أَسَأَلْتِ كيف الحالُ يا هندُ؟
|
يَسُرَ السؤالُ وأَعْسَرَ الرَدُّ!
|
حالي بدارِ الغربتينِ خُطىً
|
مشلولةٌ فاسْتَفْحَلَ البُعْدُ
|
|
|
لا الريحُ تلثمُ خَدَّ أشرعة
|
حيرى ولا الحرمانُ يَرْتَدُّ
|
ٍكيفَ السبيلُ الى ضُحاكِ وفي
|
مُقَلِ الغريبِ تأبَّدَ السُّهْدُ؟
|
|
راعٍ خِرافي الشوقُ والوَجْدُ
|
أدريكِ لا تدرينَ ما شَغَفي
|
وإن ادَّعَيْتِ بأنكِ الندُّ
|
لا تفطمي قلبي ... اسقِهِ حَبَباً
|
إنْ عَزَّ من كاساتِكِ الرَّفْدُ
|
الأسْرُ؟ أُمنيتي ... إليكَ يدي
|
أطْبِقْ ... فديتُكَ أَيُّها القَيْدُ
|
يا هندُ منذ طَرَقْتِني وأنا
|
طفلٌ ملاعبُ روحِهِ «نجدُ»
|
يا هندُ كيف عرفتِ أنَّ دمي
|
ظامٍ لنبضِ هواكِ يا هندُ؟
|
|
ما عاد ينسجُ بوحَها سَرْدُ
|
هاتَفْتِني فَغَفَوتُ من خَدَرٍ
|
وأَفَقْتُ ظمآناً ولا وِرْدُ
|
صوتٌ يَزخُّ من الشذا مطراً
|
زانَ العَفافُ صداهُ ... والحمدُ
|
أوراقيَ الخرساءُ مُذ سمعتْ
|
منكِ اللحونَ وسطرُها يحدو
|
تَوَّجْتِني عرشَ المنى فأنا
|
مَلِكٌ ولكنْ في الهوى «عبدُ»
|
|
عمري كرمل «سماوتي» عَصَفَتْ
|
ريحٌ به فَتَفَرَّقَ الحَشْدُ
|
ضُمّي إليكِ شتاتَ قافلتي...
|
طال الطريقُ وأشْبَكَ القَصْدُ
|
يا هندُ واحتالتْ على مَطَري
|
بيدٌ إذا زُرِعَتْ فلا حَصْدُ
|
يا هندُ أعيادي مَحَنَّطَةٌ
|
|
أنا أمَّةٌ في الحزنِ لا نَفَرٌ
|
أمّا الهوى فأنا به الفَرْدُ
|
بحري بلا جَزْرِ ... وأَخْيلتي
|
كالبحرِ لكنْ كلُّها مَدُّ
|
إنْ تَصْدِقي وعداً فقد ضَحِكتْ
|
شمسي وَمَدَّ بساطَه الودُّ
|
|
يا هندُ إنَ غَرَّبْتُ فالوَجدُ
|
دامٍ ... وإنْ شَرَّقْتُ فالصَدُّ
|
أنا جُثَّةٌ تمشي على قدمٍ
|
أمّا الثيابُ فانها اللحدُ
|
بيني وبينك ألفُ مانعةٍ...
|
إنْ دُكَّ سدٌّ قامَ لي سَدُّ
|
فأنا الخريفُ وأنتِ حقلُ منىً
|
يلهو به اللبلابُ والرَّنْدُ
|
وأنا الجفافُ وأنتِ نهرُ نَدىً
|
وأنا الكفافُ وعيشُكِ الرَغْدُ
|
وأنا البكاءُ وأنتِ أُغنيةٌ
|
وأنا الكسيحُ وَمَشْيُكِ الوَخْدُ
|
|
طينٌ .. وأنتِ بكأسِكِ الشهدُ
|
|
تنأى القطوفُ ويقصرُ الزَّنْدُ؟
|
عَطَشُ المنافي شَلَّ أوردتي
|
فامطِرْ... كفاك البرق يا رَعْدُ
|
بعضُ الهوى يا هندُ عافيةٌ
|
للعاشقينَ ... وبعضُهُ وَأدُ
|
بردانُ ... ما للنارِ تُثْلِجني؟
|
أرأيتِ ناراً نَشْرُها البَرْدُ؟
|
وَيحي! أفي «الخمسين» تَصْرَعُني
|
رأْدٌ ويوهِنُ صخرتي رِئْدُ؟ُ؟
|
أَوَلَسْتُ قد أَغْلَقْتُ نافذتي؟
|
أمْ قد تناسى عهدَهُ العهدُ؟
|
نَثَرَتْ عليَّ بخورَ ضحكتها
|
|
فَرَشَ الفؤادُ لها منازله
|
فهيَ المليكُ وأضلعي الجندُ
|
نَسَجَتْ دمي ثوباً يُطَرِّزُهُ
|
كَفَني .. وَظَنَّتْ أنه وَرْدُ!
|
رَقَصَتْ حروفي وانتشى طربا
|
قلمي وساطَ مداديَ السّعْدُ
|
يا هندُ هل مَسٌّ تَلَبَّسَني
|
لمّا طَرَقتِ الجفنَ يا هندُ؟
|
ما للقِلادةِ تَسْتَفِزُّ فمي
|
فيشبُّ بين أضالعي الوَقدُ؟
|
أَيَغارُ من عِقدٍ تَوَهَّمَهُ
|
شَفَةً فَجُنَّ فمي فلا رُشْدُ؟
|
عندي لجيدِكِ إنْ أردْتِ له
|
حِلَلاً حلالاً دونَها الهِنْدُ:
|
قُبَلٌ بلا إثمٍ تَنَظَّمَها
|
|
زُهدي بِجاهِ التِبْرِ حَبَّبَ ليْ
|
طينَ الفراتِ أنا امرؤٌ زَهْدُ
|