وَلَهٌ تَشِفُّ وراءَهُ الأشجانُ | |
|
| وهَوىً يَضيقُ بسِرِّهِ الكِتْمانُ |
|
ومُتَيَّمٌ يُدمي مَقيلَ هُمومِهِ | |
|
| وَجْدٌ يُضَرِّمُ نارَهُ الهِجْرانُ |
|
فَنَطا الكَرى عن مُقلَتَيْهِ شادِنٌ | |
|
| عَبِثَ الفُتورُ بلَحْظِهِ وَسْنانُ |
|
يَرعى النّجومَ إذا اسْتَرابَ بطَيفِهِ | |
|
| هَلاّ اسْتَرابَ بطَرْفِهِ اليَقظانُ |
|
ألِفَ السُّهادَ فلو أهابَ خَيالُهُ | |
|
| بالعَيْنِ ما شَعَرَتْ بهِ الأجْفانُ |
|
للهِ وَقْفَتُنا التي ضمِنَتْ لنا | |
|
| شَجَناً غَداةَ تَفَرّقَ الجيرانُ |
|
نَصِفُ الهَوى بمَدامِعٍ مَذعورةٍ | |
|
| تَبكي الأسُودُ بهِنّ والغِزْلانُ |
|
وإذا سَمِعْنا نَبْأةً منْ عاذِلٍ | |
|
| جُعِلَتْ مَغيضَ دُموعِها الأرْدانُ |
|
ولقد طَرَقْتُ الحيَّ يحْمِلُ شِكّتي | |
|
| ظامي الفُصوصِ أديمُهُ ريّانُ |
|
لبِسَ الدُّجى وأضاءَ صُبحُ جَبينِهِ | |
|
| يَنشَقُّ عنهُ سَبيبُهُ الفَيْنانُ |
|
وسَما لِدارِ العامريّةِ بعْدَما | |
|
| خَفَتَ الهَديرُ وروّحَ الرُّعْيانُ |
|
ووَقَفْتُهُ حيثُ اليَمينُ جَعَلْتُها | |
|
| طَوقَ الفَتاةِ وفي الشِّمالِ عِنانُ |
|
ورَجَعْتُ طَلْقَ البُرْدِ أسْحَبُ ذَيْلَهُ | |
|
| ويَعَضُّ جِلْدَةَ كفِّهِ الغَيْرانُ |
|
يا صاحِبَيَّ تقَصّيا نَظَرَيْكُما | |
|
| هَلْ بَعدَ ذَلكُما اللِّوى سَفَوانُ |
|
فلقدْ ذَكَرْتُ العامريّةَ ذِكْرَةً | |
|
| لا يُسْتَشَفُّ وَراءَها النّسيانُ |
|
وهَفا بنا وَلَعُ النّسيمِ على الحِمى | |
|
| فثَنى مَعاطِفَهُ إليهِ البانُ |
|
ومَشى بأجْرَعِهِ فهَبَّ عَرارُهُ | |
|
| منْ نَومِهِ وتَناجَتِ الأغْصانُ |
|
وإذا الصَّبا سَرَقَتْ إليها نَظرَةً | |
|
| مالَتْ كَما يتَرَنّحُ النّشوانُ |
|
غُبِقَتْ حواشي التُّرْبِ منْ أمْواهِهِ | |
|
| راحاً تَصوغُ حَبابَها الغُدْرانُ |
|
فكأنّ وَفْدَ الرّيحِ شافَهَ أرْضَها | |
|
| بثَرًى تُعَفَّرُ عندَهُ التّيجانُ |
|
منْ عَرْصَةٍ تَسِمُ الجِباهَ بتُرْبِها | |
|
| صِيدٌ يُطيفُ بعِزِّهِمْ إذعانُ |
|
خَضَعوا لمَلْثومِ الخُطا عَرَصاتُهُ | |
|
| للمُعْتَفينَ وللعُلا أوطانُ |
|
ذو مَحْتِدٍ سَنِمٍ رَفيعٍ سَمْكُهُ | |
|
| تُعلي دَعائِمَ مَجدِهِ عَدنانُ |
|
قوْمٌ إذا جَهَروا بدَعوى عامِرٍ | |
|
| قَلِقَ الظُّبا وتَزَعْزَعَ الخِرْصانُ |
|
وأظَلَّ أطرافَ البسيطةِ جَحفَلٌ | |
|
| لَجِبٌ يُبَشِّرُ نَسرَهُ السِّرْحانُ |
|
تَفْري ذُيولَ النّقعِ فيهِ صَوارِمٌ | |
|
| مَذْروبَةٌ وذَوابِلٌ مُرّانُ |
|
بأكُفِّ أبطالٍ تَكادُ دُروعُهُمْ | |
|
| عِندَ اللّقاءِ تُذيبُها الأضْغانُ |
|
منْ كُلِّ عَرّاصٍ إذا جَدَّ الرّدى | |
|
| في الرّوْعِ لاعَبَ مَتْنَهُ العَسَلانُ |
|
ومُهَنّدٍ تندىً مَضارِبُهُ دَماً | |
|
| بيدٍ يَنُمُّ بجودِها الإحسانُ |
|
لو كانَ للأرْواحِ منهُ ثائِرٌ | |
|
| لَتَشَبّثَتْ بغِرارِهِ الأبْدانُ |
|
وبَنو رُؤاسٍ يَنهَجونَ إِلى الندىً | |
|
| طُرُقاً يَضِلُّ أمامَها الحِرْمانُ |
|
كُرَماءُ والسُّحْبُ الغِزارُ لَئيمَةٌ | |
|
| حُلَماءُ حينَ تُسَفَّهُ الشُّجْعانُ |
|
إن جالَدوا لَفَظَ السّيوفَ جُفونُها | |
|
| أو جاوَدوا غَمَرَ الضّيوفَ جِفانُ |
|
وإذا العُفاةُ تمَرّسوا بفِنائِهِمْ | |
|
| وتوَشّحَتْ بظِلالِهِ الضِّيفانُ |
|
طَفَحَ الدّمُ المُهَراقُ في أرْجائِها | |
|
| دُفَعاً تُضَرَّمُ حَولَها النّيرانُ |
|
وإِلى سَناءِ الدّولةِ اضْطَرَبَتْ بِنا | |
|
| شعب الرِّحالِ وغَرَّدَ الرُّكْبانُ |
|
ثَمِلُ الشّمائِلِ للمَديحِ كأنّما | |
|
| عاطاهُ نَشْوَةَ كأسِهِ النَّدْمانُ |
|
ونَماهُ أرْوَعُ عُودُهُ مِنْ نَبْعَةٍ | |
|
| رَفّتْ على أعْراقِها الأفْنانُ |
|
يا مَنْ تَضاءَلَ دونَ غايتِهِ العِدا | |
|
| وعَنا لسَوْرَةِ بأسِهِ الأقْرانُ |
|
أيّامُنا الأعْيادُ في أفيائِكُمْ | |
|
| بِيضٌ كَحاشيَةِ الرِّداءِ لِدانُ |
|
فاسْتَقْبِلِ الأضحى بمُلْكٍ طارِفٍ | |
|
| للعِزِّ في صَفَحاتِهِ عُنوانُ |
|
وتصَفّحِ الكَلِمَ التي وَصَلَتْ بها | |
|
| مِرَرَ البلاغَةِ شِدّةٌ ولَيانُ |
|
تُلْقي إليّ عِنانَها عنْ طاعَةٍ | |
|
| ولَها على المُتَشاعِرينَ حِرانُ |
|
فالمجْدُ يأنَفُ أن يُقَرِّظَ باقِلٌ | |
|
| أربابَهُ ولَدَيهِمُ سَحْبانُ |
|
والشِّعْرُ راضَ أبِيَّهُ لي مِقْوَلٌ | |
|
| ذَرِبُ الشَّبا وفَصاحَةٌ وبَيانُ |
|
ويَدي مُكَرَّمَةٌ فلا أعْطو بِها | |
|
| مِنَحاً على أعْطافِهِنَّ هَوانُ |
|
والماءُ في الوَجَناتِ جَمٌّ والغِنى | |
|
| حيثُ القَناعَةُ والحَشى طَيّانُ |
|
تَلِدُ المُنى هِمَمٌ وتَعقُمُ همّتي | |
|
| فيَمَسُّهُنَّ الهُونُ وهْيَ حَصانُ |
|