لِيَهنِكَ ما أَنالَتكَ الجُدودُ | |
|
| وَأَنَّ الدَهرَ يَفعَلُ ما تُريدُ |
|
مَرامٌ شَطَّ مَرمى العَزمِ فيهِ | |
|
| فَدونَ مَداهُ بيدٌ لا تَبيدُ |
|
وَأَمرٌ قُمتَ فيهِ بِلا ظَهيرٍ | |
|
| وَأَهلُ الأَرضِ مِن فَشَلٍ قُعودُ |
|
وَمِثلُكَ لا يَضِلُّ الحَزمُ عَنهُ | |
|
| فَهَل أَنباكَ بِالصَدَرِ الوُرودُ |
|
أَبيتَ فَلَم تَنَم نومَ اِبنِ هِندٍ | |
|
| عَلى حَنَقٍ فَنَبَّهَهُ وَليدُ |
|
وَأَعفَيتَ المَسامِع مِن حَديثٍ | |
|
| يَعِنُّ فَتَقشَعِرُّ لَهُ الجُلودُ |
|
نَباً ضاقَت بِنِسوانٍ خُدورٌ | |
|
| لَهُ وَنَبَت بِأَطفالٍ مُهودُ |
|
فَكَذَّبَ ظَنَّ مَن عاداكَ صِدقٌ | |
|
| تَساوى فيهِ وَعدُكَ وَالوَعيدُ |
|
وَعيدٌ غادَرَ المُرّاقَ صَرعى | |
|
| وَعيدٌ ما أَتى مَأتاهُ عيدُ |
|
فَلَولا كَونُهُ مَعَ يَومِ بَدرٍ | |
|
| لَقُلنا إِنَّهُ اليَومُ الوَحيدُ |
|
مَقامٌ آزَرَت أَسَداً نُمَيرٌ | |
|
| لَدَيهِ وَظافَرَت كَلباً عَتودُ |
|
وَأَيُّ حِمىً أَباحوا يَومَ باحوا | |
|
| بِما كَتَمَتهُ في السِلمِ العُمودُ |
|
لَقَد طاحَ الرَجاءُ بِطُغلُبِكٍّ | |
|
| وَكَم أَمَلٍ إِلى أَجَلٍ يَقودُ |
|
كَأَشدَقِ عَبدِ شَمسٍ إِذ تَبَغّى | |
|
| تُراثاً لَم يُخَلِّفهُ سَعيدُ |
|
وَجاوَرَ أَهلَ تِلكَ الأَرضِ مِنهُ | |
|
| مَريدٌ لِاِجتِياحِهِمُ مُريدُ |
|
عَجِبتُ لِمُدَّعي الآفاقِ مُلكاً | |
|
| وَغايَتُهُ بِبَغدادَ الرُكودُ |
|
يَصولُ عَلى رَعاياها اِعتِداءً | |
|
| وَيُحجِمُ كُلَّما صَلَّ الحَديدُ |
|
وَمِن مُستَخلَفٍ بِالهونِ راضٍ | |
|
| يُذادُ عَنِ الحِياضِ وَلا يَذودُ |
|
لَهُ حَرَمٌ هِنالِكَ لَم يُحَرَّم | |
|
| بِهِ إِلّا السَلامَةُ وَالهُجودُ |
|
تَلاهُ خَوفُهُ بِأَشَدَّ مِنهُ | |
|
| وَلولا الجَدبُ ما أُكِلَ الهَبيدُ |
|
وَدَبَّرَهُ اِبنُ مُسلِمَةٍ سَفاهاً | |
|
| بِرَأيٍ ما أَشارَ بِهِ رَشيدُ |
|
وَضاعَفَ ضَعفَهُ فَرطُ التَوَقّي | |
|
| وَأَيَّدَ أَيدَكَ البَطشُ الشَديدُ |
|
وَما البَطشُ الشَديدُ مُفيدُ عِزٍّ | |
|
| إِذا لَم يُمضِهِ الرَأيُ السَديدُ |
|
وَأَعجَبُ مِنهُما سَيفٌ بِمِصرٍ | |
|
| تُقامُ بِهِ بِسِنجارَ الحُدودُ |
|
عَلى مَن وَارَتِ الديرانُ مِنهُم | |
|
| جُسومٌ لَيسَ يَقبَلُها الصَعيدُ |
|
أُزيلوا عَن مَواقِفِهِم بِضَربٍ | |
|
| تَزولُ بِهِ الضَغائِنُ وَالحُقودُ |
|
فَكَم غُلَلٍ خَفاها حَرُّ ضَربٍ | |
|
| وَقَد أَعيا بِها الماءُ البَرودُ |
|
لَقَد لاقَوا بِنُصرَتِهِم قُرَيشاً | |
|
| كَما لاقَت بِأَشقاها ثَمودُ |
|
وَقَد سَمِعَ الظُبى فيهِم تُغَنّي | |
|
| وَلَم تُغنِ المَواثِقُ وَالعُهودُ |
|
وَلا العِزُّ الطَريفُ حَماهُ مِمّا | |
|
| أَرَدتَ بِهِ وَلا العِزُّ التَليدُ |
|
فَوَلّى يَحمَدُ الجُردَ المَذاكي | |
|
| وَلَيسَ لِسَيفِهِ أَثَرٌ حَميدُ |
|
وَغَرَّ الغِرَّ أَنَّ الدينَ واهٍ | |
|
| هُناكَ وَأَنَّ ناصِرَهُ بَعيدُ |
|
فَفاتَهُمُ بِعَزمِكَ ما أَرادوا | |
|
| وَآلَ بِهِم إِلى ما لَم يُريدوا |
|
وَلَم تَزَلِ الأَماني وَهيَ بيضٌ | |
|
| تُكَذِّبُها المَنايا وَهيَ سودُ |
|
فَمِن جَيشٍ يَعُدُّ العَودَ فَتحاً | |
|
| وَمِن جَيشٍ يَمُرُّ فَلا يَعودُ |
|
وَما إِقدامُ قُطرُمُشٍ مُعادٌ | |
|
| وَلا عُمرٌ لَهُ عُمرٌ جَديدُ |
|
جَناحا جارِحٍ غَرثانَ هيضا | |
|
| فَأَصبَحَ لا يَطيرُ وَلا يَصيدُ |
|
وَطَودُ أَذىً وَهَت بِسُطاكَ مِنهُ | |
|
| قَواعِدُ جَمَّةٌ وَوَهَت رُيودُ |
|
سُطىً سَمِعَ المُلوكُ بِها فَظَلَّت | |
|
| أَسِرَّتُهُم بِها خَوفاً تَميدُ |
|
وَشاعَ حَديثُها فَاِرتاعَ مِنها | |
|
| عَميدٌ وَاِستَقامَ بِها عَنيدُ |
|
رَمَيتَهُمُ بِكُلِّ سَليلِ غابٍ | |
|
| يَعيشُ بِفَرسِهِ ضَبعٌ وَسيدُ |
|
يَروق فُؤادَهُ نَأيٌ وَعَودٌ | |
|
| يَغُذُّ السَيرَ لا نايٌ وَعودُ |
|
وَيُعجِبُهُ النُهوضُ إِلى الأَعادي | |
|
| مُشيحاً لا القُدودُ وَلا النُهودُ |
|
وَيُطرِبُهُ صَليلُ البيضِ فَوقَ ال | |
|
| قَوانِسِ لا البَسيطُ وَلا النَشيدُ |
|
وَلَو أَنَّ النَعامَ بِكَ اِستَجارَت | |
|
| لَخافَت مِن عَواديها الأُسودُ |
|
فَكَيفَ وَمُستَجيرُكَ أَحوَذيٌّ | |
|
| تَحَدّاهُ الحُتوفُ فَلا يَحيدُ |
|
تَفَرَّدَ وَهوَ مُجتَنَبٌ مَخوفٌ | |
|
| كَما يُتَجَنَّبُ الحَيُّ الحَريدُ |
|
وَفاضَ عَلَيهِ بِالإِحسانِ حَتّى | |
|
| تَخَلَّصَهُ مِنَ العَدمِ الوُجودُ |
|
كَريمٌ مِن عَطاياهُ المَعالي | |
|
| عَظيمٌ مِن تَحاياهُ السُجودُ |
|
مُؤَمِّلُهُ يُفيدُ غِنىً وَعِزّاً | |
|
| وَشانيهِ بِغُصَّتِهِ يَفيدُ |
|
غَمامٌ فيهِ مِن بِشرٍ بُروقٌ | |
|
| وَلَم يَصحَبهُ مِن مَنٍّ رُعودُ |
|
مُلِثٌّ ما يُبالي حَيثُ يَهمي | |
|
| أُتيحَ لَهُ شَكورٌ أَم كَنودُ |
|
وَأَعطى ما وَهَبتَ بِلا اِكتِراثٍ | |
|
| عَلَيهِ أَنَّ مَبدِئَهُ مُعيدُ |
|
وَكَلُّ نَدىً إِلى جَدواكَ يُعزى | |
|
| كَما تُعزى إِلى الغَيثِ المُدودُ |
|
عَمَمتَ القَومَ مِن عَجَمٍ وَعُربٍ | |
|
| مَواهِبَ ما خَلا مِنهُنَّ جيدُ |
|
لُهىً كادَت عَدُوَّهُمُ وَكادَت | |
|
| تَضيقُ بِها التَهائِمُ وَالنُجودُ |
|
تَخالَفَتِ الرِفاقُ بِها إِلَيهِم | |
|
| كَما اِختَلَفَت عَلى التَجرِ النُقودُ |
|
وَرُبَّ مَغانِمٍ أَدَّت إِلَيها | |
|
| مَغارِمُ حَملُ أَدناها يَؤودُ |
|
وَأَرسَلتَ العِتاقَ الجُردَ قُبّاً | |
|
| يُعارِضُ مُمتَطىً مِنها مَقودُ |
|
وَمِن أُدَدٍ وَعَدنانٍ عَلَيها | |
|
| جُنودٌ لا تُلاقيها جُنودُ |
|
مِنَ الأُسَرِ الَّتي أَلوَت بِكِسرى | |
|
| وَذاكَ وَمَن سِلاحُهُمُ الجَريدُ |
|
مَرَت خِلفَ التَلافِ بِكُلِّ مَرتٍ | |
|
| تَنوبُ عَنِ السُروجِ بِهِ القُتودُ |
|
وَنَكَّبَتِ الجِبالَ بِهِم جِبالٌ | |
|
| ضَوامِرُ لا تَجِفُّ لَها لُبودُ |
|
إِذا قَدَحَت فَما يَدجو ظَلامٌ | |
|
| وَإِن ضَبَحَت فَما يَنجو طَريدُ |
|
أَبَت وَطرَ الثَرى تيهاً فَصارَت | |
|
| مَواطِئَها النَواظِرُ وَالخُدودُ |
|
وَحَلَّ المَوصِلَ المَنصورُ يُثني | |
|
| بِسَطوَتِهِ وَنَخوَتِهِ الوُفودُ |
|
وَقَد شَهِدَت مَنابِرُهَ بِحَقٍّ | |
|
| مَلائِكَةُ السَماءِ بِهِ شُهودُ |
|
وَسَوفَ تُضافُ بَغدادٌ إِلَيها | |
|
| كَما اِنضافَت إِلى عَدَنٍ زَبيدُ |
|
فَقَد ضَعُفَت زُنودٌ عَن قِسِيٍّ | |
|
| رَمَت عَنها العِدى وَكَبَت زُنودُ |
|
وَلِلنارِ الَّتي شَبَّت فَخيفَت | |
|
| خُمودٌ سَوفَ يَتبَعُهُ هُمودُ |
|
لَكَ الفَتحُ المُبينُ بِكُلِّ وَجهٍ | |
|
| قَصَدتَ وَلِلعِدى الحَتفُ المُبيدُ |
|
لَقَد سُدتَ المُلوكَ بِمَأثُراتٍ | |
|
| بِها الوُزَراءُ أَيسَرُ مَن تَسودُ |
|
سَدَدتَ مِنَ الهُدى ما لَم يَسُدّوا | |
|
| وَشِدتَ مِنَ العُلى ما لَم يَشيدوا |
|
بِناؤُكَ كُلُّهُ أَجرٌ وَشُكرٌ | |
|
| وَما يَبنونَ آجُرٌّ وَشيدُ |
|
جَميلٌ تُستَرَقُّ بِهِ الأَماني | |
|
| وَعَدلٌ يُستَحَقُّ بِهِ الخُلودُ |
|
حَلَلتَ مِنَ الخِلافَةِ في مَكانٍ | |
|
| بِهِ عُدِمَ المُباشِرُ وَالحَسودُ |
|
وَلَم يَحلُم بِشَرواكَ التَمَنّي | |
|
| وَلا جادَ الزَمانُ وَلا يَجودُ |
|
بَقيتَ وَمُشبِهاكَ تُقىً وَحِلمٌ | |
|
| وَظِلِّكُمُ عَلى الدُنيا مَديدُ |
|
وَلا زالَت بِأُفقِ المُلكِ مِنكُم | |
|
| نُجومٌ لا تَعَدّاها السُعودُ |
|
وَلا بَرِحَت كَذا الأَعيادُ تَأتي | |
|
| وَجَدُّكَ قاهِرٌ فيها سَعيدُ |
|
وَما أَبقى فَعالِكَ لي مَقالا | |
|
| وَلَكِنَّ اِرتِياحَكَ يَستَعيدُ |
|
مَدائِحُ طالَما أَبدَعتُ فيها | |
|
| وَأَينَ وُقوعُها مِمّا أُريدُ |
|
إِذا تُلِيَت عَلى الحُسّادِ قالوا | |
|
| كَذا فَليُنظَمِ الدُرُّ الفَريدُ |
|
وَلا إِحسانَ إِلّا في مَجيدٍ | |
|
| عَلا هِمَمَاً وَمادِحُهُ مُجيدُ |
|
وَلَن نَخشى عَلى فَخرٍ شُروداً | |
|
| إِذا عَقَلَتهُ قافِيَةٌ شَرودُ |
|
فَسَيِّر بي حَديثَ المَجدِ إِنّي | |
|
| لِما أَثَّلتَ مِن شَرَفٍ مُشيدُ |
|
فَدُم عَلَماً لَهُ ما اِخضَلَّ تُربٌ | |
|
| تَوالى سَقيُهُ وَاِخضَرَّ عودُ |
|