لَقَد ضَلّ مَن يَسترقّ الهَوى | |
|
| وَعَبدُ الغَرامِ طَويلُ الشَّقا |
|
وَكَيفَ أَحلُّ بِدارِ الصَّواب | |
|
| وَلي همّةٌ تزدري بالذُّرا |
|
وتُظْلِمُ دونِيَ طُرْقُ الصّواب | |
|
| وَمِنّي اِستَعارَ النَّهار السَّنا |
|
رُويدَكِ يا خُدُعاتِ الزّمانِ | |
|
| كَفاني فِعالُكِ فيمَن مَضى |
|
جَذبتِ عَنانَ شَديد الجُموحِ | |
|
| وَراوَدتِ مُستَهزِئاً بالرُّقى |
|
يَعُدُّ الغِنى منك غُرمَ العقولِ | |
|
| وَأَنّ ثَراءك مِثلُ الثرى |
|
ومَنْ مَلأت سَمعَه الذابلاتُ | |
|
| وَقَرعُ الظبا لَم يَرُعْه الصَّدى |
|
رَمى الدَهرُ بي في فَمِ النائباتِ | |
|
| كأنِّيَ في مُقلَتيهِ قَذى |
|
وَلَم يَدرِ أنّيَ حتفُ الحُتوف | |
|
| وَأَردَيتُ بِالسّيف عُمْرَ الرّدى |
|
وَأَنّي لَبِستُ ثِيابَ العَراء | |
|
| وَلا مُؤْنسٌ لِيَ غيرُ المَها |
|
وَقَلبٌ نَبا عَنهُ كَيدُ الزّمانِ | |
|
| فَما للمُنى في رُباهُ خُطا |
|
إِذا نازَعَتني خُطوبُ الزَّمان | |
|
| مَلأتُ بِهِ فُرُجاتِ المَلا |
|
أُلوِّحُ بِالنَّقعِ وَجهَ النهارِ | |
|
| وَأَحسرُ بالبيضِ وَجهَ الدجى |
|
عَلى سابِحٍ في بِحارِ المنونِ | |
|
| كفيلٍ بِوَطء الشَّوى بالشّوى |
|
أَنالُ بِهِ فائِتاتِ الوُحوش | |
|
| وَأَلمسُ مِن صَفحَتيه السُّها |
|
إِذا ما نَظَرتُ إِلى لَونِهِ | |
|
| رَأيتُ الدُّجى قَد تردّى الضُّحى |
|
عَذيريَ مِن مدّعٍ لِلعُلى | |
|
| وَلَم يَحنِ السَّير ظهرَ السُّرى |
|
وَلا حَملتهُ ظُهورُ الجِياد | |
|
| ولا رَوِيتْ في يَديهِ الظّبا |
|
وَما كلُّ ذي عَضُدٍ باطشٌ | |
|
|
وَبَعض الأَنامِ الّذي تَرتَضيهِ | |
|
| وَبَعض الرؤوسِ مَغاني الحِجى |
|
فَكَم مِن طَريرٍ يَسوء الخبيرَ | |
|
| وَكَم فَرَسٍ لا يُجارى العَفا |
|
دَعِ الفِكرَ فيمَن أَعَلَّ الزّمانُ | |
|
| وَإِلا فَقُم بِاِعتِدال الشِّفا |
|
|
| بِأَخفى التحلّي مَكانَ الحُلى |
|
وَلَلطبعُ أَقهرُ مِن طابعٍ | |
|
| وَطرف الهَوى ما خَلا من عمى |
|
سَقى اللَّهُ مَنزلَنا بِالكثيب | |
|
| بِكَفِّ السّحائِب غَمْرَ الحيا |
|
مَحلّ الغيوثِ وَمَأوى اللّيوث | |
|
| وَبحرُ النّدى وَمَكان الغِنى |
|
فَكَم قَد نعمت بِه ما اِشتهيْ | |
|
|
تُعانِقُني منهُ أَيدي الشّمال | |
|
| وَيَلثِمُ خدّي نَسيمُ الصَّبا |
|
وَكَم وَردتهُ رِكابُ العُفاةِ | |
|
| فَأَصدرتها بِبلوغِ المُنى |
|
إِذا ما طَمَتْ بِيَ أَشواقُه | |
|
| دَعوتُ الحُسينَ فَغاضَ الأسى |
|
|
| بِطرقِ المَكارم صمّ الصَّفا |
|
يَجودُ بِما عَزَّ مِن مالِهِ | |
|
| فإنْ سِيلَ أَدنى علاهُ أَبى |
|
وَيَوماهُ في الفَخرِ مُستَيقنان | |
|
| فَيومُ العَطاءِ ويومُ الوغى |
|
يُفيض بِهذا جزيلَ الحِباءِ | |
|
| وَيُقري بِهذا القَنا في القَرا |
|
تَعرّف في الخلقِ بِالمَكرُمات | |
|
| فَأَغنَتهُ عَن رائِقاتِ الكُنى |
|
وَأَخرَسَ بِالمجدِ قَولَ العُداة | |
|
| وَأَنطقَ خُرسَ اللَّها باللُّها |
|
أَيا مَن كَبا فيهِ طِرفُ الحسود | |
|
|
تَمنّى أَعادِيكَ ما فارَقوه | |
|
| وَمِن دونِ ما أمَّلوه العُلى |
|
وَعِرضٌ يمزِّقُ مِرْطَ العُيوب | |
|
| وَيَهتِكُ عَنهُ برودَ الخَنا |
|
وَلَولا عُلوُّك عَن قَدرِهم | |
|
| لَحَكَّمتَ فيهِم طِوالَ القنا |
|
وَأَلحَظْتَ أعيُنَهم غُرّةً | |
|
| تفارقُ مِنها الجسومُ الطُلى |
|
لَقَد عَصَمتهُمْ سفاهاتُهُمْ | |
|
| وكهفُ السَّفاهة بِئسَ الحِمى |
|
أَبَى اللَّه وَالمجدُ والمشرفيُّ | |
|
| وسُمرُ الرّماح مُرادَ العدا |
|
|
| بِصدقِ اليقينِ وصدقِ التُقى |
|
فَهَذا بِه تَستَضيء السّنون | |
|
| وَأَنتَ بِمَجدكَ فَخرُ الوَرى |
|
وَلَو فَطنَ الناسُ كنتَ السّوا | |
|
| دَ مِن كلِّ طرفٍ مَكان المُقا |
|
فَعِش عيشَةَ الدَّهرِ يا طرفَه | |
|
| عَميمَ المَكارمِ ماضي الشَّبا |
|
وَلا يَصبِرنَّكَ هَذا الزّمان | |
|
| وأَنتَ المَطَا وَالأنام الصَّلا |
|