مَعاهِدُها والعَهْدُ يُنْسى ويُذْكَرُ | |
|
| على عَذَباتِ الجِزْعِ تَخْفى وتَظْهَرُ |
|
وأشْلاءِ دارٍ بالمُحَصِّبِ منْ مِنىً | |
|
| وَقَفْتُ بِها والأرْحَبيّ تَهْدِرُ |
|
أُسائِلُها والعَيْنُ شَكْرى منَ البُكا | |
|
| وهُنَّ نَحيلاتُ المَعالِمِ دُثَّرُ |
|
وأسْتَخْبِرُ الأطْلالَ عنْ ساكِني الحِمى | |
|
| فلا الدّمْعُ يَشْفيني ولا الرّبْعُ يُخْبِرُ |
|
كأنّ دِيارَ العامريّةِ باللِّوى | |
|
| صَحائِفُ تَطويها اللّيالي وتَنْشُرُ |
|
فهَلْ عَبْرَةٌ تَقْضي المَعاهِدَ حَقّها | |
|
| كما يَسْتهِلُّ اللّؤلُؤُ المُتَحدِّرُ |
|
ولي مُقْلةٌ ما تَسْتَريحُ إِلى البُكا | |
|
| بحُزْوى فقد ألْوى بدَمْعي مُحَجَّرُ |
|
فهَلْ عَلِمَ الغَيْرانُ أني على النّوى | |
|
| وإنْ ساءَهُ مِنْ حُبّ سَمْراءَ أسْهَرُ |
|
وأُغْضي على حُكْمِ الهَوى وهْوَ جائِرٌ | |
|
| فما لسُلَيْمَى واعُهَيْداهُ تَغْدِرُ |
|
أتُنْصِفُني أُخْتُ العُرَيْبِ وقد أرى | |
|
| مُوَشَّحَها يَعْدو علَيْهِ المُؤَزَّرُ |
|
هِلاليّةٌ تَرْنو إليّ بمُقْلةٍ | |
|
| على خَفَرٍ تَصْحو مِراراً وتَسْكَرُ |
|
وتَكْسِرُ جَفْنَيْها علي نَجَلٍ بِها | |
|
| كما أطْبَقَ العَيْنَ الكَحيلَةَ جُؤْذَرُ |
|
أسَمْراءُ كَمْ منْ نَظْرَةٍ فُلَّ غَرْبُها | |
|
| بوَطْفاءَ يَطْغى دَمْعُها المُتَحيِّرُ |
|
وألْوي إليكِ الجِيدَ حتى كأنني | |
|
| لفَرْطِ التِفاتي نَحو يَبْرينَ أَصْوَرُ |
|
ذَكَرْتُكِ والوَجْناءُ يَدْمى أظَلُّها | |
|
| وتَشْكو الحَفى والأرْحَبيّاتُ تَزْفِرُ |
|
كأني وإيّاها منَ السَّيْرِ والسُّرى | |
|
| جَديلٌ كَجِرْمِ الأفعُوانِ مُخَصَّرُ |
|
ولَولاكِ لمْ أقْطَعْ نِياطَ تَنوفَةٍ | |
|
| كصَدْرِ أبي المِغْوارِ والعِيسُ حُسَّرُ |
|
وإني إذا ما انْسابَ في الأعْيُنِ الكَرى | |
|
| يَخُبُّ ببَزّي أعْوَجيٌّ مُضَمَّرُ |
|
وأسْري بعيسٍ كالأهِلّةِ فوقَها | |
|
| وُجوهٌ منَ الأقْمارِ أبْهى وأنْوَرُ |
|
ويُعْجِبُني نَفْحُ العَرارِ وربّما | |
|
| شَمَخْتُ بعِرْنيني وقد فاحَ عَنْبَرُ |
|
ويَخْدِشُ غِمدي بالحِمي صَفحةَ الثّرى | |
|
| إذا جرَّ مِن أذْيالِهِ المُتحضِّرُ |
|
فما العَيْشُ إلا الضّبُّ يَحرِشُهُ الفَتى | |
|
| ووِرْدٌ بمُسْتَنِّ اليَرابيعِ أكْدَرُ |
|
بحَيثُ يلُف المَرْءُ أطْنابَ بَيْتِهِ | |
|
| على العِزِّ والكُومُ المَراسيلُ تُنْحَرُ |
|
ويُغْشى ذَراهُ حينَ يُسْتَعْتَمُ القِرى | |
|
| ويَسْمو إليهِ الطّارِقُ المُتَنوِّرُ |
|
كأني بهِ جارُ الأميرِ مفَرِّجٍ | |
|
| فلا عَيْشَ إلا وهْوَ ريّانُ أخْضَرُ |
|
ضَرَبْتُ إليهِ صَدْرَ كلِّ نَجيبةٍ | |
|
| لها نَظَرٌ شَطرَ النّوائِبِ أخْزَرُ |
|
فحَطّتْ بهِ رَحْلَ المُكِلِّ وظَهْرُها | |
|
| منَ الشُّكْرِ والشِّعْرِ المُحَبَّرِ مُوقَرُ |
|
ونِيرانُهُ حَيثُ العِشارُ دِماؤها | |
|
| تُراقُ ويُذْكيها الوَشيجُ المُكَسَّرُ |
|
وزُرْنا فِناءً لمْ تَزَلْ في عِراصِهِ | |
|
| مِدائِحُ تُروَى أو جِباهٌ تُعَفَّرُ |
|
وحاطَ حِمى المُلْكِ الذي دونَ نَيْلِهِ | |
|
| يُقَدُّ بأطْرافِ الرِّماحِ السّنَوَّرُ |
|
ويُفْلى لَبانُ الأعوَجيّ ويَرْتَدى | |
|
| إذا اشْتَجرَتْ زُرْقُ الأسِنّةِ عِثْيَرُ |
|
تَواضَعَ إذا ألْفى مُعرَّسَ مَجْدِهِ | |
|
| مَناطَ السُّها يشْأَى المُلوكَ ويَبْهَرُ |
|
وما هَزّهُ تِيهُ الإمارَةِ والذي | |
|
| يُصادِفُها في ثِنْيِ عِطْفَيْهِ يَنْظُرُ |
|
فكُلُّ حَديثٍ بالخَصاصَةِ عَهْدُهُ | |
|
| إذا رَفَعَتْهُ ثَرْوَةٌ يتكبَّرُ |
|
دَعاني إليكَ الفَضْلُ والمجْدُ والعُلا | |
|
| وبَذْلُ الندىً والمَنْصِبُ المُتَخيَّرُ |
|
وقد شَمَلَتْني نِعْمَةٌ أنتَ ربُّها | |
|
| هيَ الرّوضُ غاداهُ الحَيا وهْوَ مُغْزِرُ |
|
وكم ماجِدٍ يَبْغي ثَناءً أصوغُهُ | |
|
| ولكنني عنْ مَدْحِ غَيرِكَ أزْوَرُ |
|
فكُلُّ كِنانيٍّ بعِزِّكَ يَحْتَمي | |
|
| وسَيْبِكَ يَستغْني وسيْفِكَ يُنصَرُ |
|