دَعوا القَولَ فيمَن جادَ مِنّا وَمَن ضَنّا | |
|
| فَلَيسَ بِبِدعٍ أَن أَسَأتُم وَأَحسَنّا |
|
بَلى عَجَبٌ في الحالَتَينِ رَجاؤُنا | |
|
| لَكُم لَيتَهُ يَأسٌ وَيَأسُكُمُ مِنّا |
|
فَكُلٌّ رَأى طُرقَ الهَوى غَيرَ أَنَّكُم | |
|
| تَأَخَّرتُمُ عَن قَصدِها وَتَقَدَّمنا |
|
وَقَد عَلِمَ التَوديعُ أَنَّ أَشَحَّنا | |
|
| بِصاحِبِهِ إِذ جَدَّ أَسمَحُنا جَفنا |
|
وَكانَت دُموعُ العَينِ بيضاً كَغَيرِها | |
|
| فَلَمّا تَلَوَّنتُم عَلَينا تَلَوَنّا |
|
فَلا تُلزِمونا مَينَ واشٍ وَشى بِنا | |
|
| خُذوا الحَقَّ مِنّا في المَوَدَّةِ إِن مِنّا |
|
لَئِن كُنتُ في الحُبِّ المُضِرِّ بِمُهجَتي | |
|
| بِلا جَسَدٍ مُضنىً فَلي حَسَدٌ مُضنا |
|
كَذاكَ إِذا يَمَّمتُ بِالرَكبِ مَنزِلاً | |
|
| أَجابَت دُموعي قَبلَ أَن أَسأَلَ المَغنا |
|
فَحَيّا وَدَنّا اللَهُ حَيّاً عَلى اللِوى | |
|
| بِحُبِّ كَحيلِ الطَرفِ مِن سِربِهِ دِنّا |
|
لَهُ نَظَرٌ يَثني العِدى عَن فَريقِهِ | |
|
| وَلا مُنكَرٌ لِلطَعنِ أَن يَمنَعَ الطَعنا |
|
وَرُبَّ جَمالٍ فِتنَتي في اِفتِتانِهِ | |
|
| فَلا زِلتُ مَفتوناً وَلا زالَ مُفتَنّا |
|
تَحَقَّقتُ أَنَّ الوَردَ يُجنى بِخَدِّهِ | |
|
| وَلَم أَدرِ أَنَّ المَوتَ مِن صَدِّهِ يُجنا |
|
تَباعَدَ هَجراً وَالدِيارُ قَريبَةٌ | |
|
| فَيا طولَ أَشواقي إِلى الأَبعَدِ الأَدنا |
|
وَنَفسي عَلى العِلّاتِ في القُربِ وَالنَوى | |
|
| فِداءُ الَّذي مَنّى زَماناً وَما مَنّا |
|
فَأَلّا اِقتَفى أَفعالَ زَيدِ بنِ أَحمَدٍ | |
|
| مُكَمِّلِ ما فيهِ مِنَ الحُسنِ وَالحُسنا |
|
فَكَم سُنَّةٍ مَأثورَةٍ سَنَّ في النَدى | |
|
| وَكَم غارَةٍ شَعواءَ في مالِهِ شَنّا |
|
رَأى الدَهرَ وَثّاباً عَلى كُلِّ ما رَأى | |
|
| وَأَخنى عَلى ما حازَ وَالدَهرُ ما أَخنا |
|
فَلَو سيلَ عَن أَمجادِهِم مَن أَعَفُّهُم | |
|
| لِما في يَدَيهِ قالَ زَيدٌ وَما اِستَثنا |
|
إِذا عَنَّ مَجدٌ كانَ أَطوَلَهُم يَداً | |
|
| وَإِن عَزَّ قَولٌ كانَ أَحضَرَهُم ذِهنا |
|
يَروقُكَ مَرأىً ثُمَّ يَستُرُ حُسنَهُ | |
|
| فَتَلقى مِنَ الإِحسانِ ما يَفضُلُ الحُسنا |
|
ضَميرٌ عَلى غَيرِ السَلامَةِ ما اِنطَوى | |
|
| وَقَلبٌ إِلى غَيرِ الفَضائِلِ ما حَنّا |
|
جَديرٌ بِإِذلالِ الخُطوبِ إِذا سَطا | |
|
| عَليمٌ بِإِضمارِ الغُيوبِ إِذا ظَنّا |
|
إِذا هُزَّ مَن يُرجى لُهاهُ فَعِندَهُ | |
|
| غُصونُ اِرتِياحٍ لا تُهَزُّ وَلا تُحنا |
|
أَيا مُبدِلَ العافينَ مِن فَقرِهِم غِنىً | |
|
| وَمِن ذِلِّهِم عِزّاً وَمِن خَوفِهِم أَمنا |
|
وَياذا العَطايا تَستَقِلُّ جَزيلَها | |
|
| فَما تُتبِعُ المَنَّ اِعتِداداً وَلا مَنّا |
|
كَفى الناسَ مِن عُلياكَ قَومٌ غِناهُمُ | |
|
| فَقَرّوا وَعَنّى كاذِبُ الظَنِّ مَن عَنّا |
|
هُمُ حاوَلوا الحَمدَ الَّذي أَنتَ أَهلُهُ | |
|
| بِكُلِّ فِعالٍ يوجِبُ الذَمَّ وَاللَعنا |
|
فَفازوا مِنَ البَحرِ الَّذي جُبتِ لُجَّهُ | |
|
| إِلى الحَمدِ بِالمَوجِ الَّذي أَغرَقَ السُفنا |
|
قَضى اللَهُ في الدُنيا لَهُم ذَمَّ أَهلِها | |
|
| وَيَومَ الحِسابِ لا يُقيمُ لَهُم وَزنا |
|
لِأَعضائِنا شُغلٌ لِمَجدِكَ شاغِلٌ | |
|
| عَنِ الدينِ وَالدُنيا إِذا ذِكرُهُ عَنّا |
|
فَمِن ناظِرٍ يَرنو وَمِن مِسمَعٍ يَعي | |
|
| وَمِن مِقوَلٍ يُثني وَمِن خِنصَرٍ تُثنا |
|
وَلَو لَم يَضِح مَعنى النَدى بِكَ لِلوَرى | |
|
| لَكانَ عَلى عاداتِهِ اِسماً بِلا مَعنا |
|
فَلا سَقَتِ الأَنواءُ رائِدَ نُجعَةٍ | |
|
| رَأى الغَيثَ في كَفَّيكَ وَاِنتَجَعَ المُزنا |
|
وَإِنّا لَمَفضولونَ وَالفَضلُ بَيِّنٌ | |
|
| إِذا نَحنُ قِسنا ما تَقولُ بِما قُلنا |
|
غَرائِبُ فِكرٍ لَم يَجُل قَطُّ مِثلُها | |
|
| بِفِكرٍ وَلَم يُتحِف لِسانٌ بِها أُذنا |
|
يَرى حَزنَها سَهلاً وَأَفضَلُ مَن يَرى | |
|
| وَإِن لَجَّ في الدَعوى يَرى سَهلَها حَزنا |
|
بَدائِعُ لا تَدري أَزَيدٌ أَفادَها ال | |
|
| مَلاحَةَ أَم صاغَ القَريضُ لَها لَحنا |
|
تُهَيِّجُ لي الأَطرابَ عِندَ سَماعِها | |
|
| إِلى أَن نَظُنَّ أَنَّ مُنشِدَها غَنّا |
|
وَكَم أَخَذَت بي في فُنونٍ كَثيرَةٍ | |
|
| مَساعيكَ لَمّا رُمتُ مِن وَصفِها فَنّا |
|
فَيا مَن حَباني الفَضلَ في بَعضِ ما حَبا | |
|
| فَأَيقَنتُ أَنَّ الوَفرَ أَيسَرُ ما أَقنا |
|
تَجاوَز إِذا أَخَّرتُ مَدحَكَ حِشمَةً | |
|
| لِتَقصيرِهِ عَن كُنهِ قَدرِكَ لا ضَنّا |
|
وَزَعتُ رَجائي عَن نَدى كُلِّ باخِلٍ | |
|
| يُنَوِّلُ بِاليُسرى وَيَسلُبُ بِاليُمنا |
|
وَوَفَّرتُ قِسمي مِن صَفاءٍ مَوَدَّةٍ | |
|
| مَكاني بِها الأَعلى وَحَظّي بِها الأَسنا |
|
إِذا خِفتُ كانَت لي مَجَنّاً مِنَ الرَدى | |
|
| وَإِن رُمتُ أَثمارَ الغِنى فَهيَ لي مَجنا |
|
وَإِنّي مَتى حاوَلتُ سَيبَكَ ظالِمٌ | |
|
| وَفي بَعضِ ما نَوَّلتَني مِنهُ ما أَغنا |
|
فَجُد بِالعَطايا عَن أَمانِيَّ عَمَّها | |
|
| جَميلُكَ لا أَنّي أَسَأتُ بِكَ الظَنّا |
|
وَلَكِن أَرى غَبناً لِمالِكَ أَخذَهُ | |
|
| بِما فُقتَني فيهِ وَما أَشتَهي الغَبنا |
|
كَفاكَ الإِلَهُ في أَجَلِّ هِباتِهِ | |
|
| صُروفَ الرَدى ما أَطلَعَت دَوحَةٌ غُصنا |
|
فَتىً يَمَّمَت أَفعالُهُ المَجدَ ناشِئاً | |
|
| إِلى أَن عَلا في كَسبِهِ مَن عَلا سِنّا |
|
هُوَ الأَبيَضُ الصَمصامُ عَزماً وَهِزَّةً | |
|
| وَإِن كانَ يَحكي لَونُهُ الأَسمَرَ اللَدنا |
|
سَمَت رُتبَةُ الأَيّامِ مُنذُ أَتَت بِهِ | |
|
| وَقَدرُ المَعالي مُنذُ صارَ بِها يُكنا |
|
أَمِنّا بِكَ الدَهرَ المَخوفَ فَكُلَّما | |
|
| دَعا لَكَ داعِ بِالسَلامَةِ أَمَّنّا |
|
وَرُعنا بِكَ الأَحداثَ حَتّى كَأَنَّما | |
|
| حَطَطنا عَلى الأَحداثِ مِن يَذبُلٍ رُكنا |
|
بَقيتَ بِرَغمِ الحاسِدينَ مُؤَهَّلاً | |
|
| لِإِعدادِ ما يَبقى وَإِنفادِ ما يَفنا |
|
مُطِلّاً عَلى الدَهرِ الَّذي أَنتَ عَينُهُ | |
|
| وَمُستَخدِماً فيهِ السَعادَةَ وَاليُمنا |
|