حَرامٌ عَلى الأَجفانِ أَن تَرِدَ الغُمضا | |
|
| وَقَد آنَسَت مِن جَوِّ كاظِمَةٍ وَمضا |
|
بَدا كَالصَفيحِ الهِندُوانِيِّ لَمعُهُ | |
|
| وعادَ كَليلاً لا تَجُسُّ لَهُ نَبضا |
|
فَذَكَّرَني عَهدَ الأَحِبَّةِ بِاللَوى | |
|
| وَشَوطَ صِبىً أَفنَيتُ مَيدانَهُ رَكضا |
|
قَضى الكَلِفُ المَحزونُ في الحُبِّ حَسرَةً | |
|
| وَيَأساً وَدَينُ المالِكيَّةِ ما يُقضى |
|
وَقالوا اِقتَنِع بِالطَيفِ يَغشاكَ في الكَرى | |
|
| وَكَيفَ يَزورُ الطَيفُ مَن لَم يَذُق غُمضا |
|
جَوىً صَعَّدَتهُ زَفرَةُ البَينِ فَاِعتَلى | |
|
| وَدَمعٌ مَرَتهُ لَوعَةُ الحُزنِ فَاِرفَضّا |
|
وَفي الرَكبِ مَجبولٌ عَلى الغَدرِ قَلبُهُ | |
|
| أُسِرُّ لَهُ حُبّاً فَيُعلِنُ لي بُغضا |
|
مِنَ الهَيفِ أَعداني النُحولَ بِخَصرِهِ | |
|
| وَأَمرَضَني تَفتيرُ أَجفانِهِ المَرضى |
|
تَقَلَّدَ يَومَ البَينِ هِنديَّ صارِمٍ | |
|
| وَأَلحاظُهُ مِمّا تَقَلَّدَهُ أَمضى |
|
رَضيتُ بِقَتلي في هَواهُ وَلَيتَهُ | |
|
| وَقَد رَضِيَت نَفسي بِهِ قاتِلاً يَرضى |
|
عَجِبتُ لَهُ مِن زائِرٍ يَركَبُ الدُجى | |
|
| إِلَيَّ وَما كَدَّ المَطِيَّ وَلا أَنضى |
|
فَأَرشَفَني مِن ريقِهِ بابِلِيَّةً | |
|
| وَأَلثَمَني مِن ثَغرِهِ زَهَراً غَضّا |
|
وَنادَمتُ مِنهُ دُميَةً وَرَقيبُهُ | |
|
| عَلى حَنَقٍ يُدمي أَنامِلَهُ عَضّا |
|
سَرى مِن أَقاصي الشَأمِ يَقطَعُ طَيفَهُ | |
|
| إِلى مَضجَعي طولَ السَماوةِ وَالعَرضا |
|
كَما باتَ يُسري نائِلُ اِبنِ مُحَمَّدٍ | |
|
| إِلى طالِبي مَعروفِهِ يَقطَعُ الأَرضا |
|
كَريمُ المُحَيّا لا يَغُصُّ عَلى القَذى | |
|
| جُفوناً وَلَكِن إِن رَأى هَفوَةً أَغضى |
|
إِذا جِئتَهُ تَبغي المَوَدَّةَ وَالقِرى | |
|
| رَأَيتَ الوَفِيَّ الحُرَّ وَالكَرَمَ المَحضا |
|
وَقى عِرضَهُ مِن أَن يُذالَ بِمالِهِ | |
|
| وَلا خَيرَ في مالٍ إِذا لَم يَقِ العِرضا |
|
وَقامَ لِتَدبيرِ الوِزارَةِ مَوقِفاً | |
|
| زَليلاً لِمَن رامَ الوُقوفَ بِهِ دَحضا |
|
فَجانَبَ خَفضَ العَيشِ شَوقاً إِلى العُلى | |
|
| وَمَن باتَ صَبّاً بِالعُلى جانَبَ الخَفضا |
|
وَتُبدي لَهُ الدُنيا جَمالاً وَشارَةً | |
|
| فَيَمنَحُها صَدّاً وَيوسِعُها رَفضا |
|
وَيَسهَرُ في رَعيِ المَمالِكِ طَرفُهُ | |
|
| وَمَن كانَ مُستَرعىً لَها هَجَرَ الغُمضا |
|
إِذا هَمَّ بِالجَدوى تَتابَعَ جودُهُ | |
|
| إِلى سائِليهِ تابِعاً بَعضُهُ بَعضا |
|
وَإِن كَدَّرَ المَعروفَ بِالمَطلِ باخِلٌ | |
|
| حَباَكَ وَلَم يَمنُن بِهِ رائِجاً نَضّا |
|
رَضَيتُ عَنِ الأَيّامِ لَمّاّ جَعَلتُهُ | |
|
| سَفيري إِلى دَهري وَقَد كُنتُ لا أَرضى |
|
حَمانِيَ مِن جَورِ اللَيالي وَصَرفِها | |
|
| يُلاحِظُني شَزراً وَيَنظُرُني عَرضا |
|
وَأَنهَضَني مِن كَبوَةِ الجِدِّ جِدُّهُ | |
|
| وَحَمَّلَني ما لا أُطيقُ بِهِ نَهضا |
|
فَلَولاهُ لَم تُسفِر وُجوهُ مَطالِبي | |
|
| وَلا صادَفَت يَوماً مِنَ الحَظِّ مُبيَضّا |
|
حَلَفتُ بِشُعثٍ في ذُرى العيسِ جُثَّمٍ | |
|
| كَأَنَّ عَليهِ مِنهُما أُسُداً رُبضا |
|
وَكُلِّ هَضيمِ الكَشحِ بَضٍ تَقاذَفَت | |
|
| بِهِ البيدُ مُزجٍ مِن مَطِيَّتِهِ نِقضا |
|
تَخُبُّ بِهِ حَرفٌ يُعَرِّقُها السُرى | |
|
| فَلَم يُبقِ شَيئاً في الأَديمِ وَلا نَحضا |
|
يُخَلِّفُها الإِدلاجُ وَالسَيرُ خِلفَةً | |
|
| فَتَحسِبُها في العَرضِ مِن ضُمُرٍ عِرضا |
|
إِذا خَلَعَت ثَوبَ الأَصيلِ تَدَرَّعَت | |
|
| ثِيابَ الدُجى تُنضي الرَكائِبِ أَو تُنضى |
|
يَؤُمّونَ مِن أَعلامِ طَيبَةَ مَنزِلاً | |
|
| بِهِ تَنفُضُ الأَوزارَ زُوّارُها نَفضا |
|
لَقَد حُفَّ بِالتَأيِيدِ مَنصِبُ سودَدٍ | |
|
| إِلَيكَ جَلالَ الدينِ تَدبيرُهُ أَفضى |
|
وَأَصبَحَ شَملُ المَجدِ وَهوَ مُجَمَّعٌ | |
|
| وَقَد كانَ في أَيّامِ غَيرِكَ مُنفَضّا |
|
وَلَولاكَ تُحيي ما عَفا مِن رُسومِهِ | |
|
| لَقُوِّضَ بُنيانُ المَكارِمِ وَاِنقَضّا |
|
إِلَيكَ ثَناءً أَبرَمَتهُ مَوَدَّةٌ | |
|
| أَمِنتُ عَلَيها النَكثَ عِندَكَ وَالنَقضا |
|
قَلائِدَ حَمدٍ لَم أَزِدكَ بِنَظمِها | |
|
| جَلالاً وَلَكِنّي قَضَيتُ بِها الفَرضا |
|
بَقيتَ لِإِسداءِ المَكارِمِ ما سَمَت | |
|
| سَماءٌ وَما أَرضَت بِصَوبِ الحَيا أَرضا |
|
وَما مَلَكَت إِلّا وَأَمرُكَ حاكِمٌ | |
|
| عَليها يَدُ الأَيّامِ بَسطاً وَلا قَبضا |
|