أَمّا الزَمانُ فَفي يَدَيكَ عِنانُهُ | |
|
| يا أَيُّها المَلِكُ المُعَظَّمُ شانُهُ |
|
ذَلَّلتَ جامِحَهُ فَصارَ كَما تَرى | |
|
| لا جَورُهُ يُخشى وَلا عُدوانُهُ |
|
وَأَرَيتَهُ السُنَنَ الحَميدَةَ رادِعاً | |
|
| عَن ضِدِّها فَتَقَلَّبَت أَعيانُهُ |
|
إِن ذَمَّ سائِرَ مَن يَراهُ فَإِنَّهُ | |
|
| يُثني عَلَيكَ وَلا يَكِلُّ لِسانُهُ |
|
لا غاضَ ذا المُلكُ العَقيمُ فَإِنَّهُ | |
|
| بَحرٌ وَأَملاكُ الدُنا خُلجانُهُ |
|
طُلهُم فَإِنَّكَ مَعدِنُ الشَرَفِ الَّذي | |
|
| أَخبارُهُ عَجَبٌ فَكَيفَ عِيانُهُ |
|
أوتيتَ في أُفُقِ العَلاءِ مَحَلَّةً | |
|
| لا يَدَّعي إِدراكَها كِيوانُهُ |
|
فَاِسلَم لِمُلكٍ صِدقُ عَزمِكَ حِصنُهُ | |
|
| وَعَلى سُيوفِكَ لا نَبَت إِحصانُهُ |
|
وَرَعِيَّةٍ أَنسَيتَها مُذ حُطتَها | |
|
| زَمَناً تَشيبُ لِهَولِهِ وَلِدانُهُ |
|
فَمَقيلُهُم بِفَناءِ دَوحٍ لَم يَزَل | |
|
| عَذباً جَناهُ ظَليلَةً أَفنانُهُ |
|
وَعَشيرَةٍ ظَنّوا خِلافَكَ فُرصَةً | |
|
| طَوعَ الهَوى فَأَضَلَّهُم شَيطانُهُ |
|
وَدَواؤُهُم ما شاهَدوهُ وَداؤُهُم | |
|
| إِنكارُ حَقٍّ واجِبٍ عِرفانُهُ |
|
فَلَقَد أَطاعَكَ مَن أَحَبَّ حَياتَهُ | |
|
| فَنَجا وَأَردى حائِناً عِصيانُهُ |
|
وَلَوَ اِنَّهُم ذَلّوا لِعِزِّ مَليكِهِم | |
|
| لا زالَ يَقهَرُ مَن بَغى سُلطانُهُ |
|
لَمَحا ذُنوبَهُمُ وَجَمَّعَ شَملَهُم | |
|
| بَعدَ الشَتاتِ حُنُوُّهُ وَحَنانُهُ |
|
لا يَطمَعَن في حُسنِ عَفوِكَ طامِعٌ | |
|
| حَتّى يُماثِلَ سِرَّهُ إِعلانُهُ |
|
وَليَسلُهُ مَن لا يُفارِقُ غِلَّهُ | |
|
| حَتّى يُفارِقَ روحَهُ جُثمانُهُ |
|
وَليَتبَعَنَّ رِضاكَ غَيرَ مُوارِبٍ | |
|
| مَن في يَمينِكَ خَوفُهُ وَأَمانُهُ |
|
فَلَأَنتَ مَن يَأبى النِفاقَ فَلَم يَعِش | |
|
| في ظِلِّهِ مَن لَم تَمُت أَضغانُهُ |
|
وَغَناءُ مَن أَصبَحتَ عَنهُ مُعرِضاً | |
|
| كَغَناءِ رُمحٍ بانَ عَنهُ سِنانُهُ |
|
فَليُصحِبوا لَكَ رَغبَةً أَو رَهبَةً | |
|
| فَلَطالَما ضَرَّ الجَوادَ حِرانُهُ |
|
لَو أَنَّ غَيرَكَ رامَهُم لَتَصَعصَعَت | |
|
| أَعوانُهُ وَتَضَعضَعَت أَركانُهُ |
|
وَهُمُ الأُلى ما أَشرَعوا صُمَّ القَنا | |
|
| في مَأزِقٍ إِلّا وَهُم فُرسانُهُ |
|
أَبطالُ صَعصَعَةٍ حُماةُ رَبيعَةٍ | |
|
| في حَيثُ يُزري بِالجِبانِ جَنانُهُ |
|
مِن كُلِّ مُختَبَرِ المَضاءِ مُجَرَّبٍ | |
|
| يَحمي حِماهُ ضِرابُهُ وَطِعانُهُ |
|
مَن يَنثَني وَمِنَ النَجيعِ مُدامُهُ | |
|
| طَرَباً وَما طَبَعَ القُيونُ قِيانُهُ |
|
لَيثٌ وَفي خَلَلَ الوَشيجِ عَرينُهُ | |
|
| وَفَنيقُ حَربٍ وَالمَكَرُّ عِرانُهُ |
|
ما أَمَّ قَفراً لَم تَجَفَّل أَسدُهُ | |
|
| فَرَقاً كَما جَفَلَت بِهِ ظِلمانُهُ |
|
غُرّوا بِأَن عَقّوا سِواكَ وَأَسرَفوا | |
|
| وَعُقوقُ مِثلِكَ مُعوِزٌ إِمكانُهُ |
|
فَأَتَت عَزائِمُ لَو قَرَعنَ مُتالِعاً | |
|
| لَتَهافَتَت هَضَباتُهُ وَرِعانُهُ |
|
لِمُؤَيَّدِ الإِقدامِ بِالرَأيِ الَّذي | |
|
| لَم يَأتِهِ عَمروٌ وَلا وَردانُهُ |
|
وَنَصِيَّةِ البَيتِ الَّذي طالَ السُهى | |
|
| وَعَلا الثُرَيّا صاعِداً بُنيانُهُ |
|
أَوتادُهُ بيضُ الظُبا وَعِمادُهُ | |
|
| بَعضُ الرِماحِ وَبَعضُها أَشطانُهُ |
|
مِن مَعشَرٍ لَم يُطوَ مُهرَقُ سُؤدُدٍ | |
|
| إِلّا وَطَيِّبُ ذِكرِهِم عُنوانُهُ |
|
وَإِذا اِنتَهى دَهرٌ فَهُم أَعيانُهُ | |
|
| وَإِذا أَتى خَيرٌ فَهُم أَعوانُهُ |
|
وَإِذا أَتَوا بَلَداً جَديباً أَخصَبَت | |
|
| فيهِ رُباهُ وَأُتئِقَت غُدرانُهُ |
|
لَو لَم تَفُز بِهِمُ العُفاةُ لَما دَرى | |
|
| مُتَطَلِّبُ المَعروفِ أَينَ مَكانُهُ |
|
لَم يَجحَدِ الأَعداءُ واضِحَ مَجدِهِم | |
|
| كَيفَ الجُحودُ وَسابِقٌ بُرهانُهُ |
|
مَن خُصَّ بِالشَرَفِ الَّذي ظَنَّت بِهِ | |
|
| زُهرُ الكَواكِبِ أَنَّها جيرانُهُ |
|
مَمنوعَةٌ أَحوالُهُ مَتبوعَةٌ | |
|
| أَقوالُهُ مُتَتابِعٌ إِحسانُهُ |
|
ما إِن يُغادي العِلمَ أَو يَحوي الغِنى | |
|
| حَتّى يَفيضَ بَيانُهُ وَبَنانُهُ |
|
لا خابَ آمِلُهُ وَلا خَبَّ الرَدى | |
|
| يَوماً إِلَيهِ وَلا خَبَت نيرانُهُ |
|
يا عَونَ مَن غَدَرَت بِهِ أَيّامُهُ | |
|
| وَمُعينَ مَن تَنبو بِهِ أَوطانُهُ |
|
أَغنَيتَ عَن مُرِّ السُؤالِ وَحُلوِهِ | |
|
| بِنَدىً يَزيدُ عَلى الحَيا تَهتانُهُ |
|
هُوَ كَالغَوادي لا تَمُنُّ إِذا هَمَت | |
|
| لا كَالغَمامِ تَباعَدَت أَحيانُهُ |
|
لِمَ لا أُبالِغُ في مَديحِكَ مُطنِباً | |
|
| وَالشِعرُ طِرفٌ خاطِري مَيدانُهُ |
|
أُثني عَلَيكَ بِما أَنالَتني يَدٌ | |
|
| بِكرُ الغِنى مِن سَيبِها وَعَوانُهُ |
|
فَليَعذِرِ المَولى الَّذي خالَفتُهُ | |
|
| فَأَذَعتُ جوداً رَأيُهُ كِتمانُهُ |
|