يا لِلرِجالِ لِنَظرَةٍ سَفَكَت دَما | |
|
| وَلِحادِثٍ لَم أَلقَهُ مُستَلئِما |
|
وَأَرى السِهامَ تَؤُمُّ مَن يُرمى بِها | |
|
| فَعَلامَ سَهمُ اللَحظِ يُصمي مَن رَما |
|
يا آمِري بِتَجَلُّدٍ لَم أُعطَهُ | |
|
| ما نَمَّ دَمعي بِالجَوى حَتّى نَما |
|
وَلَقَد وَقَفتُ بِدارِ زَينَبَ مَوهِناً | |
|
| وَالوَجدُ يَأبى أَن أَقولَ فَأُفهِما |
|
مُستَخبِراً عَنها فَلَم أَرَ مَعلَماً | |
|
| مِنها بِأَخبارِ الأَحِبَّةِ مُعلِما |
|
أَبكي وَيَمنَعُني تَناسي ما مَضى | |
|
| ما يَمنَعُ الأَطلالَ أَن تَتَكَلَّما |
|
فَعَذَلتُ قَلبِيَ إِذ أَطاعَ غَرامَهُ | |
|
| وَعَصى التَسَلِّيَ بَعدَها وَاللُوَّما |
|
وَاللَومُ مِثلُ الريحِ يَذهَبُ ضَلَّةً | |
|
| وَيَزيدُ نيرانَ المُحِبِّ تَضَرُّما |
|
وَخَطيطَةٍ ضَنَّ الغَمامُ بِرَيِّها | |
|
| خَلَّفتُها خَلفي وَسِرتُ مُيَمِّما |
|
أَرضاً إِذا ما التُربُ أَجدَبَ أَخصَبَت | |
|
| بِنَدىً إِذا ما الغَيثُ أَنجَمَ أَثجَما |
|
يَلقى بِها الرُوّادُ رَوضاً مُزهِراً | |
|
| وَيُصادِفُ الوُرّادُ حَوضاً مُفعَما |
|
وَتَرى بِها أُمَّ المُدامَةِ عاقِراً | |
|
| أَبَداً وَأُمَّ الحَمدِ حُبلى مُتئِما |
|
أَضحَت بِإِحسانِ المُظَفَّرِ كَعبَةً | |
|
| لِلطالِبينَ وَلِلمَكارِمِ مَوسِما |
|
مَلِكٌ إِذا سُئِلَ الرَغائِبَ وَاللُهى | |
|
| أَعطى وَإِن لاقى الكَتائِبَ أَقدَما |
|
يُربي عَلى القَدَرِ المُتاحِ إِذا سَطا | |
|
| وَيُجاوِدُ الجَودَ السَحاحَ إِذا هَما |
|
أَوفى مِنَ الشَمسِ المُنيرَةِ بَهجَةً | |
|
| وَأَشَفُّ مَنزِلَةً وَأَبعَدُ مُرتَما |
|
مَنَعَ اللَيالِيَ أَن تَبيتَ مَوانِعاً | |
|
| ما رامَ أَو مُستَبذِلاتٍ ما حَما |
|
يَأبى الغَوانِيَ وَالغِناءَ وَيَنتَشي | |
|
| طَرَباً إِذا كانَ الصَليلُ تَرَنُّما |
|
هِمَمٌ عَلَونَ عَلى السِماكِ وَإِنَّما | |
|
| بِالجودِ وَالإِقدامِ يَسمو مَن سَما |
|
وَمَناقِبٌ أَعيا الأَعادِيَ كَتمُها | |
|
| وَالشَمسُ أَظهَرُ أَن تُسَرَّ وَتُكتَما |
|
وَمَواهِبٌ راجي جَداها لَم يَخِب | |
|
| مِنهُ وَراضِعُ دَرِّها لَن يُفطَما |
|
غَدَتِ الجُيوشُ عَزيزَةً بِأَميرِها | |
|
| وَالدَهرُ مَحموداً وَكانَ مُذَمَّما |
|
وَالأَمنُ جَمّاً وَالرَجاءُ مُصَدَّقاً | |
|
| وَالحَقُّ أَبلَجَ وَالهُدى مُستَعصِما |
|
لِلَّهِ دَرُّكَ في طُغاةِ قَبائِلٍ | |
|
| أَنصَفتَ مِنها الدينَ حينَ تَظَلَّما |
|
فَلَكَم جَنَيتَ أَذىً حَسَمتَ بِهِ أَذىً | |
|
| وَلَكَم سَفَكتَ دَماً حَقَنتَ بِهِ دَما |
|
لَمّا أَزَرتَهُمُ الظُبى مَصقولَةً | |
|
| وَالخَيلَ قُبّاً وَالوَشيجَ مُقَوَّما |
|
ظَنّوكَ مَن لاقَوا فَحينَ قَرَعتَهُم | |
|
| صاروا وَقَد كانوا حَديداً حَنتَما |
|
قَهَروا الوَرى زَمَناً فَمُذ حارَبتَهُم | |
|
| طَمَّ الأَتِيُّ عَلَيهِمُ لَمّا طَما |
|
وَهُمُ حُماةُ الرَوعِ إِلّا أَنَّهُم | |
|
| فَرّوا لَعَمرُكَ حينَ فَرّوا الأَرقَما |
|
ثُمَّ اِنثَنَيتَ إِلى سَرايا طَيِّئٍ | |
|
| تَقتادُ أَرعَنَ كَالخِضَمِّ عَرَمرَما |
|
مُتَنائِيَ الأَقطارِ زادَ قَتامُهُ | |
|
| فَغَدا بِهِ وَجهُ النَهارِ مُلَثَّما |
|
تَبدو بَوارِقُهُ فَتَحسَبُ ضَوءَها | |
|
| بَرقاً تَأَلَّقَ في سَحابٍ أَظلَما |
|
وَتَخالُ نَقعَ الأَعوَجِيَّةِ دونَهُ | |
|
| سِتراً بِلَمعِ القَعضَبِيَّةِ مُعلَما |
|
حَتّى إِذا أَنشَيتَهُم بِسُلافَةٍ | |
|
| وَالحينُ يَعجَبُ مِنهُمُ مُتَبَسِّما |
|
ظَنّوا الطَلائِعَ كُلَّ مَن يَأتيهِمُ | |
|
| فَتَثَبَّتوا لِلداءِ حَتّى اِستَحكَما |
|
لَمّا أَتَيتَ فَكُنتَ ريحاً عاصِفاً | |
|
| تُلوي بِما لاقَت وَكانوا خَشرَما |
|
لَم تَلقَ إِلّا عارِياً سَبَقَت بِهِ | |
|
| رَوعاءُ أَو مُستَلئِماً مُستَسلِما |
|
وَالعِزُّ حَيثُ تَرى الدِماءَ مُراقَةً | |
|
| تَروي الثَرى وَالسَمهَرِيَّ مُحَطَّما |
|
وَالوَهدُ أَدوَنُ أَن يَنالَ مُتالِعاً | |
|
| وَالذِئبُ أَهوَنُ أَن يَروعَ الضَيغَما |
|
مَلَكوا فَجاروا في القَضايا وَاِعتَدَوا | |
|
| وَعَدَلتَ فيهِم إِذ غَدَوتَ مُحَكَّما |
|
فَمَنَحتَهُم جَبَلي أَبيهِم إِرثَهُم | |
|
| عَنهُ وَساءا مَنزِلاً وَمُخَيَّما |
|
فَهُمُ بِبيدٍ يَصطَلونَ بِما جَنَوا | |
|
| فيها إِذا حَمِيَ الهَجيرُ جَهَنَّما |
|
مِن سائِرِ الطُرَداءِ أَبعَدُ مَشرَباً | |
|
| وَأَرَثُّ أَطماراً وَأَخبَثُ مَطعَما |
|
وَحَرَمتَهُم طيبَ الكَرى حَتّى لَقَد | |
|
| ظَنّوا الرُقادَ عَلى الجُفونِ مُحَرَّما |
|
عَمري لَقَد وَجَدوا اِصطِناعَكَ سالِفاً | |
|
| أَرياً وَقَد وَجَدوا اِجتِياحَكَ عَلقَما |
|
فَرَأَوكَ عِندَ السِلمِ بَحرَ مَواهِبٍ | |
|
| يُغني وَفي الهَيجاءِ عَضباً مِخذَما |
|
وَرَجَعتَ تَنظُرُ في البِلادِ بِرَأيِ ذي | |
|
| عَزمٍ يَرُدُّ المَشرَفِيَّ مُثَلَّما |
|
حَصَّنتَ شاسِعَها بِرَأيٍ لَو حَمى | |
|
| بَدرَ السَماءِ عَنِ النَواظِرِ لَاِحتَما |
|
وَعَمَرتَ غامِرَها بِجِدٍّ لَم يَزَل | |
|
| يَأبى لِما تَبنيهِ أَن يَتَهَدَّما |
|
أَنّى يُشارِكُكَ الوَرى في رُتبَةٍ | |
|
| أَدلَجتَ تَطلُبُها وَباتوا نُوَّما |
|
حَمَّلتَ نَفسَكَ غَيرَ مُكتَرِثٍ بِهِ | |
|
| أَمراً يَؤودُ يَرَمرَماً وَيَلَملَما |
|
فَبَغَت مَطالِعَكَ المُلوكُ فَقَصَّرَت | |
|
| وَرَأى وَقائِعَكَ الزَمانُ فَأَحجَما |
|
مَهلاً فَما أَبقى نِزالُكَ خائِفاً | |
|
| خَطباً وَلا أَبقى نَوالُكَ مُعدِما |
|
لا تَكذَبَنَّ فَما أَمامَكَ غايَةٌ | |
|
| فَاِنظُر مَلِيّاً هَل تَرى مُتَقَدَّما |
|
ناهيكَ مِن كَرَمٍ يَفوقُ بِهِ الحَيا | |
|
| سَبقاً وَمِن بَأسٍ يَفوتُ الأَنجُما |
|
وَعَزائِمٍ حَشَتِ القُلوبَ أَسِنَّةً | |
|
| مِثلَ الخَناجِرَ وَالحَناجِرَ أَسهُما |
|
فَقَضَت لِذِكرِكَ أَن يَسيرَ مُفَوِّزاً | |
|
| وَقَضَت لِذُكرِكَ أَن يَجِلَّ وَيَعظُما |
|
يَهني الخِلافَةَ أَنَّ عُدَّتَها شَجى | |
|
| حَلقِ العَدُوِّ وَسَيفَها لَن يَكهَما |
|
وَلِيَهنِكَ العيدُ السَعيدُ مُضاعِفاً | |
|
| لَكَ أَجرَ مَن صَلّى وَصامَ وَأَحرَما |
|
إِنّي لَأَشعَرُ مَن رَأَيتَ وَإِنَّني | |
|
| أَصبَحتُ عَن إِدراكِ وَصفِكَ مُفحَما |
|
وَلَقَد أَرَحتُ الخَيلَ نَحوَكَ ضُمَّراً | |
|
| وَالعيسُ يَحمِلنَ القَريضَ المُحكَما |
|
يَحمِلنَ مِنهُ مُفَصَّلاً وَمُنَظَّماً | |
|
| وَمُحَبَّراً وَمُوَشَّحاً وَمُسَهَّما |
|
مَدحٌ كَزَهرِ الرَوضِ إِلّا أَنَّهُ | |
|
| يَبقى إِذا زَهرُ الرِياضِ تَصَرَّما |
|
إِنّي كَتَمتُ الشِعرَ في طَيِّ المُنى | |
|
| فِعلَ اِمرِىءٍ لَم يَرضَ ما دونَ السَما |
|
لا أَسأَلُ الرَحمَنَ حَظّاً فَوقَ ما | |
|
| أَعطى فَقَد أَولى الجَميلَ وَأَنعَما |
|
حَسبي اِمتِداحُكَ رُتبَةً وَنَباهَةً | |
|
| وَذَراكَ مُعتَصَماً وَقُربُكَ مَغنَما |
|