حَيِّ الدِيارَ عَلى سَفيِ الأَعاصيرِ | |
|
| أَستَنكَرَتنِيَ أَم ضَنَّت بِتَخبيري |
|
حَيِّ الدِيارَ الَّتي بَلّى مَعارِفَها | |
|
| كُلَّ البِلى نَفَيانُ القَطرِ وَالمورِ |
|
هَل أَنتِ ذاكِرَةٌ عَهداً عَلى قِدَمٍ | |
|
| أُسقيتِ مِن صَبَلِ الغُرِّ المَباكيرِ |
|
هَل تَعرِفُ الرَبعَ إِذ في الرَبعِ عامِرُهُ | |
|
| فَاليَومَ أَصبَحَ قَفراً غَيرَ مَعمورِ |
|
أَو تُبصِرانِ سَنا بَرقٍ أَضاءَ لَنا | |
|
| رَملَ السُمَينَةِ ذا الأَنقاءِ وَالدورِ |
|
ما حاجَةٌ لَكَ في الظُعنِ الَّتي بَكَرَت | |
|
| مِن دارَةِ الجَأبِ كَالنَخلِ المَواقيرِ |
|
كادَ التَذَكُّرُ يَومَ البَينِ يَشعَفُني | |
|
| إِنَّ الحَليمَ بِهَذا غَيرُ مَعذورِ |
|
ماذا أَرَدتَ إِلى رَبعٍ وَقَفتَ بِهِ | |
|
| هَل غَيرُ شَوقٍ وَأَحزانٍ وَتَذكيرِ |
|
ما كُنتَ أَوَّلَ مَحزونٍ أَضَرَّ بِهِ | |
|
| بَرحُ الهَوى وَعَذابٌ غَيرُ تَفتيرِ |
|
تَبيتُ لَيلَكَ ذا وَجدٍ يُخامِرُهُ | |
|
| كَأَنَّ في القَلبِ أَطرافَ المَساميرِ |
|
يا أُمَّ حَرزَةَ إِنَّ العَهدَ زَيَّنَهُ | |
|
| وُدٌّ كَريمٌ وَسِرٌّ غيرُ مَنثورِ |
|
حَيَّيتِ شُعثاً وَأَطلاحاً مُخَدَّمَةً | |
|
| وَالمَيسَ مَنقوشَةً نَقشَ الدَنانيرِ |
|
هَل في الغَواني لِمَن قَتَّلنَ مِن قَودٍ | |
|
| أَو مِن دِياتٍ لِقَتلِ الأَعيُنِ الحورِ |
|
يَجمَعنَ خُلفاً وَمَوعُداً بَخِلنَ بِهِ | |
|
| إِلى جَمالٍ وَإِدلالٍ وَتَصويرِ |
|
أَمّا يَزيدُ فَإِنَّ اللَهَ فَهَّمَهُ | |
|
| حُكماً وَأَعطاهُ مُلكاً واضِحَ النورِ |
|
سِرنا مِنَ الدامِ وَالرَوحانِ وَالأُدَمى | |
|
| تَنوي يَزيدَ يَزيدَ المَجدِ وَالخيرِ |
|
عيدِيَّةٌ بِرِحالِ المَيسِ تَنسُجُها | |
|
| حَتّى تَفَرَّجَ ما بَينَ المَساميرِ |
|
خوصُ العُيونِ إِذا اِستَقبَلنَ هاجِرَةً | |
|
| يُحسَبنَ عوراً وَما فيهِنَّ مِن عورِ |
|
تَخدي بِنا العيسُ وَالحِرباءُ مُنتَصِبٌ | |
|
| وَالشَمسُ والِجَةٌ ظِلَّ اليَعافيرِ |
|
مِن كُلِّ شَوساءَ لَمّا خُشَّ ناظِرُها | |
|
| أَدنَت مُذَمَّرَها مِن واسِطِ الكورِ |
|
ما كادَ تَبلُغُ أَطلاحٌ أَضَرَّ بِها | |
|
| بَعدُ المَفاوِزِ بَينَ البِشرِ وَالنيرِ |
|
مِنَ المَهاري الَّتي لَم يُفنِ كِدنَتَها | |
|
| كَرُّ الرَوايا وَلَم يُحدَجنَ في العيرِ |
|
صَبَّحنَ في الرَكبِ إِنَّ الرَكبَ قَحَّمَهُم | |
|
| خِمسٌ جَموحٌ فَهَذا وِردُ تَبكيرِ |
|
قَفرَ الجَبا لا تَرى إِلّا الحَمامَ بِهِ | |
|
| مِنَ الأَنيسِ خَلاءً غَيرَ مَحضورِ |
|
تَنفي دِلاءُ سُقاةِ القَومِ إِذ وَرَدوا | |
|
| كَالغِسلِ عَن جَمِّ طامٍ غَيرِ مَجهورِ |
|
كَأَنَّ لَوناً بِهِ مِن زَيتِ سامِرَةَ | |
|
| وَلَونَ وَردٍ مِنَ الحِنّاءِ مَعصورِ |
|
لَمّا تَشَوَّقَ بَعضُ القَومِ قُلتُ لَهُم | |
|
| أَينَ اليَمامَةُ مِن عَينِ السَواجيرِ |
|
زوروا يَزيدَ فَإِنَّ اللَهَ فَضَّلَهُ | |
|
| وَاِستَبشِروا بِمَريعِ النَبتِ مَحبورِ |
|
لا تَسأَموا لِلمَطايا ما سَرَينَ بِكُم | |
|
| وَاِستَبشِروا بِنَوالٍ غَيرِ مَنزورِ |
|
وَاِستَمطِروا نَفَحاتٍ غَيرَ مُخلِفَةٍ | |
|
| مِن سَيبِ مُستَبشِرٍ بِالمُلكِ مَسرورِ |
|
سِرنا عَلى ثِقَةٍ حَتّى نَزَلتُ بِكُم | |
|
| مُستَبشِراً بِمَريعِ النَبتِ مَمطورِ |
|
لَمّا بَلَغتُ إِمامَ العَدلِ قُلتُ لَهُم | |
|
| قَد كانَ مِن طولِ إِدلاجي وَتَهجيري |
|
فَاِستَورِدوا مَنهَلاً رَيّانَ ذا حَبَبٍ | |
|
| مِن زاخِرِ البَحرِ يَرمي بِالقَراقيرِ |
|
لَقَد تَرَكتَ فَلا نَعدَمكَ إِذ كَفَروا | |
|
| لَاِبنِ المُهَلَّبِ عَظماً غَيرَ مَجبورِ |
|
يا اِبنَ المُهَلَّبِ إِنَّ الناسَ قَد عَلِموا | |
|
| أَنَّ الخِلافَةَ لِلشُمِّ المَغاويرِ |
|
لا تَحسِبَنَّ مِراسَ الحَربِ إِذ خَطَرَت | |
|
| أَكلَ القِبابِ وَأَدمَ الرُغفِ بِالصيرِ |
|
خَليفَةَ اللَهِ إِنّي قَد جَعَلتُ لَكُم | |
|
| غُرّاً سَوابِقَ مِن نَسجي وَتَحبيري |
|
لا يُنكِرُ الناسُ قِدماً أَن تُعَرِّفَهُم | |
|
| سَبقاً إِذا بَلَغوا نَحزَ المَضاميرِ |
|
زانَ المَنابِرَ وَاِختالَت بِمُنتَجَبٍ | |
|
| مُثَبَّتٍ بِكِتابِ اللَهِ مَنصورِ |
|
في آلِ حَربٍ وَفي الأَعياصِ مَنبِتُهُ | |
|
| هُم وَرَّثوكَ بِناءً عالِيَ السورِ |
|
يَستَغفِرونَ لِعَبدِ اللَهِ إِذ نَزَلوا | |
|
| بِالحَوضِ مَنزِلَ إِهلالٍ وَتَكبيرِ |
|
يَكفي الخَليفَةَ أَنَّ اللَهَ فَضَّلَهُ | |
|
| عَزمٌ وَثيقٌ وَعَقدٌ غَيرُ تَغريرِ |
|
ما يُنبِتُ الفَرعُ نَبعاً مِثلَ نَبعَتِكُم | |
|
| عيدانُها غَيرُ عَشّاتٍ وَلا خورِ |
|
قَد أَخرَجَ اللَهُ قَسراً مِن مَعاقِلِهِم | |
|
| أَهلَ الحُصونِ وَأَصحابَ المَطاميرِ |
|
كَم مِن عَدُوٍّ فَجَذَّ اللَهُ دابِرَهُم | |
|
| كادوا بِمَكرِهِمُ فَاِرتَدَّ في بورِ |
|
وَكانَ نَصراً مِنَ الرَحمَنِ قَدَّرَهُ | |
|
| وَاللَهُ رَبُّكَ ذو مُلكٍ وَتَقديرِ |
|