أَحظى المُلوكِ مِنَ الأَيّامِ وَالدُوَلِ | |
|
| مَن لا يُنادِمُ غَيرَ البيضِ وَالأَسَلِ |
|
وَأَشرَفُ الناسِ مَشغولٌ بِهِمَّتِهِ | |
|
| مُدَفَّعٌ بَينَ أَطرافِ القَنا الذُبُلِ |
|
تَطغى عَلى قَصَبِ الأَبطالِ نَخوَتُهُ | |
|
| وَقائِمُ السَيفِ مَندوبٌ إِلى القُلَلِ |
|
ما زِلتُ أَبحَتُ أَمري عَن عَواقِبِهِ | |
|
| حَتّى رَأَيتُ حُلولَ العِزِّ في الحُلَلِ |
|
وَفي التَغَرُّبِ إِلّا عَنكَ مَغنَمَةٌ | |
|
| وَمَنبِتُ الرِزقِ بَينَ الكورِ وَالجَمَلِ |
|
لَولا الكِرامُ أَصابَ الناسَ كُلَّهُمُ | |
|
| داءُ البَعادِ عَنِ الأَوطانِ وَالحِلَلِ |
|
نَرجو وَبَعضُ رَجاءِ الناسِ مَتعَبَةٌ | |
|
| قَد ضاعَ دَمعُكَ يا باكٍ عَلى الطَلَلِ |
|
كَمِ اِغتَرَبتُ عَنِ الدُنيا وَما فَطَنَت | |
|
| بي المَهامِهُ حَتّى جازَني أَمَلي |
|
في فِتيَةٍ رَكِبوا أَعراصَهُم وَرَمَوا | |
|
| بِالذُلِّ خَلفَ ظُهورِ الخَيلِ وَالإِبِلِ |
|
وَالماءُ إِن صَفِرَت مِنهُ مَزادُهُمُ | |
|
| شَرَيتُهُ مِن بُطونِ الأَينُقِ البُزُلِ |
|
إيهٍ لَقَد أَسَرَ الدُنيا بِنَجدَتِهِ | |
|
| أَبو الفَوارِسِ وَالإِقدامِ لِلبَطَلِ |
|
صانَ الظُبى وَاِستَلَذَّ الرَأيَ وَاِنكَشَفَت | |
|
| لَهُ العَواقِبُ بَينَ الهَمِّ وَالجَذَلِ |
|
ماضٍ عَلى الهَولِ طَلاعٌ بِغُرَّتِهِ | |
|
| عَلى الحَوادِثِ مِقدامٌ عَلى الأَجَلِ |
|
هُنِّئتَ يا مَلِكَ الأَملاكِ مَنزِلَةً | |
|
| رَدَّت عَلَيكَ بَهاءَ الأَعصُرِ الأُوَلِ |
|
دَعاكَ رَبُّ المَعالي زَينَ مِلَّتِهِ | |
|
| وَمِلَّةٌ أَنتَ فيها أَعظَمُ المِلَلِ |
|
صَدَمتَ بَغدادَ وَالأَيّامُ غافِلَةٌ | |
|
| كَالسَيلِ يَأنَفُ أَن يَأتي عَلى مَهَلِ |
|
بِكُلِّ أَبلَجَ مَعروفٍ بِطَلعَتِهِ | |
|
| إِذا تَناكَرَ لَيلُ الحادِثِ الجَلَلِ |
|
يا قائِدَ الخَيلِ إِن كانَ السِنانُ فَماً | |
|
| فَإِنَّ رُمحَكَ مُشتاقٌ إِلى القُبَلِ |
|
وَكَم مَدَدتَ عَلى الأَقرانِ مِن رَهَجٍ | |
|
| في لَيلَةٍ تَغدُرُ الأَلحاظُ بِالمُقَلِ |
|
وَمُستَغَرّينَ ما زالَت قُلوبُهُمُ | |
|
| تُبَدَّدُ الرَأيَ بَينَ الرَيثِ وَالعَجَلِ |
|
حَتّى أَخَذتَ عَلَيهِم حَتفَ أَنفُسِهِم | |
|
| ما أَظلَموا بِبُروقِ العارِضِ الهَطِلِ |
|
رَأَوا مَقامَكَ فَاِزوَرَّت عُيونُهُمُ | |
|
| ما كُلُّ لَحظٍ إِلى الآماقِ مِن قَبَلِ |
|
لِلَّهِ زَهرَةُ مُلكٍ قامَ حاسِدُها | |
|
| وَلَيسَ يَعلَمُ أَنَّ الشَمسَ في الحَمَلِ |
|
لا تَأسَفَنَّ مِنَ الدُنيا عَلى سَلَفٍ | |
|
| فَآخِرُ الشَهدِ فينا أَعذَبُ العَسَلِ |
|
وَلا تُبالِ بِفِعلٍ إِن هَمَمتَ بِهِ | |
|
| وَلَو رَمى بِكَ بَينَ العُذرِ وَالعَذَلِ |
|
لا تَمشِيَنَّ إِلى أَمرٍ تُعابُ بِهِ | |
|
| فَقَلَّما تَفطُنُ الأَيّامُ بِالزَلَلِ |
|
لِلَّهِ أَيُّ فَتىً أَمسَت لُبانَتُهُ | |
|
| رَذيَّةً بَينَ أَيدي العيسِ وَالسُبُلِ |
|
لا يَنشُدُ الحُبُّ رَأياً كانَ أَصلَحَهُ | |
|
| إِذا الفَتى طَرَدَ الآراءَ بِالغَزَلِ |
|
رَآكَ أَشرَفَ مَمدوحٍ لِمُمتَدِحٍ | |
|
| وَخَيرُ مَن شَرَعَت فيهِ يَدُ الأَمَلِ |
|
نَحا لِنَحوِكَ لا يَلوي عَلى أَحَدٍ | |
|
| إِنَّ المُقيمَ عَنِ النُزّاعِ في شَغَلِ |
|
وَلَيسَ يَأتَلِفُ الإِحسانُ في مَلِكٍ | |
|
| حَتّى يُؤَلِّفَ بَينَ القَولِ وَالعَمَلِ |
|
فَما أَمَلُّ مَديحاً أَنتَ سامِعُهُ | |
|
| وَعاشِقُ العِزِّ لا يُؤتى مِنَ المَلَلِ |
|
ما عُذرُ مِثلِيَ في نَقصٍ وَقَولَتِهِ | |
|
| إِنّي الرَضيُّ وَجَدّي خاتَمُ الرُسُلِ |
|
هَذا أَبي وَالَّذي أَرجو النَجاحَ بِهِ | |
|
| أَدعوهُ مِنكَ طَليقَ الهَمِّ وَالجَذَلِ |
|
لَولاكَ ما اِنفَسَحَت في العَيشِ هِمَّتُهُ | |
|
| وَلا أَقَرَّ عُيونَ الخَيلِ وَالخَوَلِ |
|
حَطَطتَهُ مِن ذُرى صَمّاءَ شاهِقَةٍ | |
|
| مِنَ الزَمانِ عَلَيها غَيرُ مُحتَفِلِ |
|
تَلعاءَ عالِيَةِ الأَردافِ تَحسَبُها | |
|
| رِشاءَ عاديَّةٍ مُستَحصَدِ الطُوَلِ |
|
تَلقى ذَوائِبَها في الجَوِّ ذاهِبَةٌ | |
|
| يَلُفُّها البَرقُ بِالأَطوادِ وَالقُلَلِ |
|
وَأَنتَ طَوَّقتَهُ بِالمَنِّ جامِعَةً | |
|
| قامَت عَلَيهِ مَقامَ الحَليِ وَالحُلَلِ |
|
أَوسَعتَهُ فَرَأى الآمالَ واسِعَةً | |
|
| وَكُلُّ ساكِنِ ضيقٍ واسِعُ الأَمَلِ |
|
جَذَبتَ مِن لَهَواتِ المَوتِ مُهجَتَهُ | |
|
| وَكانَ يَطرِفُ في الدُنيا عَلى وَجَلِ |
|
ما كانَ إِلّا حُساماً أَغمَدَتهُ يَدٌ | |
|
| ثُمَّ اِنتَضَتهُ اليَدُ الأُخرى عَلى عَجَلِ |
|
فَاِقذِف بِهِ ثُغَرَ الأَهوالِ مُنصَلِتاً | |
|
| وَاِستَنصِرِ اللَيثَ إِنَّ الخيسَ لِلوَعَلِ |
|
وَلا تُطيعَنَّ فيهِ قَولَ حاسِدِهِ | |
|
| إِنَّ العَليلَ لَيَرمي الناسَ بِالعِلَلِ |
|
أَولى بِتَكرِمَةٍ مَن كانَ يَحمَدُها | |
|
| وَالحَمدُ يَقطَعُ بَينَ الجودِ وَالبَخَلِ |
|
كَفاكَ مَنظَرُهُ إيضاحَ مَخبَرِهِ | |
|
| في حُمرَةِ الخَدِّ ما يُغني عَنِ الخَجَلِ |
|
تَحَمَّلَ الشَرَفَ العالي وَكَم شَرَفٍ | |
|
| غَطّى عَلَيهِ رِداءُ العَيِّ وَالخَطَلِ |
|
أَوَيتَهُ مِن نِزالِ المُستَطيلِ إِلى | |
|
| مَرعىً أَنيقٍ وَظِلٍّ غَيرِ مُنتَقِلِ |
|
إِنّا لَنَرجوكَ وَالأَيّامُ راغِمَةٌ | |
|
| وَالرَوضُ يَرجو نَوالَ العارِضِ الخَضِلِ |
|
تَبلى بِدَولَتِكَ الدُنيا وَحاشَ لَها | |
|
| أَن لا يَكونَ عَلَينا أَبرَكُ الدُوَلِ |
|