خَيالٌ مِنَ النائي الهَوى المُتَبَعِّدِ | |
|
| سَرى فَسَرى عَنهُ عَزيمُ التَجَلُّدِ |
|
دَعا وَطَراً حَتّى إِذا ما أَجابَهُ | |
|
| أَطافَ بِمَطروفِ الجُفونِ مُسَهَّدِ |
|
فَباتَ يُناجي النَجمَ حَتّى كَأَنَّما | |
|
| يُخالِسُ عَينَيهِ الكَرى لَيلُ أَرمَدِ |
|
إِذا أَمكَنَ السُلوانُ حَبَّةَ قَلبِهِ | |
|
| ثَنى شَوقَهُ سَهمانِ ريشا بِإِثمِدِ |
|
يُطالِعُهُ وَجهُ العَزاءِ وَتَرتَمي | |
|
| بِهِ صَبوَةٌ في شَأوِ غَيرِ مُسَدَّدِ |
|
إِذا أَلِفَ النَومُ الجُفونَ تَقَسَّمَت | |
|
| كَراهُ تَباريحُ الهَوى المُتَجَدِّدِ |
|
مَلامَكِ إِنّي لَم أُعَنِّف مَلامَةً | |
|
| تَراءَت بِنُصحٍ مِن ضَميرِكِ فَاقصِدي |
|
أَتى دونَ عَزمِ المَرءِ هَمٌّ مُبَرِّحٌ | |
|
| وَقَلبٌ لَهُ إِن يَعرِضَ الشَوقُ يَكمَدِ |
|
وَسِربٌ مِنَ الأَشجانِ يُطوى لَهُ الحَشى | |
|
| عَلى شَرقٍ مَن يَلقَهُ يَتَبَلَّدِ |
|
بَعَثنَ إِلى خُلّانِهِنَّ تَحِيَّةً | |
|
| بِأَلحاظِ أَبصارٍ شَواهِدَ جُحَّدِ |
|
فَلَمّا اِشرَأَبَّت صَبوَةٌ وَمَشى الهَوى | |
|
| بِهِنَّ وَخَيَّفَت بَوحَةُ المُتَجَلِّدِ |
|
صَفَحنَ قِياماً فَاِستَقَلَّت نُحورُها | |
|
| بِمُنقَدَّةٍ عَنها الجَلابيبُ نُهَّدِ |
|
عَشِيَّةَ وَلَّت رَوعَةُ الشَوقِ وَاِنطَوى | |
|
| بِشاهِدِهِ باقي اِعتِزامي وَمَفنَدي |
|
أَفاءَت لَهُ الأَرصادُ حِلماً فَرَدَّهُ | |
|
| إِلى عَزمَةٍ مِن واجِدٍ مُتَلَدِّدِ |
|
يَكيدُ بِهِ كِتمانَ صادِقَةِ الهَوى | |
|
| غُروبٌ بِأَسرابٍ مِنَ الدَمعِ حُشَّدِ |
|
إِلَيكَ أَمينَ اللَهِ ثارَت بِنا القَطا | |
|
| بَناتُ الفَلا في كُلِّ ميثٍ مُسَرَّدِ |
|
أَناخَت بِكَ الأَسفارُ وَالبيدُ أَينُقاً | |
|
| رَمَتكَ بِها آمالُ غافينَ وُفَّدِ |
|
أَخَذنَ السُرى أَخذَ العَنيفِ وَأَسرَعَت | |
|
| خُطاها بِها وَالنَجُم حَيرانُ مُهتَدِ |
|
فَلَمّا اِنتَضى اللَيلُ الصَباحَ وَصَلنَهُ | |
|
| بِحاشِيَةٍ مِن فَجرِهِ المُتَوَرِّدِ |
|
لَبِسنَ الدُجى حَتّى نَضَت وَتَصَوَّبَت | |
|
| هَوادي نُجومُ اللَيلِ كَالدَحوِ بِاليَدِ |
|
يَكونُ مَقيلُ الرَكبِ فَوقَ رِحالِها | |
|
| إِذا مَنَعَت لَمسَ الحَصى كُلُّ صَيخَدِ |
|
وَقاطِعَةٍ رِجلَ السَبيلِ مَخوَفَةٍ | |
|
| كَأَنَّ عَلى أَرجائِها حَدَّ مِبرَدِ |
|
عَزوفٌ بِأَنفاسِ الرِياحِ أَبِيَّةٍ | |
|
| عَلى الرَكبِ تَستَعصي عَلى كُلِّ جَلعَدِ |
|
يُقَصِّرُ قابَ العَينِ في فَلواتِها | |
|
| نَواشِزُ صَفوانٍ عَلَيها وَجَلمَدِ |
|
مُؤَزَّرَةٍ بِالآلِ فيها كَأَنَّها | |
|
| رِجالٌ قُعودٌ في مَلاءٍ مُعَضَّدِ |
|
إِذا الحَرَكاتُ هِجنَها وَقفَ الصَدى | |
|
| عَلى نَبَزاتٍ مِن أَهازيجِ هُدهُدِ |
|
تَناوَلتُ أَقصاها إِلَيكَ وَدونَهُ | |
|
| مَقَصٌّ لِأَعناقِ النِجاءِ العَمَرَّدِ |
|
بِوَجناءَ حَرفٍ يَستَجِدُّ مِراحَها | |
|
| مِراحُ السُرى وَالكَوكَبِ المُتَوَقِّدِ |
|
إِذا قَدَحَت إِحدى الحَصا قَذَفَت بِها | |
|
| فَتَقذِفُ في أُخرى وَإِن لَم تَعَمَّدِ |
|
أَقَلَّت إِلَيكَ الناجِداتُ مُعَرِّساً | |
|
| عَلى أَمَلٍ جَوّابَ بَيداءَ قَردَدِ |
|
تَراءَت لَهُ الأَحداثُ حَتّى إِذا اِقتَنى | |
|
| رَجاءَكَ صَدَّت عَنهُ عَن قُربِ مَعهَدِ |
|
وَقَفتَ عَلى النَهجِ الظُنونَ فَصَرَّحَت | |
|
| وَأَدّى إِلَيكَ الحُكمَ كُلُّ مُشَرَّدِ |
|
إِذا اِختَلَفَت أَهواءُ قَومٍ جَمَعتَهُم | |
|
| عَلى العَفوِ أَو حَدِّ الحُسامِ المُهَنَّدِ |
|
إِذا اِنجَحَروا جَلّى بِخَوفٍ عَلَيهِمُ | |
|
| وَإِن أَصحَروا كانوا فَريسَةَ مُرصِدِ |
|
بِكُلِّ سَبوحٍ في العَجاجِ كَأَنَّما | |
|
| تَكَنَّفَ عِطفَيها جَناحا خَفَيدَدِ |
|
إِذا هُنَّ غامَسنَ الدُجى بِغَنيمَةٍ | |
|
| قَسَمنَ السُرى في كُلِّ سَهلٍ وَأَجلَدِ |
|
كَأَنَّ أَكُفَّ القَومِ مَثنى وَمَوحَدا | |
|
| تَعاطَينَ جادِيّاً عَلى ظَهرِ قَرمَدِ |
|
تَحَيَّوا بِأَطرافِ القَنى وَتَعانَقوا | |
|
| مُعانَقَةَ البَغضاءِ غَيرَ التَوَدُّدِ |
|
وَفاجَأتَهُ قَبلَ الوَعيدِ بِحَتفِهِ | |
|
| وَقَد عَجَزَت عَنهُ عَسى وَكَأَن قَدِ |
|
وَخافَكَ حَتّى صارَ يَرتابُ بِالمُنى | |
|
| وَيُتهِمُ نَجوى النَفسِ عِندَ التَوَحُّدِ |
|