى العُلى | |
|
| وَإِذا اِرتَقى مُتَمَطِّرٌ لَم يَنزِلِ |
|
فَلَأَنتَ أَولى بِالإِمامَةِ وَالهُدى | |
|
| وَأَذَبُّ عَن وَلَدِ النَبيِّ المُرسَلِ |
|
أَغبارُ دَرٍّ مِن عَطائِكَ تُفتَدى | |
|
| مِن دَرِّ غَيرِكَ بِالضُروعِ الحُفَّلِ |
|
لَولا غَمامُ نَداكَ أَصبَحَ راكِبٌ | |
|
| يَشكو الأُوامَ وَقَد أَناخَ بِمَنهَلِ |
|
وَأَحَقُّ بِالإِطراءِ باعِثُ مِنَّةٍ | |
|
| وَصَلَت مِنَ الأَرحامِ ما لَم يوصَلِ |
|
مَولايَ مَن لي أَن أَراكَ وَكَيفَ لي | |
|
| بِحُضورِ دارِكَ وَالعَدوُّ بِمَعزَلِ |
|
اِنظُر إِلَيَّ بِبَعضِ طَرفِكَ نَظرَةً | |
|
| يَسمو لَها نَظَري وَيُعرِبُ مِقوَلي |
|
فَالآنَ لا أَرضى وَأَنتَ مُمَوِّلي | |
|
| بِرِضى القَنوعِ وَعِفَّةِ المُتَجَمِّلِ |
|
نُعمى أَميرِ المُؤمِنينَ حَريَّةٌ | |
|
| أَن لا نَنامَ عَنِ الرَجاءِ المُهمَلِ |
|
بِفَمٍ إِذا رَفَعَ الكَلامُ سِجافَهُ | |
|
| أَوحى بِنائِلِهِ وَإِن لَم يُسأَلِ |
|
وَيَدٍ إِذا اِستَمطَرتَ عابِرَ مُزنِها | |
|
| دَفَقَت عَلَيكَ مِنَ الزُلالِ السَلسَلِ |
|
تَمحو أَساطيرَ الخُطوبِ كَما مَحا | |
|
| مَرُّ الشَمالِ مِنَ الغَمامِ المُثقَلِ |
|
لا يَحتَمي بِالرُمحِ باعُ مُؤَيَّدٍ | |
|
| لَو شاءَ طاعَنَ بِالسِماكِ الأَعزَلِ |
|
هَذا الخَليفَةُ لا يَغُضُّ عَنِ الهُدى | |
|
| إِن نامَ لَيلُ القائِمِ المُتَبَتِّلِ |
|
لَمّا أَهَبتُ بِنَصرِهِ لِمُلِمَّةٍ | |
|
| دَفَعَ الزَمانَ وَقَد أَناخَ بِكَلكَلي |
|
واليتُ فيهِ مَدائِحي فَكَأَنَّما | |
|
| أَفرَغتُ نَبلي كُلَّها في مَقتَلِ |
|
مِن كُلِّ قافِيَةٍ إِذا أَطلَقتُها | |
|
| عَطَفَت عِنانَ الراكِبِ المُستَعجِلِ |
|
وَظَفِرتُ مِن نَفَحاتِهِ وَجِوارِهِ | |
|
| بِأَجَلِّ نَعماءٍ وَأَحرَزِ مَوئِلِ |
|