إذا زُمَّ للبَيْنِ الغَداةَ جِمالُ | |
|
| فَلا وَصْلَ إلا أنْ يَزورَ خَيالُ |
|
تَفرَّقَ أهْواءُ الجَميعِ وثُوِّرَتْ | |
|
| رَكائِبُ أدْنى سَيْرِهِنَّ نِقالُ |
|
وفي الرّكْبِ نَشْوى المُقلَتَيْنِ كأنّها | |
|
| وديعَةُ أُدْحِيٍّ وهُنّ رِئالُ |
|
لها نَظَراتُ الرّيمِ تَملأُ سَمْعهُ | |
|
| حَفيفاً بأيدي القانِعينَ نِبالُ |
|
وفي الدّمْعِ منْ خَوفِ الوُشاة إذا رَنَتْ | |
|
| إلينا أَناةٌ والمَطِيُّ عِجالُ |
|
فَيا حَسَراتِ النّفْسِ حينَ تقطَّعَتْ | |
|
| لبَيْنٍ كما شاءَ الغَيورُ حِبالُ |
|
ونحنُ بنَجْدٍ قَبلَ أن تَفْطُنَ النّوى | |
|
| بِنا ويَروعَ القاطِنينَ زِيالُ |
|
على مَنْهَلٍ عَذْبِ النِّطافِ كأنّما | |
|
| أدارَ بهِ كأسَ الشَّمولِ شمالُ |
|
رَكزْنا حَوالَيْهِ الرِّماحَ وما لَنا | |
|
| سِواها إذا فارَ الهَجيرُ ظِلالُ |
|
يلوذُ بِها مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ جَحاجِحٌ | |
|
| بهِمْ تُلْقَحُ الآمالُ وهْيَ حِيالُ |
|
مُلوكٌ إذا اسْتَلّوا الظُّبا استَنْهَضَ الرّدى | |
|
| صَوارِمُ دبّتْ فوقَهُنَّ نِمالُ |
|
فليسَ لهُمْ غيرَ المَعالي لُبانةٌ | |
|
| ولا غيرَ أطرافِ السّيوفِ ثِمالُ |
|
عُلاً كأنابيبِ الرِّماحِ تَناسَقَتْ | |
|
| بَناها لَنا عمٌّ أغَرُّ وخالُ |
|
وخَيْرُ عَتادي في الحُروبِ مهَنَّدٌ | |
|
| نَفى صَدأً عنْ مَضْرِبَيْهِ صِقالُ |
|
وفي السِّلْمِ مَيْلاءُ الخِمارِ كأنّها | |
|
| إذا التَفَتَتْ خَوفَ الرّقيبِ غَزالُ |
|
وكمْ طَرَقَتْني والنّجومُ كأنّها | |
|
| على مَفْرِقِ الليْلِ الأحَمِّ ذُبالُ |
|
فبرَّح بي سِحْرٌ حَرامٌ بطَرْفِها | |
|
| دَمي لكَ يا سِحْرَ العُيونِ حَلالُ |
|
فلا تَعِديني يا بْنَةَ القَومِ نائِلاً | |
|
| يَطولُ اقْتضاءٌ دونَهُ ومِطالُ |
|
ومَنْ كان عَفّاً في هَواكِ ضَميرُهُ | |
|
| فسِيّانِ هَجْرٌ عندَهُ ووصالُ |
|
ولولا التُّقى لمْ أتْرُكِ البيضَ كالدُّمى | |
|
| وإنْ ظُلِّلَتْ بالمُرْهَفاتِ حِجالُ |
|
وإني لأثْني النَّفْسَ عمّا تُريدُهُ | |
|
| إذا كانَ في العُقْبى عليَّ مَقالُ |
|
ولا أرْتَضي خِلاً يَدومُ وِدادُهُ | |
|
| على طَمَعٍ مادامَ عِنديَ مالُ |
|
أرى الناسَ أتْباعَ الغِنى ولمَنْ نَبا | |
|
| بهِ الدّهْرُ منهُمْ ضَجْرَةٌ ومَلالُ |
|
إذا ما اسْتَفَدْتَ المالَ مالُوا بوُدِّهِمْ | |
|
| إليكَ وحالُوا إن تغَيَّرَ حالُ |
|
فمنْ لي على غَيِّ التَمَنّي بصاحِبٍ | |
|
| عَزيمتُهُ للمَشْرَفيِّ مثالُ |
|
إذا مَدَّ مِنْ أثْناءِ خُطْوَتِهِ المَدى | |
|
| فليسَ يُناجي أخْمَصَيْهِ كَلالُ |
|
ويُقْدِمُ والأسْيافُ تُغْمَدُ في الطُّلى | |
|
| وللْخَيْلِ مِنْ صَوْبِ الدِّماءِ نِعالُ |
|
وإنْ طَرَقَ الأعْداءَ واللّيلُ مُظْلِمٌ | |
|
| أطَلَّتْ علَيهمْ بالصّباحِ نِصالُ |
|
فيُصْدِرُها عَنهُمْ رِواءً مُتونُها | |
|
| وقد وَرَدَ الهَيْجاءَ وهْيَ نِهالُ |
|
فتىً سَيْبُهُ قَيْدُ الثّناءِ وسَيْفُهُ | |
|
| لأُدْمِ المَتالي في الشّتاءِ عِقالُ |
|
إذا ما سأَلْتَ الحيَّ عنْ خَيْرِهِمْ أباً | |
|
| أشارَتْ نِساءٌ نحوَهُ ورِجالُ |
|