هَفا بِهوادي الخَيلِ والليْلُ أسْحَمُ | |
|
| نَبيلُ حَواشي لَبَّةِ الزَّوْرِ ضَيْغَمُ |
|
وأدْنى رَفيقَيْهِ من الصَّحْبِ مَارِنٌ | |
|
| يُباريهِ فَيْنانُ السَّبيبَةِ أدْهَمُ |
|
إذا ما الدُّجى ألْقَتْ علَيهِ رِداءَها | |
|
| بَدا الفَجْرُ مِنْ أطْرافِه يتَبَسَّمُ |
|
رَمَيْتُ بهِ الدّارَ التي في عِراصِها | |
|
| عِتاقُ المَذاكي والخَميسُ العَرَمْرَمُ |
|
فزُرْتُ وحاشا المَجْدِ جُؤْذَرَ رَمْلَةٍ | |
|
| حَبا دونَهُ رَطْبُ الغِرارَيْنِ مِخْذَمُ |
|
وما نِلْتُ إلا نَظْرَةً منْ ورائِها | |
|
| عَفافي وذَيَّاكَ الحَديثُ المُكَتَّمُ |
|
ولو شِئْتُ إِرهاقَ الحُلِيِّ أجَارَني | |
|
| مُسَوَّرُهُ منْ جَرْسِها والمُخَدَّمُ |
|
ولكنَّنِي أصْدَى وفي الوِرْدِ نُغْبَةٌ | |
|
| وأكْرِمُ عِرْضي والظُّنونُ تُرَجَّمُ |
|
وبِيدٍ على بِيدٍ طَوَيْتُ ولَيلةٍ | |
|
| سَرَيْتُ وتَحْتَ الرَّحْل وجْناءُ عَيْهَمُ |
|
فقَدَّتْ أَدِيمَ الأرضِ تَخْتَلِسُ الخُطا | |
|
| مُحاذَرَةً أنْ يَلْثُمَ التُّربَ مَنْسِمُ |
|
وتَكْرَعُ في مثْلِ السّماءِ تألّقَتْ | |
|
| منَ الحَبَبِ الطّافي بحِضْنَيْهِ أنْجُمُ |
|
وتَسْبِقُ خُوصاً لَو مَرَرْنَ على القَطا | |
|
| لمَا رِيعَ بالتَّسْهيد وهْوَ مُهَوِّمُ |
|
وتَلْمَعُ منْ أخفافِهنَّ على الثَّرى | |
|
| نَظائِرُ مِرآةٍ يُضَرِّجُها الدَّمُ |
|
إذا غَرَّدَ الحادي تَخايَلْنَ في البُرى | |
|
| ونَحْنُ على أكْوارِها نَتَرنَّمُ |
|
ولَمَّا بَدا التَّاجُ المُطِلُّ تَشاوَسَتْ | |
|
| إلَيْهِ القَوافي والمَطِيُّ المُخَرَّمُ |
|
وقلْتُ أريحُوها فبَعْدَ لِقائِهِ | |
|
| حَرَامٌ عليْهِنَّ القَطيعُ المُحَرَّمُ |
|
ومُقْتَدِريّ منْ ذُؤابَةِ هاشِمٍ | |
|
| بهِ يَصْغُرُ الخَطْبُ المُلِمُّ ويَعْظُمُ |
|
إذا حدَّثَتْ عنهُ الأباطِحُ منْ مِنًى | |
|
| أصاخَ إليْهنَّ الحَطيمُ وزَمزَمُ |
|
تَزَعْزَعُ أعوادُ المَنابِرِ باسْمِهِ | |
|
| فتَحْسَبُها منْ هِزَّةٍ تتكلَّمُ |
|
أطلَّ على أعدائِهِ بكَتائِبٍ | |
|
| أظلَّ حِفافَيْها الوَشيجُ المُقَوَّمُ |
|
ومَوضونَةٍ قدْ لاحَكَ السَّردُ نَسْجَهَا | |
|
| حَكَتْ سَلَخاً ألقاهُ بالقاعِ أرقَمُ |
|
وخَيْلٍ سَليماتِ الرَّوادِفِ والقَنا | |
|
| تُقَصَّدُ في لَبّاتِها وتُحَطّمُ |
|
يَسيرُ على آثارِها الذِّئْبُ عافِياً | |
|
| وأفْتَخُ يَجْتابُ الأهابيَّ قَشْعَمُ |
|
إليْكَ أميرَ المؤمِنينَ زَجَرْتُها | |
|
| طلائِحَ يَنْميهَا الجَديلُ وشَدْقَمُ |
|
وإنِّي لنَظَّارٌ إِلى جانِبِ العُلا | |
|
| ولا يَطَّبيني الجانِبُ المُتَجهِّمُ |
|
ولَولاكَ لمْ أُكْرِهْ على الشِّعْرِ خاطِراً | |
|
| بِذِكرِكَ يُغْرَى بَل بمَجدِكَ يُغْرَمُ |
|
فلا حُمِلَتْ إلا إليْكَ مَدائِحٌ | |
|
| ولا استُمْطِرَتْ إلاّ بِواديكَ أنْعُمُ |
|