رَنا وناظِرُهُ بالسِّحْرِ مُكتَحِلُ | |
|
| أغَنُّ يُمْتارُ مِن ألحاظِهِ الغَزَلُ |
|
فرُحْتُ أدنو بقَلْبٍ هاجَهُ شَجَنٌ | |
|
| وراحَ ينأى بخَدٍّ زانَهُ خَجَلُ |
|
يَمشي كما لاعَبَتْ ريحُ الصَّبا غُصُناً | |
|
| ظلّتْ تَجورُ بهِ طَوراً وتعتَدِلُ |
|
ذو وَجْنَةٍ إنْ جَنَتْ عَينُ الرّقيبِ بها | |
|
| وَرْدَ الحَياءِ كَساها وَرْسَهُ الوَجَلُ |
|
كالشّمسِ إنْ غابَ عنا فهْيَ طالِعَةٌ | |
|
| وإنْ أطَلَّ عَلَينا غالَها الطَّفَلُ |
|
نخْشى عُيونَ العِدا يَعتادُها شَوَسٌ | |
|
| تَكادُ مِنْ وَقَداتِ الحِقْدِ تَشتَعِلُ |
|
إذا انتَضَلْنا أحاديثَ الهَوى عَلِقَتْ | |
|
| بنَظرَةٍ تَلِدُ البَغْضاءَ تَنتَضِلُ |
|
واهاً لعَصْرٍ يُعَنّينا تَذَكُّرُهُ | |
|
| مَضى وفي الخَطوِ من أيّامِهِ عَجَلُ |
|
بمَنزِلٍ حَلَّ فيه الغَيْثُ حُبْوَتَهُ | |
|
| حتى استَهَلَّ عليهِ عارِضٌ هَطِلُ |
|
أهدَى لنا صِحّةً تَقوى النُّفوسُ بِها | |
|
| نَسيمُهُ وأثارَتْ ضَعْفَهُ العِلَلُ |
|
ومَوقِفٍ ضَجَّ جِيدُ الرّيمِ من غَيَدٍ | |
|
| فيهِ وأزْرى بألْحاظِ المَها كَحَلُ |
|
زُرنا بهِ رَشأً يَرتادُ غِرّتَهُ | |
|
| ذو لِبْدَةٍ بنِجادِ السيفِ مُشْتَمِلُ |
|
يُديرُ كأسَينِ منْ لَحْظٍ ومُبْتَسَمٍ | |
|
| يُغْنيهِما عَنْ حَبابٍ ثَغْرُهُ الرَّتَلُ |
|
ويَنثَني مِشْيَةَ النّشوانِ مِن تَرَفٍ | |
|
| كأنّما قَدُّهُ منْ طَرفِهِ ثَمِلُ |
|
أزْمانَ رَقَّتْ حَواشي الدّهْرِ في دُوَلٍ | |
|
| لا يَشْرَإِبُّ إلَيها حادِثٌ جَلَلُ |
|
كأنّها بندىً المُسْتَظْهِرِ ارْتَجَعَتْ | |
|
| رَوْقَ الشّبيبَةِ حتى ماؤُها خَضِلُ |
|
عَصْرٌ كَوَرْدِ الخُدودِ البيضِ قد غَرَسَتْ | |
|
| يَدُ الحَياءِ بهِ ما تَجْتَني القُبَلُ |
|
وعِزَّةٌ دونَ أدْناها مُمَنَّعَةٌ | |
|
| ممّا يُناجي عَلَيهِ الفَرْقَدَ الوَعِلُ |
|
فالعَدْلُ مُنتَشِرٌ والعَزْمُ مُجْتَمِعٌ | |
|
| والعُمْرُ مُقْتَبَلٌ والرأيُ مُكْتَهِلُ |
|
ساسَ البَرِيّةَ قَرْمٌ ماجِدٌ نَدِسٌ | |
|
| غَمْرُ البَديهَةِ نَدْبٌ حازِمٌ بَطَلُ |
|
برَأفَةٍ ما تخَطّى نَحْوَها عُنُفٌ | |
|
| ومِنْحَةٍ لمْ يُكَدِّرْ صَفْوَها بَخَلُ |
|
لو كانَ في السَّلَفِ الماضِينَ إذ طَفِقَتْ | |
|
| نَعْلُ اليَمانين يُرْخي شِسْعَها الزَّلَلُ |
|
لقَدَّمَتْهُ قُرَيشٌ ثمّ ما ولَغَتْ | |
|
| للبَغْي في دَمِها صِفّينُ والجَمَلُ |
|
يَتلو الأئِمّةَ من آبائِهِ وبهِمْ | |
|
| في كُلِّ ما أثّلوهُ يُضْرَبُ المَثَلُ |
|
شُوسُ الحَواجِبِ في الهَيْجاءِ إذْ لَقِحَتْ | |
|
| بيضُ المَسافِرِ وهّابونَ ما سُئِلوا |
|
لَهُمْ منَ البَيتِ ما طافَ الحَجيجُ بهِ | |
|
| والسهْلُ من سُرّةِ البَطْحاءِ والجَبَلُ |
|
إذا انتَضَى السّيفَ وارَى الأرْضَ بَحْرُ دَمٍ | |
|
| تُضْحي فَواقِعَهُ الهَاماتُ والقُلَلُ |
|
شَزْرُ المَريرَةِ سَبّاقٌ إِلى أمَدٍ | |
|
| يَزْوَرُّ عنْ شَأوِهِ الهَيّابَةُ الوَكَلُ |
|
يَروضُ أفكارَهُ والحَزْمُ يُسهِرُهُ | |
|
| وللإصابَةِ في أعقابِها زَجَلُ |
|
حتى يَرى لَيلَهُ بالصُّبْحِ مُلتَثِماً | |
|
| وقد قَضى بالكَرى للعاجزِ الفَشَلُ |
|
يا خَيرَ مَن خَضَبَتْ أخْفافَها بدَمٍ | |
|
| حتّى أُنيخَتْ إِلى أبوابِهِ الإبِلُ |
|
بِها صَدىً وحِياضُ الجودِ مُترَعَةٌ | |
|
| للوارِدينَ عَلَيها العَلُّ والنَّهَلُ |
|
هُنّيتَ بالقادِمِ المَيْمونِ طائِرُهُ | |
|
| نَعْماءُ يَختال في أفيائِها الدُّوَلُ |
|
لو تَستَطيعُ لَوَتْ شَوقاً أخادِعَها | |
|
| إليكَ ثمّ إليه الأعْصُرُ الأُوَلُ |
|
أهلاً بمُنْتَجَبٍ سُرَّتْ بمَوْلِدِهِ | |
|
| منْ هاشِمٍ خُلْفاءُ اللهِ والرُّسُلُ |
|
أغَرُّ مُستَظْهِرِيٌّ يُستَضاءُ بهِ | |
|
| تَبَلَّجَ السّعْدُ عنهُ وهو مُقْتَبَلُ |
|
تَثْني الخِلافَةُ عِطْفَيها بهِ جَذَلاً | |
|
| لا زالَ يَسْتَنُّ في أعطافِها الجَذَلُ |
|
والخيلُ تَمْرَحُ منْ عُجْبٍ بِفارِسِها | |
|
| والبيضُ تَبْسِمُ في الأغْمادِ والأسَلُ |
|
هذا الهِلالُ سَتَجلوهُ العُلا قَمَراً | |
|
| تُلقي إليهِ عِنانَ الطّاعةِ المُقَلُ |
|
فَرْعٌ تأثّلَ بالعبّاسِ مَغْرِسُهُ | |
|
| وأصلُهُ برَسولِ اللهِ مُتّصلُ |
|
أعطاكَ ربُّكَ في الأولادِ ما بَلَغَتْ | |
|
| أجدادُهُمْ فيكَ حتى حُقِّقَ الأمَلُ |
|