أَديري عَلى الراحِ ساقِيَةَ الخَمرِ | |
|
| وَلا تَسأَليني وَاِسأَلي الكَأسَ عَن أَمري |
|
كَأَنَّكِ بي قَد أَظهَرَت مُضمَرَ الحَشا | |
|
| لَكِ الكَأسُ حَتّى أَطلَعَتكِ عَلى سِرّي |
|
وَقَد كُنتُ أَقلى الراحَ أَن يَستَفِزَّني | |
|
| فَتَنطِقَ كَأسٌ عَن لِساني وَلا أَدري |
|
وَلَكِنَّني أَعطَيتُ مِقوَدِيَ الصِبى | |
|
| فَقادَ بَناتِ اللَهوِ مَخلوعَةَ العُذرِ |
|
إِذا شِئتُ غاداني صُبوحٌ مِنَ الهَوى | |
|
| وَإِن شِئتُ ماساني غُبوقٌ مِنَ الخَمرِ |
|
ذَهَبتُ وَلَم أُحَدِد بِعَينِيَ نَظرَةً | |
|
| وَأَيقَنتُ أَنَّ العَينَ هاتِكَةٌ سِتري |
|
جَعَلنا عَلاماتِ المَوَدَّةِ بَينَنا | |
|
| مَصايِدَ لَحظٍ هُنَّ أَخفى مِنَ السِحرِ |
|
فَأَعرِفُ مِنها الوَصلَ في لينِ طَرفِها | |
|
| وَأَعرِفُ مِنها الهَجرَ بِالنَظَرِ الشَزرِ |
|
وَفي كُلِّ يَومٍ خَشيَةٌ مِن صُدودِها | |
|
| أَبيتُ عَلى ذَنبٍ وَأَغدو عَلى عُذرِ |
|
وَمُلتَطِمُ الأَمواجِ يَرمي عُبابُهُ | |
|
| بِجَرجَرَةِ الآذِيِّ لِلعِبرِ فَالعِبرِ |
|
مُطَعَّمَةٍ حِيتانُهُ ما يُغِبُّها | |
|
| مَآكِلُ زادٍ مِن غَريقٍ وَمِن كَسرِ |
|
إِذا اِعتَنَقَت فيهِ الجَنوبُ تَكَفَّأَت | |
|
| جَواريهِ أَو قامَت مَعَ الريحِ لا تَجري |
|
كَأَنَّ مَدَبَّ المَوجِ في جَنَباتِها | |
|
| مَدَبُّ الصَبا بَينَ الوِعاثِ مِنَ العُفرِ |
|
كَشَفتُ أَهاويلَ الدُجى عَن مَهولِهِ | |
|
| بِجارِيَةٍ مَحمولَةٍ حامِلٍ بِكرِ |
|
لَطَمتُ بِخَدَّيها الحَبابُ فَأَصبَحَت | |
|
| مُوَقَّفَةَ الداياتِ مَرتومَةَ النَحرِ |
|
إِذا أَقبَلَت راعَت بِقُنَّةِ قَرهَبٍ | |
|
| وَإِن أَدبَرَت راقَت بِقادِمَتَي نَسرِ |
|
تَجافى بِها النوتيُّ حَتّى كَأَنَّما | |
|
| يَسيرُ مِنَ الإِشفاقِ في جَبَلٍ وَعرِ |
|
تَجَلَّجُ عَن وَجهِ الحَبابِ كَما اِنثَنَت | |
|
| مُخَبَّأَةٌ مِن كِسرِ سِترٍ إِلى سِترِ |
|
أَطَلَّت بِمِجذافينِ يَعتوِرانِها | |
|
| وَقَوَّمَها كَبحُ اللِجامِ مِنَ الدُبرِ |
|
فَحامَت قَليلاً ثُمَّ مَرَّت كَأَنَّها | |
|
| عُقابٌ تَدَلَّت مِن هَواءٍ عَلى وَكرِ |
|
أَنافَ بِهاديها وَمَدَّ زِمامَها | |
|
| شَديدُ عِلاجِ الكَفِّ مُعتَمِلُ الظَهرِ |
|
إِذا ما عَصَت أَرخى الجَريرُ لِرَأسِها | |
|
| فَمَلَّكَها عِصيانَها وَهيَ لا تَدري |
|
كَأَنَّ الصَبا تَحكي بِها حينَ واجَهَت | |
|
| نَسيمَ الصَبا مَشيَ العَروسِ إِلى الخِدرِ |
|
يَمَمنا بِها لَيلَ التِمامِ لِأَربَعٍ | |
|
| فَجاءَت لِسِتٍّ قَد بَقينَ مِنَ الشَهرِ |
|
فَما بَلَغَت حَتّى اِطِّلاحِ خَفيرِها | |
|
| وَحَتّى أَتَت لَونَ اللِحا مِنَ القِشرِ |
|
وَحَتّى عَلاها المَوجُ في جَنَباتِها | |
|
| بِأَردِيَةٍ مِن نَسجِ طُحلُبِهِ خُضرِ |
|
رَمَت بِالكَرى أَهوالُها عَن عُيونِهِم | |
|
| فَباتَت أَهاويلُ السُرى بِهِمُ تَسري |
|
تَوُمُّ مَحَلَّ الراغِبينَ وَحَيثُ لا | |
|
| تُذادُ إِذا حَلَّت بِهِ أَرجُلُ السَفرِ |
|
رَكِبنا إِلَيهِ البَحرَ في مُؤخِراتِهِ | |
|
| فَأَوفَت بِنا مِن بَعدِ بَحرٍ إِلى بَحرِ |
|