عَلَيَّ لَها أَن أَحفَظَ العَهدَ وَالوُدّا | |
|
| وَإِن لَم يُفِد إِلّا القَطيعَةَ وَالبُعدا |
|
وَكَم عاذِلٍ فيها أَشارَ بِهَجرِها | |
|
| فَأَدّى إِلى أَسماعِنا خَبَراً إِدّا |
|
إِذا ما أَطالَ اللَومَ قُلتُ لَهُ اِتِّئِد | |
|
| فَما عاشِقٌ مَن لا يَرى غَيَّهُ رُشدا |
|
وَخِدنُ الهَوى مَن عَدَّ إِسخاطَهُ رِضىً | |
|
| وَإِكدارَهُ صَفواً وَحَنظَلَهُ شَهدا |
|
وَلَو لَم يَرُضني الشَوقُ وَالهَجرُ بُرهَةً | |
|
| لَما كُنتُ أَرضى الوَعدَوَالنائِلُ الثَمدا |
|
تَصَدَّت إِلى أَن قُلتُ ما الهَجرُ دينُها | |
|
| وَسَدَّت إِلى أَن صِرتُ لا أُنكِرُ الصَدا |
|
وَبانَت فَباتَ الطَيفُ يَعصي بِحُكمِها | |
|
| يُواصِلُني سَهواً وَيَهجُرُني عَمدا |
|
عَشِيَّةَ قالَت لا يَمُتُّ بِأَنَّهُ | |
|
| مُقيمٌ عَلى دَعواهُ مَن لَم يَمُت وَجدا |
|
وَقَفنا مَعاً أَستَنصِرُ الدَمعَ وَالضَنى | |
|
| إِذا ما اِنبَرَت تَستَنصِرُ الطَرفَ وَالقَدّا |
|
وَسَهمَ لِحاظٍ يُؤلِمُ القَلبَ جُرحُهُ | |
|
| أَهانَ جِراحاً تُؤلِمُ العَظمَ وَالجِلدا |
|
وَتَخجَلُ مِن ظُلمي صُراحاً فَكُلّما | |
|
| حَكى الوَردَ خَدّاها حَكى دَمعِيَ الوَردا |
|
وَمازِلتُ مِن أولى زَمانِيَ راغِباً | |
|
| بِنَفسِيَ أَن تَبغي مَآرِبَها كَدّا |
|
وَلَن أَقدَحَ النارَ الَّتي يُهتَدى بِها | |
|
| إِلى الحَظِّ ما كانَ الخُضوعُ لَها زَندا |
|
فَيا رَغبَتي في الحُبِّ عودي زَهادَةً | |
|
| فَما أَنتِ أولى رَغبَةٍ رَجَعَت زُهدا |
|
ذَري الأَمَلَ المُعتَلَّ تَلقَي صَحيحَهُ | |
|
| لَدى مَلِكٍ أَفعالُهُ تَخلُقُ المَجدا |
|
إِذا جادَ لَم يَخلُف مَواهِبَهُ الحَيا | |
|
| وَإِن قالَ لَم يُخلِف وَعيداً وَلا وَعدا |
|
وَإِن جادَتِ الأَنواءُ في الخِصبِ فاتَها | |
|
| وَإِن بَخِلَت في المَحلِ كانَ لَها ضِدّا |
|
وَإِن عاقَبَ الجانينَ صالَ وَما اِعتَدى | |
|
| وَإِن سُئِلَ الإِنعامَ أَغنى وَما اِعتَدّا |
|
سَديدٌ إِذا ما القَولُ نابَ عَنِ الظُبى | |
|
| شَديدٌ عَلى رَيبِ الزَمانِ إِذا اِشتَدّا |
|
فَدَت سابِقاً شوسُ المُلوكِ فَإِنَّهُ | |
|
| حَقيقٌ بِأَن يُثنى عَلَيهِ وَأَن يُفدا |
|
وَعِزُّهُمُ في المَجدِ أَبعَدُهُم مَدىً | |
|
| عَلى أَنَّهُ بِالمَهدِ أَقرَبُهُم عَهدا |
|
وَأَصفاهُمُ ذِهناً وَأَنداهُمُ يَداً | |
|
| وَأَضفاهُمُ ظِلّاً وَأَوفاهُمُ رِفدا |
|
يَدُلُّ وَلَم يَدلُل عَلى نَهجِ سُؤدُدٍ | |
|
| كَذاكَ النُجومُ الزُهرُ تَهدي وَلا تُهدى |
|
سَليلُ الأُلى حَلّوا ذُرى المَجدِ بِالقَنا | |
|
| وَخَلّوا لِمَن يَرجو لَحاقَهُمُ الوَهدا |
|
وَكَم لَهُمُ مِن حاسِدٍ بَسَطَ المُنى | |
|
| وَلَكِنَّهُ أَودى وَما نالَ ما وَدّا |
|
وَتُنطِقُ أَهلَ العَيِّ أَوصافُ مَجدِهِم | |
|
| عَلى أَنَّهُم إِن فاخَروا أَخرَسوا اللُدّا |
|
بَني صالِحٍ أَقصَدتُمُ مَن رَمَيتُمُ | |
|
| وَأَحيَيتُمُ مَن أَمَّ مَعروفَكُم قَصدا |
|
سَقى الَلهُ دَوحاً يُثمِرُ الحَتفَ وَالغِنى | |
|
| وَلا مَلَكَت أَيدي الخُطوبِ لَهُ عَضدا |
|
فَما وَخَدَت كُومُ المَطيِّ بِراغِبٍ | |
|
| وَلا راهِبٍ إِلّا بِمَدحِكُمُ تُحدا |
|
أَفَضتُم عَلى هَذا الوَرى أَنعُماً أَبى | |
|
| تَواتُرُها أَن يَستَطيعوا لَها جَحدا |
|
وَأَنّى يَهُمُّ الأَولِياءُ بِطَيِّها | |
|
| وَلَم يَجِدِ الأَعداءُ مِن نَشرِها بُدّا |
|
جَنَوا فَعَفَوتُم وَاِعتَفَوكُم فَجُدتُمُ | |
|
| فَأَحسَنتُمُ البُقيا وَأَجزَلتُمُ الرِفدا |
|
وَذَلَّلتُمُ صَعبَ الزَمانِ لِأَهلِهِ | |
|
| فَذَلَّ وَقَد كانَ الجِماحُ لَهُ وَكدا |
|
وَمالَ إِلى الإِنصافِ من بَعدِ جَورِهِ | |
|
| فَأَبدى الَّذي أَخفى وَأَخفى الَّذي أَبدا |
|
وَصَيَّرتُمُ البَذلَ الَذي شاعَ ذِكرُهُ | |
|
| مُضافاً إِلى العَدلِ الَّذي يوجِبُ الخُلدا |
|
دُروعاً عَلى الأَعراضِ لا قَومُ تُبَّعٍ | |
|
| قَضوها وَلا داوُدُ أَحكَمَها سَردا |
|
مَناقِبُ لَو أَنَّ اللَيالي تَوَشَّحَت | |
|
| بِأَذيالِها لَاِبيَضَّ مِنهُنَّ ما اِسوَدّا |
|
وَمُلكٌ حَواهُ بَعدَما شابَ صالِحٌ | |
|
| وَخُوِّلتُموهُ بَعدَهُ غِلمَةً مُردا |
|
فَأَشرَعتُمُ قُدّامَهُ وَوَراءَهُ | |
|
| صَوارِمَ تَجتاحُ العِدى وَقَناً مُلدا |
|
وَخَيلاً إِذا نادى الصَريخُ تَهافَتَت | |
|
| إِلَيهِ سِراعاً تَحمِلُ الغابَ وَالأُسدا |
|
عِراباً كَساها النَقعُ مِمّا يَحوكُهُ | |
|
| جِلالاً وَقَد سَدَّتهُ عارِيَةً جُردا |
|
وَنارَينِ لِلمَعروفِ وَالبَأسِ شُبَّتا | |
|
| لِذي فاقَةٍ يُحبا وَذي إِحنَةٍ يُردا |
|
فَنارُ قِرىً دَلَّت عَلَيهِ وَطالَما | |
|
| هَدَت عائِلاً قَد ضَلَّ وَاِستَوفَدَت وَفدا |
|
وَنارُ وَغىً يَصلَى بِها كُلُّ حائِنٍ | |
|
| إِذا ما بَغى إِطفاءَها زادَها وَقدا |
|
وَمِن دونِ هَذا العِزِّ سَيفُ خِلافَةٍ | |
|
| يَفوقُ الظُبى سَفحاً وَيَفضُلُها حَدّا |
|
وَيَفرُقُ ما بَينَ المَفارِقِ وَاللَهى | |
|
| إِذا ما عَرا خَطبٌ وَما فارَقَ الغِمدا |
|
أَيا مَن حَمى شُكري بِفائِضِ نائِلٍ | |
|
| إِذا رُمتُ إِحصاءً لَهُ كَزَرَ العَدّا |
|
وَأَحسَنَ بي يَتلو أَباهُ فَما اِعتَدى | |
|
| وَأَسرَفَ في فِعلِ الجَميلِ وَما اِعتَدّا |
|
أَلَستَ اِبنَ مَن أَنسَت عَطاياهُ كُلَّ مَن | |
|
| هَمَت يَدُهُ طَوعاً وَكَرهاً وَمَن أَجدا |
|
وَكانَ ثَوابُ المَدحِ فيهِم نَسيئَةً | |
|
| تُناسى إِلى حينٍ فَعَجَّلَهُ نَقدا |
|
وَأَعطَوا قَليلاً ثُمَّ أَكدَوا فَيَمَّمَت | |
|
| رِكابِيَ مَن أَعطى كَثيراً وَما أَكدا |
|
فَعُوِّضتُ مِن ذُلِّ المَطامِعِ عِزَّةً | |
|
| وَمِن خيفَةٍ أَمناً وَمِن عَدَمٍ وَجدا |
|
بِظِلِّ كَريمِ النَجرِ وَاليَدِ لَم تَلِد | |
|
| لَهُ مامَةٌ مِثلاً وَلا نَجَلَت سُعدا |
|
وَفي ضِمنِ تِلكَ المَكرُماتِ كَرامَةٌ | |
|
| ظَفِرتُ بِها حُرّاً فَصِرتُ لَها عَبدا |
|
فَها أَنا ثاوٍ في جَنابِكَ لَم أَمِل | |
|
| إِلى أَمَلٍ يُنحى وَلا مِنَّةٍ تُسدا |
|
يَعافُ وُرودَ الطَرقِ مَن وَجَدَ الحَيا | |
|
| وَيَأبى الرِضى بِالرَشحِ مَن جاوَرَ العِدّا |
|
هَنيئاً لَكَ العيدانِ ثانٍ وَأَوَّلٌ | |
|
| تَوَدُّ الثُرَيّا أَن تَكونَ لَهُ مَهدا |
|
وَواهِبُهُ المَسؤولُ في أَن يُريكَهُ | |
|
| هُماماً سَعيدَ الجَدِّ وَاِبنَ اِبنِهِ جَدّا |
|
وَلا زالَ مَنعوتاً بِنَعتِ سَميِّهِ | |
|
| وَأَخبارُهُ تُروى وَراحَتُهُ تَندا |
|
وَمالِيَ لا أُهدي إِلَيكَ غَرائِباً | |
|
| بِكَ اِعتَصَمَت عَن أَن تُباعَ وَأَن تُهدى |
|
مُضَمَّنَةً مَدحاً إِذا ضاعَ نَشرُهُ | |
|
| فَما النَدُ أَهلاً أَن يَكونَ لَهُ نِدّا |
|
وَطائِيَّةَ التَحبيرِ لَم تَعدُ أَعصُراً | |
|
| وَنَجدِيَّةً لَم يَأتِ قائِلُها نَجدا |
|
وَكَم راقَ شِعرٌ ما حَبيبٌ أَتى بِهِ | |
|
| وَقَدَّ الطُلى سَيفٌ وَما عَرَفَ الهِندا |
|
وَلَن تَبلُغَ الأَقوالُ ما أَنتَ فاعِلٌ | |
|
| وَلو بَلَغَت في وَصفِ آلائِكَ الجُهدا |
|
فَأَنزَرُ ما تُعطيهِ يوفي عَلى المُنى | |
|
| وَأَيسَرُ ما توليهِ يَستَغرِقُ الحَمدا |
|