أما لبعيدِ هودَجِكم قدومُ؟
|
|
تقادَمَتِ الوعودُ ولا لقاءٌ
|
يُنادم ُ فيه معموداً نديمُ
|
وغادرنا الربيعُ فلا هَزارٌ
|
شدا بضحىً .. ولا نضجتْ كرومُ
|
|
أفاءَ لنا
ولا نَفَحَ الشَّميمُ
|
|
علينا شوكَ وحشتهِ الرَّنيمُ
|
أعدْنا طرقنا
فأجابَ صمتٌ:
|
لقد رحلوا
فَشَيَّعنا الوجومُ
|
وكدنا نسألُ الجيرانَ لولا
|
حَياءُ السينِ حين يظنُّ جيمُ
|
|
ثَرَمداءٌ وأبلجَ والقصيمُ
|
تشابكتِ الدروبُ على غريبٍ
|
كما يتشابك الليلُ البهيمُ
|
|
|
|
لنفسٍ لا تُرامُ ولا تَرومُ؟
|
|
بغير حريقهِ الرّندُ السليمُ؟
|
تمكَّنتِ الصَبابةُ من صبورٍ
|
على ما ليس تحملهُ الجسومُ
|
|
وقد مَطَلَتهُ فاتنةٌ ظَلومُ
|
رأى فيها ببندَةَ خلفَ سترٍ
|
صباحاً تحتَ داجيةٍ يُقيمُ
|
تَبَعثرَ جمعُهُ
واحتارَ قلبٌ
|
وغادرَ ثغرَهُ الصوتُ الرخيمُ
|
وكاد يشدُّ عن وجهٍ نقاباً
|
ليشرقَ مُشمِساً صبحٌ كريمُ
|
ف بَنْدَةَُ حين قابلها نعيمٌ
|
وبَنْدةُ حين فارقها جحيمُ
|
|
على عطشٍ .. وفي عيدٍ أصومُ؟
|
فدعْني أستقي من نبع شهْدٍ
|
ليَعسُلَ في دمي صابٌ صميمُ
|
وكدتُ أقول: لا نُسكاً ولكنْ
|
مخافةَ أنْ يُقال فمٌ ذَميمُ
|
وخشيةَ أن تعيشَ فماً طريداً
|
ك آدمَ حين أغواهُ الرَجْيمُ
|
ويا أحبابَنا لو كانَ يُجدي
|
|
تَحَصَّنَ بالجنونِ لدرءِ نصحٍ
|
يقولُ بهِ المُجرّبُ والحكيمُ
|
يغصُّ يراعُهُ لو خطَّ سطراً
|
|
أتُغْني الطيرَ عن غُصنٍ نقوشٌ
|
لتغنينا عن الوصلِِ الرسومُ؟
|
|
|
إذا اصطبحَ الفؤادُ بكأس سعدٍ
|
|
|
غريمي في السَكينةِ والخصيمُ
|
تَهَيّمَكم ويعلمُ أنّ عشقاً
|
عصيُّ الوصلِِ مرتعُهُ وخيمُ
|
وأقنعني ابن غدرةَ أن حُبّاً
|
بلا جمر الصبابةِ لا يدومُ
|
فصحتُ بهِ: ألا يا جمرُ زدْ بي
|
|
أذودُ عن الهوى بنزيفِ روحٍ
|
يُناصبُ وردَها شوكٌ أثيمُ
|
وقلّدني عصا الترحالِِ رملٌ
|
له عشقانِِ: طهرُ هوىً وريمُ
|
فيا أحبابَ باقي العمرِ هلاّ
|
تُضاحِكُ ليلَنا منكم نجومُ
|
أقيلوا عثرةَ الأمواجِ ألقتْ
|
|