إذا اسْتَلَبَ النّومُ العِنانَ منَ اليَدِ | |
|
| عَلِقْتُ بأعْطافِ الخَيالِ المُسَهَّدِ |
|
ومالي وللزَّوْرِ الهِلاليِّ مَوْهِناً | |
|
| بنَهْجٍ طَوَيْنا غَوْلَهُ طَيَّ مِجْسَدِ |
|
بحَيْثُ صَهيلُ الأعْوَجيِّ يَروعُهُ | |
|
| ويُنْكِرُ سَجْرَ الأرْحَبيِّ المُقَيَّدِ |
|
لكَ اللهُ منْ ماضٍ على الهَوْلِ والعِدا | |
|
| يهُزّونَ أطرافَ الوَشيجِ المُسَدَّدِ |
|
يُراقِبُ أسرابَ النّجومِ بمُقْلَةٍ | |
|
| تُقَسِّمُ لحْظاً بينَ نَسْرٍ وفَرْقَدِ |
|
تَراءَتْ لهُ في مُنْحَنى الرّمْلِ جَذْوَةٌ | |
|
| تَمايَلُ سَكْرى بين صالٍ ومُوقِدِ |
|
وكم دُونَها منْ أتْلَعِ الجِيدِ شادِنٍ | |
|
| مُهفْهَفِ مُسْتَنِّ الوِشاحَيْنِ أغْيَدِ |
|
إذا الليلُ أدْنى منْ يَدَيَّ وِشاحَهُ | |
|
| خَلَعْتُ نِجادَ المَشْرَفيِّ المتَأوِّدِ |
|
سَمَوْتُ إليهِ والنّجومُ كأنّها | |
|
| على الأفْقِ مُرْفَضُّ الجُمانِ المُبَدَّدِ |
|
على لاحِقِ الأطْلَيْنِ يخْتَصِرُ المَدى | |
|
| بإرْخاءِ ذِئْبِ الرّدْهَةِ المُتَورِّدِ |
|
أُفيضُ عليهِ شِكَّتي وأُخيضُهُ | |
|
| دُجى اللّيْلِ والأعْداءُ منّي بمَرْصَدِ |
|
وأَجْنُبُهُ الرِّيَّ الذّليلَ وقد جَلَتْ | |
|
| على الوِرْدِ أنْفاسُ الصَّبا مَتْنَ مِبْرَدِ |
|
وتَجْمَحُ بي عن مَوْطِنِ الذُّلِّ هِمّةٌ | |
|
| تُجَمِّعُ أشْتاتَ المَعالي بأحْمَدِ |
|
هُمامٌ إذا استَنهَضْتَهُ لِمُلِمّةٍ | |
|
| مَضى غَيرَ واهي المَنكِبيْنِ مُعَرِّدِ |
|
مُعَرَّسُهُ مأوى المَكارِمِ والعُلا | |
|
| ونائِلُهُ قَيْدُ الثّناءِ المُخَلَّدِ |
|
تَشَبّتُ منهُ المَكْرُماتُ بماجِدٍ | |
|
| يَروحُ إِلى غاياتِهنَّ ويغْتَدي |
|
ويَبْسُطُ كفّاً للندىً أُمَويّةً | |
|
| تُباري شآبيبَ الغَمامِ المُنَضَّدِ |
|
ويَخْفُقُ أنّى سارَ أو حَلَّ فَوقَهُ | |
|
| حَواشي ثَناءٍ أو ذَوائِبُ سُؤْدَدِ |
|
وما رَوْضَةٌ تَشْفي الجَنوبُ غَليلَها | |
|
| بذي وَطَفٍ من غائِرِ المُزْنِ مُنجِدِ |
|
كأنّ الرّبيعَ الطّلْقَ في حَجَراتِها | |
|
| يُجَرِّرُ ذَيْلَ الأتْحَميِّ المُعَضَّدِ |
|
بأطْيَبَ نَشْراً منْ شَمائِلهِ التي | |
|
| يَلوذُ بِها جارٌ وضَيْفٌ ومُجْتَدِ |
|
إليكَ أبا العبّاسِ سارَتْ رَكائِبٌ | |
|
| بِذِكْرِكَ تُحْدَى بل بنُورِكَ تَهْتَدي |
|
عليهنَّ منْ أفناءِ قَوْمِكَ غِلْمَةٌ | |
|
| يُزَمْزِمُ عنْهُمْ فَدْفَدٌ بعدَ فَدْفَدِ |
|
وتَشكُو إليكَ الدَّهْرَ تَفْري خُطوبُهُ | |
|
| بقيّةَ شِلْوٍ من ذَويكَ مُقَدَّدِ |
|
حَوى عُنفُوانَ المَكْرَعِ الناسُ قَبلَنا | |
|
| وأوْرَدَنا أعْقابَ شِرْبٍ مُصَرَّدِ |
|
ولابدّ منْ يَومٍ أغَرَّ مُحَجَّلٍ | |
|
| يُبَوّئُنا ظِلَّ الطِّرافِ المُمَدَّدِ |
|
فإنّكَ أصْلٌ طَيِّبٌ أنا فَرْعُهُ | |
|
| وأيُّ نَجيبٍ سُلَّ منْ أيِّ مَحْتِدِ |
|
وكمْ لكَ عِندي منْ يَدٍ مُسْتَفيضَةٍ | |
|
| لبِسَتْ بها طَوْقَ الحَمامِ المُغَرِّدِ |
|
بَقِيتَ مَصونَ العِرْضِ مُبْتَذَلَ الندىً | |
|
| مَديدَ رِواقِ العِزِّ طَلاّعَ أنْجُدِ |
|
ويَوْمُكَ يَلْوي أخْدَعَ الأمْسِ نَحْوَهُ | |
|
| ويَهْفو بعِطْفَيْهِ اشْتِياقاً إِلى الغَدِ |
|