ما لي مَقالٌ عَن فَعالِكَ يُعرِبُ | |
|
| قَد ضَلَّتِ الأَفكارُ مِمّا تُغرِبُ |
|
بَذلاً وَمَنعاً فَالرَجاءُ مُخَيِّمٌ | |
|
| بِذَراكَ وَالنَكَباتُ عَنكَ تَنَكَّبُ |
|
وَسُطاً وَصَفحاً فَالمَمالِكُ قَد عَنَت | |
|
| مِن خَوفِ بَأسِكَ وَالجَرائِمُ توهَبُ |
|
وَتَواضُعاً سَنَّ التَواضُعَ لِلوَرى | |
|
| مَعَ رُتبَةٍ يَنحَطُّ عَنها الكَوكَبُ |
|
يا جامِعَ الأَضدادِ في كَسبِ العُلا | |
|
| مِن أَينَ لي قَلبٌ كَقَلبِكَ قُلَّبُ |
|
لَو مَيَّزَتكَ سَجيَّةٌ عَن ضِدِّها | |
|
| لَعَلِمتُ ما آتي وَما أَتَجَنَّبُ |
|
ما سارَ في الآفاقِ ذِكرٌ طَيِّبٌ | |
|
| عَمَّن مَضى إِلّا وَذِكرُكَ أَطيَبُ |
|
قَعَدوا عَنِ الغِيَرِ الَّتي ناهَضتَها | |
|
| وَاِستَبعدوا الأَمَدَ الَّذي تَستَقرِبُ |
|
فَضَفَت عَلَيكَ مِنَ الثَناءِ مَلابِسٌ | |
|
| لَم يَقدِروا مِنها عَلى ما تَسحَبُ |
|
نَسَخَت فَضائِلُكَ الفَضائِلَ كُلَّها | |
|
| إِنَّ الكَثيرَ عَلى القَليلِ يُغَلَّبُ |
|
فَليَعتَرِف لَكَ بِالسِيادَةِ أَهلُها | |
|
| لَزِمَت مَلازِمَها وَصَرَّ الجُندُبُ |
|
لا يَدَّعِ المَجدَ المُؤَثَّلَ مُدَّعٍ | |
|
| فَالمَجدُ مِن هَذي الخِلالِ مُرَكَّبُ |
|
فَظُباكَ مُذ خَطَبَت عَلى قِمَمِ العِدى | |
|
| خَطَبَت لَكَ الرُتَبَ الَّتي لا تُخطَبُ |
|
فَفَرَعتَ مِنها كُلَّ ما لا يُرتَقى | |
|
| إِنَّ النُجومَ قَلائِصٌ ما تُركَبُ |
|
فَلِذا إِذا نُسِبَت عُلىً في مَشهَدٍ | |
|
| فَإِلَيكَ ياشَرَفَ المَعالي تُنسَبُ |
|
بَعُدَ المَدى إِلّا عَلَيكَ فَما لِمَن | |
|
| يَأتَمُّهُ إِلّا النَصيبُ المُنصِبُ |
|
ما اِنقادَتِ الأَملاكُ طَوعَكَ كُلَّها | |
|
| حَتّى اِستَقادَ لَكَ الزَمانُ الأَصعَبُ |
|
لَو غَيرُكَ المُبتَزُّ يا سَيفَ الهُدى | |
|
| ما كانَتِ النَخَواتُ مِمّا تَسلُبُ |
|
تَتَجَنَّبُ الأَحداثُ ما لا تَشتَهي | |
|
| وَتُسارِعُ الأَقدارُ فيما تَطلُبُ |
|
لَو كانَ ذَبُّكَ في الزَمانِ اللَذ مَضى | |
|
| لَم تَفتَخِر بِحِمى كُلَيبٍ تَغلِبُ |
|
أَو كانَ جودُ يَدَيكَ عاصَرَ حاتِماً | |
|
| لَرَأَيتَهُ مِن فِعلِهِ يتَعَجَّبُ |
|
فَطُلِ الوَرى يا مَن لِباذِخِ فَخرِهِ | |
|
| أَلقَت مَفاخِرَها نِزارُ وَيَعرُبُ |
|
فَلَئِن عَلَوتَ فَكُلُّ ما أَدرَكتَهُ | |
|
| وَهُوَ التَناهي بَعضُ ما تَستَوجِبُ |
|
أَضحَت بِعُدَّتِها الإِمامَةُ هَضبَةً | |
|
| لَيسَت تُرامُ وَرَوضَةً لا تُجدِبُ |
|
بِأَغَرَّ يَثني الحادِثاتِ فَتَنثَني | |
|
| رَهَباً وَيَقتادُ الجِبالَ فَتُصحِبُ |
|
يا بالِغَ الغَرَضِ البَعيدِ وَدونَهُ | |
|
| جَيشٌ يَضيقُ بِهِ الفَضاءُ السَبسَبُ |
|
تُغني الخِلافَةُ ما عُدِدتَ ظَهيرَها | |
|
| وَالجَيشُ ما لاقاكَ حَرباً رَبرَبُ |
|
قَد صارَتِ الدُنيا بِعَدلِكَ مَعقِلاً | |
|
| هَل في الوَرى عادٍ وَأَنتَ المُرهِبُ |
|
أَنّى وَفي هَذي الجُفونِ بَوارِقٌ | |
|
| ما أَومَضَت إِلّا تَجَلّى غَيهَبُ |
|
وَعَلى عَوامِلِ ما رَكَزتَ كَواكِبٌ | |
|
| مِمّا اِنتَصَيتَ لَها وَخَلَّفَ قَعدَبُ |
|
تَجلو ظَلامَ النَقعِ عِندَ طُلوعِها | |
|
| وَظَلامَ أَهلِ البَغيِ ساعَةَ تَغرُبُ |
|
تَرَكَ الزَئيرَ اللَيثُ مُذ أَشرَعتَها | |
|
| فَرَقاً كَما تَرَكَ الهَديرَ المُصعَبُ |
|
بِكَ عاذَ هَذا الدينُ دُمتَ نَصيرَهُ | |
|
| مِمّا يَخافُ وَنالَ ما يَتَرَقَّبُ |
|
أَنتَ المُظَفَّرُ بِالأَعادي وَالمُنى | |
|
| إِن خيفَ حَيفٌ أَو تَعَذَّزَ مَطلَبُ |
|
فَرَّقتَ شَملَ الخَوفِ وَهوَ مَجَمَّعٌ | |
|
| وَجَمَعتَ شَملَ الأَمنِ وَهوَ مُشَعَّبُ |
|
مازِلتَ تَبعَثُ كُلَّ يومٍ نَكبَةً | |
|
| حَتّى اِستَقامَ لَكَ العَنودُ الأَنكَبُ |
|
فَليَنتَحِ القَمقامَ عِندَ سُكونِهِ | |
|
| مَن نَدَّ عَنهُ وَمَوجُهُ مُغلَولِبُ |
|
فَالعِزُّ أَقعَسُ وَالمَجازُ مُساهِمٌ | |
|
| وَالرَوضُ أَحوى وَالحَيا مُتَصَوِّبُ |
|
غَيرُ الَّذي عاداكَ يَظفَرُ بِالمُنى | |
|
| وَبِغَيرِ آمِلِكَ الظُنونُ تُخَيَّبُ |
|
تُسدي الكِرامُ مَكارِماً مَبتولَةً | |
|
| وَلِكُلِّ نَيلٍ مِن يَدَيكَ مُعَقِّبُ |
|
فَمِنَ العُفاةِ مُقَوِّضٌ وَمُطَنِّبٌ | |
|
| وَمِنَ الثَناءِ مُشَرِّقٌ وَمُغَرِّبُ |
|
وَلَقَد أَجَرتَ الخائِفينَ وَما لَهُم | |
|
| في الأَرضِ عَن حُجُراتِ مُلكِكَ مَذهَبُ |
|
وَغَمَرتَهُم صَفحاً يُقَرِّبُ مِنهُمُ | |
|
| مَن مالَهُ عَمَلٌ إِلَيكَ يُقَرِّبُ |
|
حَتّى لَقالَ الناسُ مِمّا عَمَّهُم | |
|
| ما ثَمَّ ذَنبٌ لِلعُقوبَةِ موجِبُ |
|
فَالعَفوُ فيكَ فَضيلَةٌ مَكنونَةٌ | |
|
| حَتّى يُبَيِّنَ فَضلَهُ مَن يُذنِبُ |
|
وَأَراكَ تَكرَهُ طَيَّها فَلِأَجلِ ذا | |
|
| كُلٌّ إِلَيكَ بِنَشرِها يَتَقَرَّبُ |
|
لَتَخِذتِ إِعجازَ الأَنامِ خَليقَةً | |
|
| فَغَريبُ ما تَأتيهِ لا يُستَغرَبُ |
|
وَعَمَمتَ كُلَّ العالَمينَ بِنائِلٍ | |
|
| ما اِمتازَ فيهِ عَنِ البَعيدِ الأَقرَبُ |
|
أَنشَأتَ مِنهُ بِكُلِّ أُفقٍ ديمَةً | |
|
| لِسَحابِها في كُلِّ أَرضٍ هَيدَبُ |
|
فَالغَيمُ إِلّا مِن سَمائِكَ زِبرِجٌ | |
|
| وَالبَرقُ إِلّا مِن سَحابِكَ خُلَّبُ |
|
فَلتَعلُ أَرضُ التُركِ أَنَّ تُرابَها | |
|
| ما حازَ أَصلاً فَرعُهُ لا يُنجِبُ |
|
وَلَقَد أَبَنتَ لَنا بِضَربِكَ في الطُلى | |
|
| يَومَ الوَغى في أَيِّ عِرقٍ تَضرِبُ |
|
لِلمَشرِقِ الأَقصى بِبَيتِكَ مَفخَرٌ | |
|
| قَد ظَلَّ يَحسُدُهُ عَلَيهِ المَغرِبُ |
|
وَدِمَشقُ فَهيَ لهُ الغَداةَ قَسيمَةٌ | |
|
| إِنَّ المَعالِيَ مِن جِوارِكَ تُكسَبُ |
|
لَولا اِنتِقالُ مُحَمَّدٍ عَن قَومِهِ | |
|
| ما شارَكَت في الفَخرِ مَكَّةَ يَثرِبُ |
|
وَبِفَضلِ قَومِكَ مِن إِبائِكَ شاهِدٌ | |
|
| إِنَّ الإِباءَ عَنِ الأُبُوَّةِ يُعرِبُ |
|
وَلَوَ اِنَّهُم لَم يُشهَروا بِفَضيلَةٍ | |
|
| لَاِزدانَ بِالفَرعِ الزَكِيِّ المَنصِبُ |
|
فَليَهنِ بَيتاً أَنتَ مِنهُ أَنَّهُ | |
|
| أَبَداً عَلى ظَهرِ السِماكِ مُطَنَّبُ |
|
فَنواظِرُ الأَفلاكِ شاهِدَةٌ لَهُ | |
|
| بِالمَجدِ وَهوَ عَنِ العَيونِ مَحَجَّبُ |
|
وَإِذا السَحابُ رَأَيتَهُ مَتَراكِماً | |
|
| فَاِحكُم بِأَنَّ الغَيثَ فيهِ صَيِّبُ |
|
شَغَفَ الوَرى حُبّاً فَعالُكَ كُلُّهُ | |
|
| إِنَّ الجَميلَ إِلى النُفوسِ مَحَبَّبُ |
|
تَتَطَلَّبُ الأَهواءَ أَفئِدَةُ الوَرى | |
|
| وَعَنِ المَناقِبِ ماتَزالُ تُنَقِّبُ |
|
فَليَطلُبِ الصَبواتِ غَيرُكَ صاحِباً | |
|
| ماذا العَزوفُ لِصَبوَةٍ مُستَصحِبُ |
|
وَلَقَد شُغِلتَ بِمَنعِ ثَغرٍ طارِقٍ | |
|
| عَمّا دَعاكَ إِلَيهِ ثَغرٌ أَشنَبُ |
|
قُل لِلمَساعي بَعضَ ما تُملينَهُ | |
|
| قَد مَلَّتِ الأَقلامُ مِمّا تَكتُبُ |
|
يَرجوكَ مِنّا خائِفٌ وَمُؤَمِّلٌ | |
|
| وَمِنَ المُلوكِ مُتَوَّجٌ وَمُعَصَّبُ |
|
لا أَدَّعي بِالقَولِ فيكَ فَضيلَةً | |
|
| باغي مَديحِكَ رائِدٌ لا يَتعَبُ |
|
بِكَ عادَ دَهري ضاحِكاً مِن بَعدِما | |
|
| أَلوى بِسَدرِ العُمرِ وَهوَ مُقَطِّبُ |
|
هَل غالَني زَمَنٌ وَظِلُّكَ عاصِمي | |
|
| أَو فاتَني طَلَبٌ وَأَنتَ المَطلَبُ |
|
فَلَأَشكُرَنَّ نَداكَ مَبلَغَ طاقَتي | |
|
| أَنا إِن رَجَوتُ لَهُ جَزاءً أَشعَبُ |
|
أُثني عَلَيكَ وَلَستُ أَبلِغُ شَأوَهُ | |
|
| مَعَ أَنَّني في وَصفِ مَجدِكَ مُطنِبُ |
|
زينَت بِهَذا المُلكِ أَعيادُ الورى | |
|
| فَبَقيتَ ما دامَت تَجيءُ وَتَذهَبُ |
|
لِلخَطبِ تَنفيهِ فَلَيسَ بِعائِدٍ | |
|
| وَالأَمرِ تُمضيهِ فَلا يُتَعَقَّبُ |
|