إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
شعر
|
عبدالعزيز جويدة
|
هي امرأةٌ
|
لأهلِ العشقِ في شتَّى مذاهبِهِمْ |
وأهلُ العشقِ يَعترضونْ |
فكيفَ نُحاسبُ العشاقَ |
في شَتَّى مذاهبِهِمْ |
وهُمْ في العشقِ مُختلفونْ؟ |
فكلُّ مُتَيَّمٍ مَذهَبْ |
وكلُّ حَبيبةٍ كوكبْ |
وكلُّ دَقيقةٍ مَطلبْ |
لِمن في العشقِ يَقتتلونْ |
*** |
هي امرأةٌ |
وليسَ كَمِثلِها امرأةٌ |
بِهذا الكونِ واللهِ |
ولا ستكونْ |
هي امرأةٌ لآخِرِ قَطرةٍ منها |
وتُخفي في أُنوثَتِها، |
وضِحكَتِها عَبيرَ مَزارعِ الليمونْ |
*** |
هي الأنثى |
ومَن في ذاكَ يَعترضُ |
عليها الكلُّ مُتفقونْ |
هي امرأةٌ |
تَفرُّ كمُهرةٍ تَجري على وَرقي، |
حِصانٍ شاردٍ مَجنونْ |
هي امرأةٌ |
تُراصِدُني، وتَتبعُني |
أكونُ أينما كانتْ |
وتُوجدُ أينما سأكونْ |
هي امرأةٌ |
أُحبُّ .. |
كلَّ ما فيها |
ولي عُذري إذا كنتُ |
بها وحدي أنا المفتونْ |
هي امرأةٌ بِعينيها فراديسٌ وجنَّاتٌ |
ومِن شُهدائها قلبي |
ولستَ بآخِرِ الشهداءِ يا قلبي |
ولا ستكونْ |
*** |
هي امرأةٌ |
تُحاولُ رَأْبَ هذا الصَّدعِ
|
ما بيني، وما بيني |
هي امرأةٌ |
أُحاولُ طِيلةَ الأيامِ |
أُخفيها عنِ الأنظارِ |
وهْيَ تُطِلُّ مِن عيني |
هِي امرأةٌ وقد شَطبتْ |
جميعَ تَجارِبي الأولى |
لها جَذرٌ، لها مَدٌّ |
وبينَ الجذرِ والمدِّ .. |
يَعيشُ القلبُ مَذهولا |
هي امرأةٌ |
تَظلُّ كَمَنجمِ الدَهَشاتِ تُدهشني |
بكلِّ دَقيقةٍ دَهشةْ |
وكلُّ دقيقةٍ أحلى |
مِن الأولى |
هي امرأةٌ هُنا مَرَّتْ وتَترُكُني |
أمامَ البابِ مَقتولا |
*** |
هي امرأةٌ |
تُعيدُ لِحُلمِنا المكسورِ رَوعتَهُ |
وللحبِّ جَلالتَهُ |
وللعشقِ مَهابتَهُ |
أُحاولُ وَضعَ تَعريفٍ لها لكنْ |
أُحسُّ بِعجزيَ المُطلقْ |
هي امرأةٌ تَفوقُ تَصوُّرَ الشعراءِ |
تَجتازُ .. |
حدودَ العقلِ والمنطِقْ |
هي امرأةٌ |
تُغيِّرُ رسمَ هذا البحرِ |
مِن جُزُرٍ وشًطآنٍ |
وتَسكُبُ فيهِ عينيها |
ليأخذَ لونَهُ الأزرقْ |
هي امرأةٌ |
يَكادُ الشوقُ يَقتُلُها |
ولا تَنطِقْ |
فإنْ باحتْ فيا ويلي |
وإنْ سَكَتتْ |
تَصيرُ مشاكلي أعمقْ |
*** |
هي امرأةٌ |
تُعيدُ إليَّ ذاكرتي |
تُفَجِّرُ ألفَ بُركانٍ بأوردَتي |
تُحلِّقُ في سَما رُوحي |
وتُهدي لي مُخَيِّلََتي |
وتأخذُني لحِضنٍ يُشبهُ الفِردوسَ |
أَعرِفُ فيهِ مَنزلتي |
هي امرأةٌ |
بها يَمتدُّ تاريخي وأزمنَتي |
بها كانتْ بِداياتي |
وفيها تَكونُ خاتمتي |
*** |
هي امرأةٌ |
مِن الخمرِ المُذابِ تُذابْ |
بقلبٍ في هواها ذابْ |
وتُلقي لي بأحلامٍ وآمالٍ |
وتَفرشُها بساتينًا على الأهدابْ |
فواللهِ .. |
أنا ما قد رأتْ عيني لها شَبهًا |
وكلٌّ مُدَّعٍ كذابْ |
هي امرأةٌ بلا سببٍ |
وليسَ لعشقِها أسبابْ |
هي امرأةٌ |
وتُعطيني بلا حَدٍّ .. وتُعطيني |
بغيرِ حسابْ |
هي امرأةٌ تُصحِّحُ ما عَرَفناهُ .. |
عنِ العشاقْ |
وتُلغي فكرةَ التعبيرِ بالكلماتِ والأوراقْ |
وتُدخِلُنا لعصرٍ ما عرَفناهُ |
على الإطلاقْ |