قِفْ بالرّكائِبِ أو سُقْها بِتَرْتِيبِ | |
|
| عَسى تَسير إلى الحيّ الأعاريبِ |
|
وَاسْأَلْ نَسيما ثَنَتْ أَعْطَافَنَا سَحَراً | |
|
| مِنْ أَيْنَ جاءَتْ ففِيها نَفْحَةُ الطِّيبِ |
|
وفي الركائبِ مَطْوِيٌّ على حُرقٍ | |
|
| يَلْحقْنَ مُرْد الهَوى العُذْرِي بالشِّيبِ |
|
يَلْقى الفُرَاقَ بِصَبْرٍ غَيْرِ منْتصرٍ | |
|
| على النّوَى وبِوَجْدٍ غير مَغْلوبِ |
|
يا ربّة الهَوْدَج المَحْميّ جَانبه | |
|
| إِلامَ حُبّكَ يُغْريني ويُغْري بي |
|
ظَنَنْتُ إنّ شَبابِي فيكَ يَشْفَعُ لي | |
|
| وإنَّ جُودَ يَدِي يَقْضِي بِتَقْرِيبي |
|
وقعْتِ بي وبآمالي عَلى خِدَعٍ | |
|
| مِنَ المُنَى بَيْنَ تَصْدِيقِ وتكْذيبِ |
|
وَأنّ أبْعدَ حالاتِ المحبَّةِ أنْ | |
|
| يَلْقى الوَفاءَ مُحِبٌّ عِنْدَ مَحْبُوبِ |
|
كَمْ قَدْ شَقِيتُ بِعُذّالي عَلَيكَ وكَمْ | |
|
| شَقوا بِصَدّي وإعْراضي وتَقْطِيبي |
|
أَسْعى إِلَيْكَ وَيَسْعَى بي مَلامُهُمُ | |
|
| فَإِنّني بَيْنَ تأويبٍ وتأنيبِ |
|
صَدَّتْ بِلاَ سَبَبٍ عَنّي فَقُلْتُ لَهَا | |
|
| يا أُخْتَ يُوسُفَ ما لِي صَبْرَ أَيُّوبِ |
|
تَرَحَّلي أَو أَقيمي أَنْتِ لي سَكَنٌ | |
|
| وَأَنْتِ غايةُ آمالي ومَطْلوبِي |
|
شَيْئانِ قَدْ أمِنّا مِنْ ثالثٍ لَهُما | |
|
| وَجْدي عَليكِ وإحْسانُ ابن يَعْقوبِ |
|
أَغرّ لا الوَعْدُ مَمْطولٌ لديهِ وَلَا | |
|
| أُسْلُوبه في النَّدى عَنِّي بِمَسْلُوبِ |
|
إذا سَطا قُلْتُ يا أُسْدَ العَرينِ قِفي | |
|
| وَإنْ بَدَا قُلْتُ يَا شَمْسَ الضُّحَى غِيبي |
|
يَبيتُ بِالبأسِ مِنْهُ البِشْرُ مُبتسماً | |
|
| والسّيْفُ غَيْرُ صَقيلٍ غَيْرُ مَرْهوبِ |
|
صُمّ المسائِل فِي يَوْمِ الجِدالِ لَهُ | |
|
| أَمْضى وأنفذ مِنْ صُمّ الأَنَابِيبِ |
|
يَا مَنْ لَهُ الودّ مِنْ سِرّي وَمِنْ عَلَني | |
|
| وَمَنْ إِلى بابِهِ شدّي وتَقْرِيبي |
|
كَمْ رُمْتُ لَوْلاَ اشْتياقي إن تُباعِدني | |
|
| لِكي تَرى صِدْقَ ودّي بَعْد تجريبي |
|
بِكَ انْتصرْتُ عَلى الأَيَّام مُقْتَدِراً | |
|
| فَبِتْنَ مِنِّي بحدٍّ جِدّ مَرْهُوبِ |
|
وَأَنْتَ أَتْقَنْتَ بالإِحْسانِ تَرْبِيتي | |
|
| وأَنْتَ أَحْسَنْتَ بالإِتْقانِ تأديبي |
|
وأَنْتَ أكْسَبتني رأياً غَنيتُ بِهِ | |
|
| عَنْ أَن أُكَابِدَ مِنْ هَوْلِ التّجاريب |
|
فاسألْ مَعانيكَ عَنِّي فَهْيَ تَخْبرُني | |
|
| تُخْبِرُكَ عَنْ كَرمٍ مِنْهُنَّ مَوْهُوبِ |
|
مَنْ سَيَّر الشُهبَ مِنْ نَظْمي الشُّموسَ ضُحىً | |
|
| أَضاءَ ما بَيْنَ تَشْريقٍ وَتَغْريبِ |
|
قَدْ جَرَّد البِيضَ مِنْ ذِهْني ومِنْ هِمَمي | |
|
| وقُلِّدَ البيضَ مِنْ مَدْحِي وَتَشْبيبي |
|
وَمِنْ مُحَمَّد إِقْدامي وَمِعْرفَتي | |
|
| وَمِنْ مُحمَّدَ إِعْرامي وتهذيبي |
|
لا رأي لي في جيادِ الخيلِ أَرْكَبُها | |
|
| إذا نَهضْتُ فَعَزْمي خَيْرُ مَرْكُوبِ |
|
أَعاذَكَ اللَّه مِنْ هَمٍّ أُكابِدُهُ | |
|
| أَقولُ كَرْهاً لأحْشائِي بِهِ ذُوبي |
|
مُلئتَ بالدّهر عِلْماً وَهُوَ يَمْلأُ بِي | |
|
| جَهْلاً وَيَحْسَبُ مِنِّي غير مَحْسُوبِ |
|
إِحْدَى الأَعاجيبِ عِنْدِي مِنْهُ لو وُصِفَتْ | |
|
| لَكَانَ وَصْفي لَهَا إِحْدى الأَعاجِيبِ |
|
لا يَسْتَقِرُّ بِوَجْهٍ غَيْر مُبْتَذِلٍ | |
|
| ولا يَسيرُ بِعرْضٍ غَير مَثْلُوبِ |
|
ولا يبيتُ له جارٌ بلا فَرقٍ | |
|
| ولا يُسَرُّ لَهُ ضَيْفٌ بِتَرْحَيب |
|
يَصدّ عَنِّي إذا قابلتُه غَضباً | |
|
| ككافرٍ صَدّ عَنْ بَعْضِ المحارِيبِ |
|
وَلَوْ ضَربتُ بأدنى الفِكْرِ قُلْتُ لَهُ | |
|
| قَتَلْتَ في شرّ ضَرْبٍ شَرّ مَضْرُوبِ |
|
فِدا نِعالِكَ ما ضَمَّت أَسرّتُهُ | |
|
| وَإِنْ فُدِينَ بِمَمْقُوتٍ ومَسْبُوبِ |
|
إِن المعالي بَراءٌ مِنْ تَجَشُّمِها | |
|
| تَلبَّسَ المَجْدُ فِيها بالأَكاذِيبِ |
|
فَلَيْتَ كُلّ مُريبٍ غابَ عاتِبُهُ | |
|
| فِداء كلّ بريء العِرْضِ مَعْتُوبِ |
|
وَلَيْتَ أَنّي لَمْ أُدْفَعُ إِلى زَمنٍ | |
|
| ألقى الأسُودَ بِهِ طَوْعَ الأَرانيبِ |
|
إن يحْجِبِ الأَضْعَفُ الأَقْوَى فَلاَ عَجَبٌ | |
|
| فَرُبَّ عَقْلٍ بِسَتْرِ الوَهْمِ مَحْجُوبِ |
|
والدّهْرُ لَيْسٍ بِمأمونٍ على بَشرٍ | |
|
| يُديرهُ بَيْنَ تنعيمٍ وَتَعْذيبِ |
|
فلا يَرُقْ مَسْكَنٌ فيهِ لِساكِنِه | |
|
| ولا يَثقْ صاحِبٌ فيهِ بِمَصْحُوبِ |
|
وَإِنَّما الناسُ إِلّا أَنْتَ في سِنَةٍ | |
|
| مُعلّلين بِتَرْغيبٍ وتَرْهيبِ |
|
أَلَسْتَ مِنْ نَفَرٍ لَمْ يُثْنَ دُونَهُمُ | |
|
| عادٍ بِنَجْحٍ ولا عافٍ بتَخْييبِ |
|
عَالِينَ في رُتَبٍ عافينَ عَنْ رِيبِ | |
|
| دانينَ مِنْ شَرَفٍ نائينَ عن حُوبِ |
|
كَريمٌ ما أَظْهرُوه مِنْ شَمائلهم | |
|
| كريمٌ ما سَترُوه في الجلابيبِ |
|
صَاغَتْ عِبارتُهُمْ حُسْنَ البديع بها | |
|
| مِنَ البلاغَةِ في أَسْنى القَوالِيبِ |
|
مِنْ كلّ مُنْتَهِجٍ جُوْداً ومُبْتَهِجٍ | |
|
| بِشْراً إِلى حَلَبِ الفَيْحَاءِ مَنْسُوبِ |
|
عَفٌّ كريمُ السّجايا مُحْسِنٌ عَلَمٌ | |
|
| مِنَ الهُدَى في سَبيل اللَّه مَنْصُوبِ |
|
فيهم لِكلّ فتىً يَغْشاهُمُ أَبداً | |
|
| إِنْصافُ مَعْدلة في كُلّ أُسْلوبِ |
|
لكلِّ ذي كِبَرٍ إِكبارُ تَكْرُمةٍ | |
|
| وكلِّ ذِي صِغَر تَصْغير تَحْبيبِ |
|
فاهنأ بذا العيدِ يا عيداً تُقلّلهُ | |
|
| وابْشِرِ بِسَعْدٍ وأجر فيه مَجْلوبِ |
|
وَاسْلَمْ على ما بِهذي الناسِ مِن عَطَبٍ | |
|
| في العلمِ أو في الحَجَى أَو في التَّراتيبِ |
|
فَلَيْسَ مَجْدُكَ في مَجْدٍ بِمُحْتَجَبٍ | |
|
| وَلَيْسَ مَدْحُكَ في مَدْحٍ بمكذوبِ |
|
وَلَيْس تَلقى اللّيالي غير مُنْصَرفٍ | |
|
| وليس تَرْقى المعالي غَيْرَ مَخْطوبِ |
|
دَعْني وشِعْري ومَنْ في جَفْنِهِ مَرضٌ | |
|
| دُوني يُزلْ مَرضَ الأَجْفان تطبيبي |
|
وَخُذْ شَواهِد ما أَمْليتُ مِنْ فِكَرٍ | |
|
| تُثْني عَليكَ بِمَلْفُوظٍ وَمَكْتُوبِ |
|
فَالدرُّ يحْسُنُ مَثْقُوباً لِناظِمِهِ | |
|
| وَحُسْنُ لَفْظي دَرّ غَيْرُ مَثْقُوبِ |
|
وكُلَّما قِيلَ شِعْرٌ أَو يُقالُ فما | |
|
| أَراه إِلّا رَذاذاً مِنْ شَآبيبي |
|