أَمّا الحِسانُ فَما لَهُنَّ عُهودُ | |
|
| وَلَهُنَّ عَنكَ وَما ظَلَمنَ مَحيدُ |
|
فَاِربَع فَما لِلبيضِ فيكَ لُبانَةٌ | |
|
| لِسِواكَ خوطُ البانَةِ الأُملودُ |
|
وَاِبغِ النَباهَةَ وَالثَراءَ بِعَزمَةٍ | |
|
| لَم يَثنِها لَومٌ وَلا تَفنيدُ |
|
قَد أَعوَزَ الماءُ الطَهورُ وَما بَقي | |
|
| غَيرُ التَيَمُّمِ لَو يَطيبُ صَعيدُ |
|
وَنَبا بِيَ الوَطَنُ القَديمُ وَإِنَّني | |
|
| في البُعدِ عَمَّن حَلَّهُ لَسَعيدُ |
|
وَتَنوفَةٍ عَقِمَت فَما تَلِدُ الكَرى | |
|
| لَكِنَّها لِلنائِباتِ وَلودُ |
|
فيها يَطيشُ السَهمُ وَهوَ مُسَدَّدٌ | |
|
| وَيَضِلُّ رَأيُ المَرءِ وَهو سَديدُ |
|
أَفنَيتُها بِقَلائِصٍ عاداتُها | |
|
| أَن تَنقُصَ الفَلواتِ وَهيَ تَزيدُ |
|
وَصّى بِها حَيدانُ مَهرَةَ سالِفاً | |
|
| وَنَمى الجَديلُ أُصولَها وَالعيدُ |
|
فَمَرَرنَ يَخبِطنَ الدَياجِيَ وَالفَلا | |
|
| وَأَظُنُّهُنَّ عَلِمنَ أَينَ أُريدُ |
|
تَأتَمُّ مَلكاً بِالعَواصِمِ بَحرُهُ | |
|
| عَذبُ المِياهِ وَظِلُّهُ مَمدودُ |
|
أَنِفَت مِنَ المُتَكَلِّفي بَذلِ اللُهى | |
|
| فَلَها صُدوفٌ عَنهُمُ وَصُدودُ |
|
وَوَراءَها مَن لا أَذُمُّ مَهانَةً | |
|
| وَأَمامَها مَحمودٌ المَحمودُ |
|
مَلِكٌ لِما تَبني يَداهُ شائِدٌ | |
|
| وَلِما بَناهُ أَوَّلوهُ مُشيدُ |
|
مازالَ يَبتَدِعُ العَلاءَ مُناقِضاً | |
|
| مَن رَأيُهُ في حَورِهِ التَقليدُ |
|
وَيَفوتُ أَهلَ الأَرضِ بِالشِيَمِ الَّتي | |
|
| يَمتارُ مِنها سَيِّدٌ وَمَسودُ |
|
وَغَرائِبٍ مِن نُطقِهِ ما مِثلُها | |
|
| في الفَضلِ مُكتَسَبٌ وَلا مَولودُ |
|
يُعطي وَلَو سيمَ الحَياةَ أَو الصِبى | |
|
| وَيَفي وَلَو بِالغَدرِ نيلَ خُلودُ |
|
وَإِذا اِنتَمى يَومَ الوَغى ثُمَّ اِكتَنى | |
|
| فَالنَصرُ فيهِ مُبدِئٌ وَمُعيدُ |
|
وَمَتى تُخَوَّفُ ذي البِلادُ وَدونَها | |
|
| مَلِكٌ تَدينُ لَهُ المُلوكُ الصيدُ |
|
وَلِيَت نُمَيرٌ نَصرَهُ وَرَبيعَةٌ | |
|
| وَلَهُ مِنَ العَزمِ الوَحِيِّ جُنودُ |
|
وَلَقَد حَباهُ أُخُوَّةً وَمَحَبَّةً | |
|
| مَلِكٌ لَهُ أَهلُ الزَمانِ عَبيدُ |
|
وَدَعاهُ ذا الحَسَبَينِ عِلماً أَنَّهُ | |
|
| يُزهى بِهِ التَعظيمُ وَالتَمجيدُ |
|
يَا بنَ الَّذينَ إِذا تَضَوَّعَ نَشرُهُم | |
|
| كَسَدَ العَبيرُ بِهِ وَهانَ العودُ |
|
أُسَرٌ لَها فَوقَ السَماءِ أَسِرَّةٌ | |
|
| وَلِطِفلِها الحابي هُناكَ مُهودُ |
|
قَومٌ أَقاموا سوقَ كُلِّ فَضيلَةٍ | |
|
| كَسَدَت وَقاموا وَالأَنامُ قُعودُ |
|
وَغَنوا وَلا في البَأسِ يَدخُلُ ذِكرُهُم | |
|
| وَالبَأسُ أَوفى كَسبِهِم وَالجودُ |
|
كُلٌّ إِذا ما الحَربُ شُبَّت عامِرٌ | |
|
| وَإِذا أَتى الأَضيافُ فَهوَ لَبيدُ |
|
تَتوَقَّعُ الأَذوادُ مِنهُ عاقِراً | |
|
| ما زالَ يَحمي سَرحَها وَيَذودُ |
|
مِن كُلِّ مُحدَثَةِ الفَصيلِ وَمُقرَمٍ | |
|
| قَد صَدَّ عَنهُ الجَيشَ وَهوَ عَتودُ |
|
تُصبيهِ مُرهَفَةُ الظُبى مَخضوبَةً | |
|
| بِدَمِ الأَعادي لا الظِباءُ الغيدُ |
|
وَلَهُ نُهودٌ في المُغارِ عَلَيهِمُ | |
|
| تُنسي غُصوناً حَملُهُنَّ نُهودُ |
|
وَيَروقُهُ نَأيٌ وَعَودٌ يَقطَعُ ال | |
|
| فَلَواتِ لا نايٌ يَروقُ وَعودُ |
|
طالوا الأَنامَ وَطُلتَهُم بِخَلائِقٍ | |
|
| خُلِقَت عَلى ما تَشتَهي وَتُريدُ |
|
وَلَقَد حَوَيتَ مِنَ المَعالي طارِفاً | |
|
| تَغنى بِهِ عَن أَن يُعَدَّ تَليدُ |
|
كَرَمٌ تُمَدُّ إِلَيهِ أَعناقُ المُنى | |
|
| وَسُطىً لِهَيبَتِها الجِبالُ تَميدُ |
|
وَنَأَيتَ عَن أَهلِ الزَمانِ بِهِمَّةٍ | |
|
| قَد جازَتِ النَسرَينِ وَهيَ صَعودُ |
|
لا كَالرِجالِ تَبايَنوا لَكِن كَما | |
|
| يَتَبايَنُ المَوجودُ وَالمَفقودُ |
|
فَلِذا الثَناءُ عَلَيكَ ضِدُ ثَنائِهِم | |
|
| ذا مُنشَدٌ أَبَداً وَذا مَنشودُ |
|
مازالَ يَسقَمُ وَعدُهُم وَوَعيدُهُم | |
|
| وَيَصِحُّ عِندَكَ مَوعِدٌ وَوَعيدُ |
|
عاشوا وَما يَخضَلُّ في حُجُراتِهِم | |
|
| تُربٌ وَلا يَخضَرُّ فيهِم عودُ |
|
فَأَرَحتَهُم بِاليَأسِ مِن ذا المُرتَقى | |
|
| فَلَهُم نُكوصٌ دونَهُ وَنُدودُ |
|
وَإِذا سَمَت آمالُ حاسِدِ نِعمَةٍ | |
|
| بَسَطَ الرَجاءَ فَعَبدُكَ المَحسودُ |
|
وَالعَيشُ غَضٌّ ما سَلِمتَ لأَمَّةٍ | |
|
| إِصلاحُها إِلّا عَلَيكَ بَعيدُ |
|
أَوطَنتَ فيها الأَمنَ بَعدَ نُزوحِهِ | |
|
| وَنَفَيتَ عَنها الخوفَ فَهوَ طَريدُ |
|
فَلَوِ اِستَطاعَت أَن تُكَلِّمَ أَرضُهُم | |
|
| أَثنَت عَلَيكَ تَهائِمٌ وَنُجودُ |
|
ظَلَّت عَشيرَتُكَ الَّتي عاشَرتَها | |
|
| فَلَها مُروقٌ دائِمٌ وَمُرودُ |
|
فَجَعَلتَ مَحضَ الخَوفِ مِلءَ صُدورِهِم | |
|
| فَعَنا عَنيدٌ وَاِستَقامَ عَنودُ |
|
ما إِن يَحُلُّ الرُعبُ صَدراً واغِراً | |
|
| فَتُقيمَ فيهِ سَخائِمٌ وَحُقودُ |
|
لَو كُنتَ يا تاجَ المُلوكِ مُؤازِراً | |
|
| لِسَمِيِّ جَدِّكَ ما عَصَتهُ ثَمودُ |
|
أَو كُنتَ ناصِرَ هاشِمٍ فيما مَضى | |
|
| ما دَلَّ مُرتادٌ وَخابَ مُريدُ |
|
تَزدادُ مَجداً لَيسَ يُعرَفُ كُلَّما | |
|
| قالَت عُداتُكَ ما عَساهُ يَزيدُ |
|
فَشِمِ السُيوفَ فَطالَما جَرَّدتَها | |
|
| حَتّى لَقُلنا ما لَهُنَّ غُمودُ |
|
هِندِيَّةٌ كَم مَزَّقَت في مَأزِقٍ | |
|
| ما كانَ أَحكَمَ سَردَهُ داوودُ |
|
أَثنى عَلَيكَ مُؤالِفٌ وَمُخالِفٌ | |
|
| طَوعاً بِأَنَّكَ في الزَمانِ فَريدُ |
|
فَعَجِبتُ كَيفَ أَقَرَّ أَنَّكَ واحِدٌ | |
|
| في الناسِ مَن ما دينُهُ التَوحيدُ |
|
وَقَصَرتَ وَعدَكَ فَليَدُم مَقصورُهُ | |
|
| لِمُؤَمِّليكَ وَعُمرُكَ المَمدودُ |
|
تُغني العُفاةَ وَتَصطَفي مُهَجَ العِدى | |
|
| قامَت بِذاكَ أَدِلَّةٌ وَشُهودُ |
|
وَبِمَنهَجِ الأَطماعِ تَختَلِفُ الوَرى | |
|
| هَذا يُفيدُ غِنىً وَذاكَ يُبيدُ |
|
يا كَعبَةَ الجودِ الَّتي طُفنا بِها | |
|
| فَلنا رُكوعٌ حَولَها وَسُجودُ |
|
بِجَنابِكَ اِبيَضَّت لَياليَّ الَتي | |
|
| أَيّامُها مِن قَبلِ قُربِكَ سودُ |
|
وَخَرَجتُ مِن حَجرِ الزَمانِ لِعِلمِهِ | |
|
| أَنّي بِإِفضائي إِلَيكَ رَشيدُ |
|
مِنَنٌ غَلَبتَ بِها القَريضَ فَما لَهُ | |
|
| بِذَراكَ تَصويبٌ وَلا تَصعيدُ |
|
وَأَعَدنَ لي شَرخَ الشَبابِ وَلَم أَخَل | |
|
| مِن قَبلِها أَنَّ الشَبابَ يَعودُ |
|
وَلَهُنَّ في سوقِ الثَناءِ بَضائِعٌ | |
|
| تُزجى وَفي سوقِ العُفاةِ قُيودُ |
|
أَذهَلتَني عَن أَن أَقومَ بِحَقِّها | |
|
| يا واسِمي بِالعَجزِ حينَ يَجودُ |
|
وَإِذا اِعتَرَفتُ بِهِ وَقَصَّرَ شاطِرِي | |
|
| عِيّاً فَذاكَ الإِعتِرافُ جُحودُ |
|
لا تُلزِمَنّي فَوقَ جَهدي مُعنِتاً | |
|
| بِصِفاتِ مَجدٍ مالَها تَحديدُ |
|
وَمَعَ اِعتِذارِيَ فَاِستَمِع لِغَريبَةٍ | |
|
| عَونايَ فيها الفِكرُ وَالتَسهيدُ |
|
لَو أَنَّ فَحلَي طَيِّئٍ حَضَرا لَها | |
|
| أَمضى حَبيبٌ حُكمَها وَوَليدُ |
|
مَبذُولَةٌ في القَومِ وَهيَ مَصونَةٌ | |
|
| مَعقولَةٌ في الحَيِّ وَهيَ شَرودُ |
|
خَفَّت عَلى الأَفواهِ حَتّى لَاِنبَرَت | |
|
| تَحدو بِها مَعَنا المَطايا القودُ |
|
وَتَكَرَّرَت فينا فَمِمّا كُرِّرَت | |
|
| قَد صارَ يَحفَظُها الدُجى وَالبيدُ |
|
فاضِل بِها الأَشعارَ تَعرِف فَضلَها | |
|
| ما كُلُّ مَن مدَحَ المَجيدَ مُجيدُ |
|
أوصيكَ بي خَيراً فَإِنّي في الأُلى | |
|
| أَصبَحتَ مالِكَ رِقِّهِم مَعدودُ |
|
وَوَصيَّتيكَ فَجُد بِعَفوِكَ زَلَّةٌ | |
|
| ما فَوقَ ما أَولَيتَنيهِ مَزيدُ |
|
أَيَنالُني شَيءٌ أُحاذِرُهُ وَلي | |
|
| مِن حُسنِ رَأيِكَ عُدَّةٌ وَعَديدُ |
|
لا زِلتَ تُبلي كُلَّ عامٍ قادِمٍ | |
|
| في العِزِّ ما خَلَفَ اللَبيسَ جَديدُ |
|
وَأَرى النُجومَ تَخالَفَت أَحكامُها | |
|
| إِلّا عَلَيكَ فَإِنَّهُنَّ سُعودُ |
|