لي بِاِمتِداحِكَ عَن ذِكرِ الهَوى شُغُلُ | |
|
| وَبِاِرتِياحِكَ عَن عَيشِ الصِبا بَدَلُ |
|
وَكَيفَ يَعدوكَ بِالتَأميلِ مَن بَلَغَت | |
|
| بِهِ عَطاياكَ ما لَم يَبلُغِ الأَمَلُ |
|
أَسرَفتَ وَاِختَصَرَ القَومُ الَّذينَ مَضَوا | |
|
| فَهَل عَلِمتَ بِصافي الفِكرِ ما جَهِلوا |
|
وَلا أُقيمُ لَهُم عُذراً بِجَهلِهِمُ | |
|
| لَكِن أَقولُ مُحِقّاً جُدتَ إِذ بَخِلوا |
|
ما جُرتَ عَن طُرُقِ العَلياءِ إِذ عَدَلوا | |
|
| عَنها وَجُرتَ عَلى الأَموالِ إِذ عَدَلوا |
|
وَهَبتَها كَرَماً قَبلَ السُؤالِ بِلا | |
|
| مَنٍّ وَمَنَّوا وَما مَنّوا وَقَد سُئِلوا |
|
يا مُسمِعي فِقراً تَفضيلُها لَزَمٌ | |
|
| وَموسِعي مِنَناً تَفصيلُها جُمَلُ |
|
قُسٌّ وَسَحبانُ وَالقَومُ الأُلى فَصُحوا | |
|
| لَو يَسمَعونَ الَّذي أَسمَعتَني ذَهِلوا |
|
لا يَبلَغونَ إِذا أَفكارُهُم تَعِبَت | |
|
| مِعشارَ قَولِكَ فينا حينَ تَرتَجِلُ |
|
فُتَّ الوَرى بِأَيادٍ كُلُّها هُطُلٌ | |
|
| عَلى المُنى وَعَوادٍ كُلُّها قُتُلُ |
|
فَما لَنا في حَياةٍ عَنكَ مُندَفَعٌ | |
|
| وَالرِزقُ طَوعُكَ فيما شِئتَ وَالأَجَلُ |
|
فَليَسلُ مَجدَكَ رَغماً لا مُجامَلَةً | |
|
| مَن مالَهُ ناقَةٌ فيهِ وَلا جَمَلُ |
|
وَلا لَهُ في يَمينٍ بَرَّةٍ صَدَقَت | |
|
| قَولٌ وَلا بِيَمينٍ بَرَّةٍ عَمَلُ |
|
وَلَو رَأَتكَ مُلوكٌ أَنتَ تاجُهُمُ | |
|
| لَأَذعَنوا وَأَقَرّوا أَنَّهُم خَوَلُ |
|
وَهَل لَهُم طَمَعٌ أَن يَلحَقوكَ وَقَد | |
|
| بَلَغتَ ما لَم يَنَل آباؤُكَ الأُوَلُ |
|
مَن لَم يَدينوا لِمَن دانَ الزَمانُ لَهُ | |
|
| وَلَم يَدُوا مِن حُماةِ الرَوعِ مَن قَتَلوا |
|
تُغني عَنِ السُمرِ في الهَيجا عَزائِمُهُم | |
|
| فَيَطعَنونَ العِدى شَزراً وَهُم عُزُلُ |
|
وَلَو غَزَوا مَكَّةً إِذ جاهِلِيَّتُها | |
|
| قُرَيشُ لَم تُعبَدِ العُزّى وَلا هُبَلُ |
|
مَضَوا وَخَلَّوا أَحاديثاً مُخَلَّدَةً | |
|
| تُحدى بِها في الدَياجي الأَينُقُ الذُلُلُ |
|
وَنُبتَ عَنهُم وَقَد طاحَ الزَمانُ بِهِم | |
|
| نِيابَةَ البيدِ لَمّا حُطِّمَ الأَسَلُ |
|
تَنَقَّلَ الشامُ فيكُم بُرهَةً وَأَتى | |
|
| مِن صِدقِ عَزمِكَ ما زالَت بِهِ النُقَلُ |
|
أَكلاؤُهُ بِشِفارِ المُرهَفاتِ حِمىً | |
|
| وَماؤُهُ بَينَ مَركوزِ القَنا غَلَلُ |
|
وَدونَ قَدرِكَ ما أَصبَحتَ مالِكَهُ | |
|
| فَاِحكُم فَأَمرُكَ في الآفاقِ مُمتَثَلُ |
|
ما بَعدَ قَولِ مَليكِ الأَرضِ كَيفَ أَخي | |
|
| مِن مَطلَبٍ دونَهُ مَطلٌ وَلا عِلَلُ |
|
أَثنى عَلَيكَ لَدُن شافَهتَ حَضرَتَهُ | |
|
| وَنابَتِ الكُتبُ لَمّا بانَ وَالرُسُلُ |
|
مُجَدِّداً فيكَ أَمراً لا يَخُصُّ بِهِ | |
|
| سِواكَ كُلُّ جَديدٍ عِندَهُ سَمَلُ |
|
لَقَد أَحَلَّكَ إِذ آخاكَ مَنزِلَةً | |
|
| لا المُشتَري طامِعٌ فيها وَلا زُحَلُ |
|
وَقَد أَظَلَّكَ مِن تَشريفِهِ مِنَحٌ | |
|
| عَلى صُنوفِ العُلى وَالعِزِّ تَشتَمِلُ |
|
وَمِن مَلابِسِهِ ما فَخرُهُ أَبَداً | |
|
| باقٍ عَلَيكَ إِذا ما رَثَّتِ الحُلَلُ |
|
وَمِن نَفائِسِ ما قَد كانَ مُمتَطِياً | |
|
| جُردٌ يَعِزُّ عَلَيها الغَزوُ وَالقَفَلُ |
|
زادَت حُلاها وَلَو جاءَتكَ عاطِلَةً | |
|
| مِن خالِصِ التِبرِ ما أَزرى بِها العَطَلُ |
|
وَراءَها عَلَما النَصرِ اللَذا كَفَلا | |
|
| لِمَن أَظَلّا بِعِزٍّ لَيسَ يُنتَحَلُ |
|
مِن عَقدِ مَن عُذِقَ النَصرُ العَزيزُ بِهِ | |
|
| فَما لَهُ أَبَداً عَن ظِلِّهُ حِوَلُ |
|
عَنَّت لَهُ فُرَصٌ شَتّى دَعاكَ لَها | |
|
| يا مَن بِهِ فُرَصُ العَلياءِ تُهتَبَلُ |
|
وَقَلَّدَ الأَمرَ مَيموناً نَقيبَتُهُ | |
|
| لِلهَولِ مُقتَحِمٌ بِالنَصرِ مُشتَمِلُ |
|
إِذا عَرا الخَطبُ لَم يَحضُر مَشورَتَهُ | |
|
| مَن فيهِ حِرصٌ وَلا جُبنٌ وَلا بَخَلُ |
|
وَكَيفَ يَأمَنُ أَبناءُ الزَمانِ سُطىً | |
|
| أَبوهُمُ خائِفٌ مِن بَطشِها وَجِلُ |
|
رَوَّعتَهُ في مَقاماتٍ قَهَرتَ بِها | |
|
| حَتّى اِعتَراهُ عَلى إِقدامِهِ فَشَلُ |
|
لا فَلَّ عَزمَكَ صَرفُ النائِباتِ فَكَم | |
|
| عَزَّت وَذَلَّت بِكَ الأَملاكُ وَالدُوَلُ |
|
وَالرومُ مَن عَلِموا حَقّاً بِأَنَّهُمُ | |
|
| إِن سالَموا سَلِموا أَو قاتَلوا قُتِلوا |
|
وَلا سَلامَةَ إِلّا أَن يَجودَ لَهُم | |
|
| بِها أَبوها فَيَنأى الخَوفُ وَالوَجَلُ |
|
يَرجونَ أَمناً بِهِ تَحيا نُفوسُهُمُ | |
|
| وَالأَمنُ يَنزِلُ وَالأَرواحُ تَرتَحِلُ |
|
قَتَلتَ شَطرَهُمُ خَوفاً وَشَطرُهُمُ | |
|
| يُميتُهُم فَرَحاً إِدراكُ ما سَأَلوا |
|
فَاِفخَر فَقَبلَكَ ما أَبصَرتُ سَيفَ وَغىً | |
|
| يَنوبُ عَن مَضرِبَيهِ الخَوفُ وَالجَذَلُ |
|
أَتَيتَ ظاهِرَ أَنطاكِيَّةٍ عَبَثاً | |
|
| أَمامَكَ القاتِلانِ الرُعبُ وَالوَهَلُ |
|
وَكُلُّ أَسمَرَ ما في عودِهِ طَمَعٌ | |
|
| بَعدَ اللِقاءِ وَلا في عودِهِ خَطَلُ |
|
وَكُلُّ أَبيَضَ مَضروبٍ بِشَفرَتِهِ | |
|
| رَأسُ المُدَجَّجِ مَضروبٍ بِهِ المَثَلُ |
|
وَكُلُّ سَلهَبَةٍ أَنتَ الكَفيلُ لَها | |
|
| أَلّا يُصابَ لَها في غارَةٍ كَفَلُ |
|
دَهماءَ كَاللَيلِ أَو شَقراءَ صافِيَةٍ | |
|
| تُريكَ في اللَيلِ ثَوباً حاكَهُ الأُصُلُ |
|
مُذَكِّراً بِأَبيكَ المُستَبيحِهِمُ | |
|
| بِالسَيفِ إِذ كُلُّ أَلفٍ فَلَّهُ رَجُلُ |
|
عَزَوا مِئينَ أُلوفٍ في مِئينَ فَلَم | |
|
| يَثبُت لِضِرغامِ كَعبٍ ذَلِكَ الوَعِلُ |
|
فَخَلَّفوا المُلكَ إِذ جَدَّ العِراكُ بِهِم | |
|
| نَهباً مُشاعاً وَلَولا ذاكَ ما وَأَلوا |
|
وَأُعطِيَ النَصرَ نَصرٌ يَومَ قارَعَهُم | |
|
| بِعَزمَةٍ ما لِمَن أَمَّت بِها قِبَلُ |
|
وَقَد تَخَلَّصتَ نَصراً مِن حِبائِلِهِم | |
|
| وَالحَولُ يَفعَلُ ما لا تَفعَلُ الحِيَلُ |
|
وَمِن بَدائِعِكَ اِستَخرَجتَ جَوهَرَةً | |
|
| غَوّاصُها البيضُ وَالخَطِيَّةُ الأَسَلُ |
|
وَقَد قَرَنتَ بِها بِالأَمسِ لُؤلُؤَةً | |
|
| بِحارُها مُقفِراتُ البيدِ وَالحِلَلُ |
|
كَريمَةَ البَعلِ وَالآباءِ زَيَّنَها | |
|
| أَصلٌ كَريمٌ بِعَبدِ اللَهِ يَتَّصِلُ |
|
تَشكو الحِجالُ الَّتي تاهَت بِها زَمَناً | |
|
| فِراقَها بَعدَ أَن تاهَت بِها الكِلَلُ |
|
بَلَغتَ ما أَنتَ راجيهِ وَآمِلُهُ | |
|
| فيهِ وَلا بَلَغَ الحُسّادُ ما أَمَلوا |
|
لَكَ العَطايا الَّتي ما شابَها كَدَرٌ | |
|
| مَعَ الخِلالِ الَّتي ما شانَها خَلَلُ |
|
عَلى جَميعِ الَّذي تَحويهِ مِن نَشَبٍ | |
|
| مِنَ المَكارِمِ والٍ لَيسَ يَنعَزِلُ |
|
مَواهِبٌ تَخلُفُ الأَنواءَ غائِبَةً | |
|
| وَيَعجِزُ الغَيثُ عَنها وَهوَ مُحتَفِلُ |
|
أَمّا عُفاتُكَ لا أَكدَوا فَما لَهُمُ | |
|
| إِذا المَطامِعُ طاحَت عَنكَ مُرتَحَلُ |
|
جاءَت وَسائِقُها وَخدٌ وَسابِقُها | |
|
| إِلى حِياضِكَ يا بَحرَ النَدى عَجِلُ |
|
فَأَقلَعَ المَحلُ عَنهُم حينَ مُدَّ لَهُم | |
|
| لِيَرتَعوا في كَلا إِنعامِكَ الطِوَلُ |
|
يُقَبِّلونَ ثَرىً دامَت تُظَلِّلُهُ | |
|
| سُحبُ النَدى فَهوَ في أَفيائِها خَضِلُ |
|
لَم يَظفَروا بِطَريقٍ نَحوَ مُلكِكَ ما | |
|
| تُزاحِمُ الناسَ فيهِ الخَيلُ وَالإِبِلُ |
|
فَالعيسُ تَدرُسُ أَيدي الخَيلِ ما وَطَسَت | |
|
| وَالمُقرَباتُ تُعَفّي وَطأَها القُبَلُ |
|
فَاِشرَع لَهُم طُرُقاً ما ذُلِّلَت فَلَقَد | |
|
| ضاقَت بِمَن جاءَ يَبغي جودَكَ السُبُلُ |
|
وَاِسلَم وَلا زالَتِ الأَعيادُ عائِدَةً | |
|
| وَالعِزُّ مُقتَبَلٌ وَالظِلُّ مُنسَدِلُ |
|
ظَهَرتَ فينا فَأَقرَرتَ العُيونَ وَما | |
|
| يَعدو بَقاءَكَ مَن يَدعو وَيَبتَهِلُ |
|
وَزانَ جَيشَكَ لَمّا سارَ أَربَعَةٌ | |
|
| إِن ناضَلوا نَضَلوا أَو فاضَلوا فَضَلوا |
|
عَلَوا جُدوداً وَأَجداداً فَفَخرُهُمُ ال | |
|
| مُذاعُ مُتَّصِلٌ طَوراً وَمُنفَصِلُ |
|
تَفصيلُهُ اِبنُ بُوَيهٍ وَاِبنُ زائِدَةٍ | |
|
| وَعِندَ نَصرٍ حَليفِ الجودِ يَتَّصِلُ |
|
وَأَنتَ يا أَكرَمَ الآباءِ والِدُهُم | |
|
| فَمَجدُهُم في الوَرى ماضٍ وَمُقتَبَلُ |
|
بَقوا وَلا خَيَّموا إِلّا عَلى شَرَفٍ | |
|
| مَدى الزَمانِ وَلا خاموا وَلا خَمَلوا |
|
يا ناصِرَ الدينِ بِالجِدِّ اِرتَقَيتَ إِلى | |
|
| هَذا المَحَلِّ عَلى أَنَّ العُلى نَحِلُ |
|
وَبِالحُروبِ الَّتي سَعَّرتَها اِعتَزَلَ ال | |
|
| بِلادَ مَن لَم يَكُن مِن قَبلُ يَعتَزِلُ |
|
وَلَيسَ يَجتَمِعُ التَدبيرُ وَالخَلَلُ | |
|
| إِذا تَفارَقَتِ الأَسيافُ وَالخِلَلُ |
|
لَقَد مَلَأتَ القَوافي فَوقَ ما وَسِعَت | |
|
| فَما لَها عَنكَ تَعريدِ وَلا مَيَلُ |
|
فَضائِلٌ مَلَأَت شِعري بِكَثرَتِها | |
|
| مِن أَن يَفوزَ بِهِ التَشبيبُ وَالغَزَلُ |
|
فَاِسمَع لِمُحكَمَةٍ في الأَرضِ حاكِمَةٍ | |
|
| كَالشَمسِ مَكَّنَها مِن بُرجِهِ الحَمَلُ |
|
سَريعَةِ السَيرِ إِلّا أَنَّها أَبَداً | |
|
| تُقيمُ في كُلِّ أَرضٍ وَهيَ تَرتَحِلُ |
|
وَلا تُكَرَّرُ في سَمعٍ فَيَحدُثَ مِن | |
|
| تَكرارِها ضَجَرٌ مِنها وَلا مَلَلُ |
|
جَلَّت صِفاتُكَ عَن قَولٍ يُحيطُ بِها | |
|
| حَتّى اِستَوى شاعِرٌ فيها وَمُنتَحِلُ |
|
مَناقِبٌ في أَقاصي الأَرضِ قَد شُهِرَت | |
|
| فَما اِعتَرى مُطنِباً في وَصفِها خَجَلُ |
|
أُعيذُ مَجدَكَ مِن عَينِ الكَمالِ فَكَم | |
|
| أَصابَتِ العَينُ أَملاكاً وَما كَمَلوا |
|