لكَ ما يُرَوِّقُهُ الغَمامُ الهاطِلُ | |
|
| إنْ ردَّ عَبْرَتهُ الجَموحَ السّائِلُ |
|
وعليكَ يا طَلَلَ الجَميعِ تحيّةٌ | |
|
| أصغى ليَسْمَعَها المَحَلُّ الآهِلُ |
|
أمِنَ البِلى هذا النُّحولُ أمِ الضّنى | |
|
| فالحُبُّ مِنْ شِيَمي وأنتَ النّاحِلُ |
|
خلَعَ الرَّبيعُ منْ أنوارِهِ | |
|
| حَلياً تَوَشَّحَهُ ثَراكَ العاطِلُ |
|
والرّوضُ في أفوافِهِ مُتَبرِّجٌ | |
|
| والزَّهْرُ في حُلَلِ السِّحائِبِ رافِلُ |
|
وغَنِيتَ في حِجْرِ الحَيا مُستَرضَعاً | |
|
| يَغْذوكَ واشِلُ طَلِّهِ والوابِلُ |
|
كانت أيادي الدّهْرِ فيكَ كَثيرةً | |
|
| لكنْ لَياليهِ لدَيكَ قَلائلُ |
|
في حيثُ يَقتَنصُ الأسودَ ضَوارِياً | |
|
| لَحْظٌ تُمَرِّضُهُ المَهاةُ الخاذِلُ |
|
إذ لم يكنْ والليلُ يَسحَبُ ذَيلَهُ | |
|
| لسُعادَ غيرَ يَدي وِشاحٌ جائِلُ |
|
فكأنّنا غُصنانِ يَشكو منهُما | |
|
| بَرْحَ الغَرام إِلى الرّطيبِ الذّابِلُ |
|
هَيفاءُ إنْ خَطَرَتْ فقَدٌّ رامِحٌ | |
|
| نَجلاءُ إنْ نظَرَتْ فطَرْفٌ نابِلُ |
|
وكأنّ فاها بعدَما نَشَرَ الدُّجى | |
|
| فَرْعاً يَلوحُ بهِ الخِضابُ النّاصِلُ |
|
صَهباءُ تُعْشي النّاظِرينَ نَضَتْ بِها | |
|
| عَذَبَ الفَدامِ عنِ اللّطيمَةِ بابِلُ |
|
وأبي اللّوائِمِ لا أفَقْتُ منَ الهَوى | |
|
| ولَئِنْ أفَقْتُ فأينَ قَلبٌ ذاهِلُ |
|
حتّى يرُدَّ قِوامَ دولَةِ هاشِمٍ | |
|
| مَنْ يَرتَجيهِ لِما يَقولُ العاذِلُ |
|
مُرُّ الحَفيظَةِ والرِّماحُ يَشِفُّها | |
|
| ظَمَأٌ ومَنْ ثُغَرِ النُّحورِ مَناهلُ |
|
يَرمي العُدُوَّ ودِرْعُهُ مِنْ حِلْمِهِ | |
|
| فيَقيهِ عاديةَ المَنون القاتِلُ |
|
والرّايةُ السّوداءُ يخفُقُ ظِلُّها | |
|
| والرُّعْبُ يَطلُعُ والتّجَلُّدُ آفِلُ |
|
والقِرْنُ قَلقَلَ جأْشَهُ حَذَرُ الرّدى | |
|
| فأُعيرَ نَفْرتَهُ النَّعامُ الجافِلُ |
|
نامَ المُلوكُ وباتَ سرحانُ الغَضى | |
|
| مَرعِيُّ سَرحِهِمُ لهُ والهامِلُ |
|
فأعادَ أكْنافُ العِراقِ على العِدا | |
|
| شَرَكاً يَدِبُّ بهِ الضَّراءَ الحابِلُ |
|
ويَمُدُّ ساعِدَهُ الطِّعانُ كما لَوَتْ | |
|
| للفَحْلِ مِنْ طَرَفِ العَسيبِ الشّائِلُ |
|
وطَوى إِلى أمَدِ المَكارِمِ والعُلا | |
|
| نَهْجاً تجَنَّبَ طُرَّتَيْهِ النّاعِلُ |
|
ولهُ شَمائِلُ أُودِعَتْ مِنْ نَشْرِها | |
|
| سِراً يَبوحُ بهِ النّسيمُ خَمائِلُ |
|
ويَدٌ يَتيهُ بِها اليَراعُ على الظُّبا | |
|
| ويُشابُ فيها بالنّجيعِ النّائِلُ |
|
عَلِقَتْ بِكِلْتا راحتَيْهِ أربَعٌ | |
|
| نفَضَ الأنامِلَ دونَهُنَّ الباخِلُ |
|
نِعَمٌ يَشِفُّ وراءها نَيْلُ المُنى | |
|
| وأعِنَّةٌ وأسِنّةٌ ومَناصِلُ |
|
مِنْ مَعشَرٍ فرَعوا ذَوائِبَ سُؤْدَدٍ | |
|
| أغصانُ دَوحَتِهِ الكَميُّ الباسِلُ |
|
تُدْعى زُرارَةُ في أواخِرِ مَجدِهِمْ | |
|
| يومَ الفَخارِ وفي الأوائِلِ وائِلُ |
|
يا خَيرَهُمْ حَيثُ السّيوفُ تَزيدُها | |
|
| طولاً وقَد قَصُرَتْ عليكَ حَمائِلُ |
|
إنّ الصّيامَ يهُزُّ عِطفَيْ شَهرِهِ | |
|
| أجْرٌ بما زَعَمَ التّمَنّي كافِلُ |
|
وافاكَ طَلقَ المُجْتَلى فثَوابُهُ | |
|
| لكَ آجِلٌ ونَداكَ فيهِ عاجِلُ |
|
وإذا السِّنونَ قَضى بِسَعْدِكَ حاضِرٌ | |
|
| مِنها تَبَلّجَ عنهُ عامٌ قابِلُ |
|
وحَمى بِكَ المُستَظْهِرُ الشَّرَفَ الذي | |
|
| يزوَرُّ دونَ ثَنِيَّتَيْهِ الواقِلُ |
|
وبِكَ استَفاضَ العَدْلُ واعتَجَرَ الوَرى | |
|
| بالأمْنِ وانتَبَه الزّمانُ الغافِلُ |
|
لمّا أرَحْتَ إليهِ عازِبَ سِربِهِمْ | |
|
| هَدَأ الرّعيّةُ واستَقامَ الماثِلُ |
|
ودَعاكَ للنّجْوى فكُنتَ لرَأْيِهِ | |
|
| رِدْءاً كَما عَضَدَ السِّنانَ العامِلُ |
|
وبَرَزْتَ في حُلَلِ الجَلالِ أنارَها | |
|
| بأنامِلِ العِزِّ النّعيمُ الشّاملُ |
|
متَوَشِّحاً بالمَشْرَفيِّ يُقِلُّهُ | |
|
| أسَدٌ مَخالِبُهُ الحُسامُ القاصِلُ |
|
فوقَ الأغرِّ يَلوحُ في أعطافِهِ | |
|
| مِنْ آلِ أعوَجَ والصّريحِ شَمائِلُ |
|
ومُعرَّسُ النُّعْمى دَواةٌ حلْيُها | |
|
| حَسَبٌ تحُفُّ بهِ عُلاً وفضائِلُ |
|
نَشَرَ الصّباحُ بِها الجَناحَ ورَقْرَقَتْ | |
|
| فيها منَ الشَّفَقِ النُّضارَ أصائِلُ |
|
وكأنما أقلامُها هِندِيّةٌ | |
|
| بيضٌ أحدَّ مُتونَهُن الصّاقِلُ |
|
والعِزُّ مُقتَبَلٌ بحيثُ صَريرُها | |
|
| وصَليلُ سَيفِكَ والجَوادُ الصّاهِلُ |
|
فَفداكَ منْ رَيْبِ الحَوادثِ ناقِصٌ | |
|
| في المَكْرُماتِ وفي المَعايِبِ كامِلُ |
|
بِيَدٍ يُشامُ لَها بُرَيْقٌ خُلَّبٌ | |
|
| عَلِقَتْ بهِ ذَيلَ الجَهامِ مَحائِلُ |
|
غُلَّتْ عن المَعروفِ فهْيَ بكِيَّةٌ | |
|
| والضَّرْعُ تَغْمُرُهُ الأصِرَّةُ حافِلُ |
|
قَسَماً بخُوصٍ شَفَّها عَقْبُ السُّرى | |
|
| حتى رَثى لابنِ اللَّبونِ البازِلُ |
|
وفَلَتْ بأيديهنَّ ناصِيةَ الفَلا | |
|
| فشَكا الكَلالَ إِلى الأظَلِّ الكاهلُ |
|
والليلُ بحرٌ والغَياهِبُ لُجّةٌ | |
|
| والشُّهْبُ دُرٌ والصّباحُ السّاحِلُ |
|
ومُرنَّحينَ سَقاهُمُ خَدَرُ الكَرى | |
|
| نُطَفاً يَعافُ كُؤوسَهُنَّ الواغِلُ |
|
نَزَلوا بمُعْتَلِجِ البِطاحِ وعِندَهُ | |
|
| لُفَّت على الحَسَبِ الصّميمِ وَصائِلُ |
|
لأُقلِّدَنّكَ مِدْحَةً أمَويَّةً | |
|
| فانْظُرْ مَنِ المُهدي لَها والقائِلُ |
|
فالوِرْدُ إلا في ذَراكَ مُرَنَّقٌ | |
|
| والظِّلُّ إلا في جَنابِكَ زائلُ |
|
والحقُّ أنتَ وكُلُّ ما نُثْني بهِ | |
|
| إلا عَليكَ منَ المَدائِحِ باطِلُ |
|