دُم بِالصِيامِ مُهَنَّأً ما داما | |
|
| تُفني الشُهورَ وَتُنفِدُ الأَعواما |
|
في عِزِّ مَملَكَةٍ تَذِلُّ لَكَ العِدى | |
|
| وَسَعادَةٍ تَستَخدِمُ الأَيّاما |
|
أَخَذَ الفَضائِلَ آخِرٌ عَن أَوَّلٍ | |
|
| وَحَباكَها رَبُّ الوَرى إِلهاما |
|
فَاِفخَر فَما لَكَ مَذهَبٌ عَن مَذهَبٍ | |
|
| تُرضي الخَليفَةَ فيهِ وَالإِسلاما |
|
وَلتَعلُ دَولَتُهُ بِأَنَّكَ مَجدُها | |
|
| وَليَعتَصِم بِأَنِ اِنتَضاكَ حُساما |
|
وَمَتى تُبارى أَو تُجارى بَعدَ أَن | |
|
| فُتَّ الرِجالَ سَكينَةً وَعُراما |
|
وَمَحاسِناً تَبقى بَشاشَتُها إِذا | |
|
| عادَت أَحاديثُ الكِرامِ حُطاما |
|
كَالدُرِّ لَمّا فارَقَ الأَصدافَ لا | |
|
| كَالنورِ لَمّا فارَقَ الأَكماما |
|
وَمَناقِباً لَو لَم يُوَعَّر نَهجُها | |
|
| لاقَيتَ لِلساعينَ فيهِ زِحاما |
|
أَغلَيتَ يا شَرَفَ المُلوكِ مُهورَها | |
|
| في بَثِّكَ الإِنعامَ وَالإِرغاما |
|
فَعَلَت فَما يَسمو إِلَيها مُرتَقٍ | |
|
| وَغَلَت فَلَستَ تَرى لَها مُستاما |
|
يا رُبَّ نارٍ أُجِّجَت فَأَحَلتَها | |
|
| بَرداً عَلى مَن حُطتَهُ وَسَلاما |
|
وَضَراغِمٍ زَأَرَت فَمُنذُ أَزَرتَها | |
|
| صُمَّ القَنا عادَ الزَئيرُ بِغاما |
|
كَالدَوقَسِ المَغرورِ ظَنَّ بِجَهلِهِ | |
|
| أَنَّ الوِهادَ تُطاوِلُ الآكاما |
|
وَرَجا فَأَقدَمَ كَي يُعِزُّ بِلادَهُ | |
|
| وَرَآكَ عَن بُعدٍ فَخابَ وَخاما |
|
لَمّا تَيَقَّنَ مَن أَشَدُّ شَكيمَةً | |
|
| عِندَ النِزالِ وَمَن أَلَدُّ خِصاما |
|
فَاِعتاضَ مِن خُيَلائِهِ بِتَخَيُّلٍ | |
|
| وَرَأى الرَدى خَلفاً لَهُ وَأَماما |
|
فَلِذا اِستَجارَكَ كَي يَفوزَ بِنَفسِهِ | |
|
| فَأَطَعتَ فيها الواحِدَ العَلّاما |
|
كانَت مُحَلَّلَةً فَحينَ حَمَيتَها | |
|
| صارَت عَلى البيضِ الرِقاقِ حَراما |
|
لاقى البَوارَ فَعاذَ بِالعَفوِ الَّذي | |
|
| يَمحو الذُنوبَ وَيَغفِرُ الإِجراما |
|
وَمَضى مُضِيَّ الطَيرِ يَطلُبُ وَكرَهُ | |
|
| يَلحى القِتالَ وَيَحمَدُ الإِحجاما |
|
مُتَحَقِّقاً أَن لَو دَعَوتَ مَليكَهُ | |
|
| لَأَتاكَ إِسلاماً أَوِ اِستَسلاما |
|
هِيَ فَعلَةٌ ما أَنتَ مَأمومٌ بِها | |
|
| لَو لَم يَكُن مَلِكُ المُلوكِ إِماما |
|
وَبِحُكمِهِ فيهِم حَكَمتَ مُبَيِّناً | |
|
| عَزماً يَحوزُ القَهرَ وَالإِنعاما |
|
أَغنى سُيوفَكَ عَن فِراقِ غُمودِها | |
|
| وَجِيادَكَ الإِسراجَ وَالإِلجاما |
|
وَلَقَد لَقيتَ جَمائِعاً فَشَلَلتَها | |
|
| فَرداً كَما شَلَّ الخَميسُ نَعاما |
|
وَطَعَنتَ فيهِم حاسِراً لا تَتَّقي | |
|
| وَخزَ الرِماحِ وَلا تَهابُ سِهاما |
|
وَنَحاكَ سَهمٌ عارَضَتهُ مُديَةٌ | |
|
| لُطفاً بِنا فَثَنَتهُ عَمّا راما |
|
لَو أَنَّ بِسطاماً رَآكَ وَعامِراً | |
|
| وَاللَذ فَعَلتَ لَأَوسَعاكَ مَلاما |
|
هَل تَبتَغي بَدَلاً بِمُهجَتِكَ الَّتي | |
|
| وِجدانُها قَد شَرَّدَ الإِعداما |
|
أَم خِلتَ أَنَّ المَجدَ لَيسَ يَنالُهُ | |
|
| مَن لا يَكونُ عَلى الرَدى هَجّاما |
|
لَو أَصحَروا لَم تَحوِ أَنطاكِيَّةٌ | |
|
| إِلّا أَرامِلَ تَكفُلُ الأَيتاما |
|
دونَ الَّذي أَمَلوا حُسامٌ صارِمٌ | |
|
| وَوَحِيُّ عَزمٍ يَسبِقُ الأَوهاما |
|
ماضٍ يُزيلُ الهَمَّ إِن خَطبٌ عَرا | |
|
| وَوَراءَهُ ضَربٌ يُطيرُ الهاما |
|
وَأُسودُ هَيجاءٍ إِذا قَصَدَت وَغىً | |
|
| حَمَلَت عَلى أَكتافِها الآجاما |
|
ما ضَرَّهُم لَمّا تَناسَبَ فِعلُهُم | |
|
| في الرَوعِ أَن يَتَباعَدوا أَرحاما |
|
إِن طالَما آثَرتَهُم فَلَطالَما | |
|
| خاضوا الرَدى وَتَحَمَّلوا الآلاما |
|
تُصليهِمُ نارَ الحُروبِ مُغَرِّراً | |
|
| بِهِمُ وَإِن كانوا عَلَيكَ كِراما |
|
لا يَسلُبونَ سِوى النُفوسِ كَفَتهُمُ | |
|
| نِعَمٌ جَنَوها مِن يَدَيكَ جِساما |
|
تَهذيبُ نَصرٍ إِنَّهُ المَلِكُ الَّذي | |
|
| يُسني اللُهى وَيُعَلِّمُ الإِقداما |
|
وَيَكونُ لِلراجي هَياةً حُلوَةً | |
|
| وَلِمَن طَغى فَبَغى عَلَيهِ حِماما |
|
مَن لا يَرى أَنَّ الجَميلَ فَضيلَةٌ | |
|
| مَعدودَةٌ حَتّى يَكونَ لِزاما |
|
في الجودِ وَالإِقدامِ لا يَصغو إِلى | |
|
| حَزمٍ وَلا يُصغي إِلى مَن لاما |
|
هِيَ صَبوَةٌ كَثُرَ العِتابُ لِأَجلِها | |
|
| أَوفى الهَوى ما كَثَّرَ اللُوّاما |
|
يا نَصرُ إِنَّ النَصرَ خَلفَكَ ظاعِنٌ | |
|
| أَنّى ظَعَنتَ وَإِن أَقَمتَ أَقاما |
|
أَقدَمتَ حَتّى لَم تَجِد مُتَقَدَّماً | |
|
| وَهَمَمتَ حَتّى ما تَرَكتَ هُماما |
|
وَحَسَمتَ داءً لا يُصابُ دَواؤُهُ | |
|
| لَو غَيرُكَ الآسي لَكانَ عُقاما |
|
وَقَدِمتَ مَنصوراً فَزالَت غُمَّةٌ | |
|
| وَحَلَلتَ مِن بَعضِ القُنوطِ غَماما |
|
وَحياً أَزالَ المَحلَ يَتلو عارِضاً | |
|
| فاقَ الغُيوثَ تَبَجُّساً وَدَواما |
|
هامٍ يَشِفُّ البِشرُ عَن أَمواهِهِ | |
|
| وَالغَيمُ يُحمَدُ أَن يَكونَ رُكاما |
|
وَإِذا السَحابُ الجَونُ أَظلَمَ أُفقُهُ | |
|
| أَلفَيتَهُ مُتَهَلِّلاً بَسّاما |
|
وَيَبينُ لِلرُوّادِ أَبيَضَ ساطِعاً | |
|
| لَولا تَدَفُّقُهُ لَظُنَّ جَهاما |
|
كَم قَد أَخَفتَ وَما صَبَحتَ بِغارَةٍ | |
|
| أَهلَ العِنادِ وَما ذَعَرتَ سَواما |
|
قامَت مَقامَ البَطشِ فيهِم هَيبَةٌ | |
|
| تَنفي الظَلامَ وَتَكشِفُ الإِظلاما |
|
سَنَّت بِسُنَّتِكَ الوُلاةُ فَما أَتَت | |
|
| حَيفاً وَأَعدى عَدلُكَ الحُكّاما |
|
فَجَميعُ أَهلِ الأَرضِ مُذ سَمِعوا بِهِ | |
|
| تَرَكوا البِلادَ وَيَمَّموا ذا الشاما |
|
إِنَّ الرَعايا مُذ مَلَكتَ تَقَيَّلوا | |
|
| مِن ظِلِّ عِزِّكَ يَذبُلاً وَشَماما |
|
أَمناً أَنامَ الساهِرينَ وَقَبلَهُ | |
|
| خَوفٌ لَعَمرُكَ أَسهَرَ النُوّاما |
|
مَعَ أَنعُمٍ لَو لَم تَكُن مَوصولَةً | |
|
| لَتَوَهَّموا يَقَظاتِهِم أَحلاما |
|
تَفديكَ مِن غَيرِ النَوائِبِ أَنفُسٌ | |
|
| أَنتَ الَّذي أَوطَنتَها الأَجساما |
|
وَمُمَوَّلٌ عَبَدَ الثَراءَ فَعَدَّهُ ال | |
|
| راجونَ فيمَن يَعبُدُ الأَصناما |
|
أَوَما دَرى أَنَّ الثَراءَ يَزيدُهُ | |
|
| هوناً إِذا ما زادَهُ إِكراما |
|
أَدنَيتَ لي الحَظَّ الَّذي عَهدي بِهِ | |
|
| وَإِذا دَنا يَوماً تَأَخَّرَ عاما |
|
وَبَلَغتَ بي أَقصى الغِنى هِمّاً وَقَد | |
|
| قَصَّرتُ عَنهُ يافِعاً وَغُلاما |
|
وَوَجَدتُ دُرَّ المَأثُراتِ مُبَدَّداً | |
|
| حَتّى جَعَلتُ لَهُ القَريضَ نِظاما |
|
أَبلِ اللَيالِيَ وَاِستَجِدَّ وَلا تُبَل | |
|
| قَعَدَ المُنافِسُ راضِياً أَم قاما |
|
ما في البَسيطَةِ مَن يُساجِلُكَ العُلى | |
|
| شَتَّ المَدى مَرمىً وَعَزَّ مَراما |
|
خالَفتَ أَملاكاً إِذا ما فاخَروا | |
|
| عَدّوا مَآثِرَ قَد عَفَت وَعِظاما |
|
وَكَفاكَ سُؤدُدُكَ الَّذي لا يُدَّعى | |
|
| أَن تَذكُرَ الأَخوالَ وَالأَعماما |
|
مَعَ أَنَّهُم قَد سَطَّروا في المَجدِ ما | |
|
| أَفنى الطُروسَ وَأَتعَبَ الأَقلاما |
|
فَهُمُ كِتابٌ لِلفَضائِلِ جامِعٌ | |
|
| وَأَراكَ مِن مِسكٍ عَلَيهِ خِتاما |
|