عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > يحيى السماوي > بستاننا يا هند بات متاهة

العراق

مشاهدة
2008

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

بستاننا يا هند بات متاهة

يَوْمي له ليلانِ ... أين نَهاري؟
أتكون شمسي دونما أنوارِ؟
أَبْحَرتُ في جَسَدِ الفصولِ مهاجراً
طاوي الحقولِ وليس من أنصارِ
زادي يراعي والمدادُ ... وصهوتي
خوفي ... وظبيةُ هودجي أفكاري
أَبْدَلْتُ بالظلِّ الهجيرَ .. لأنني
قد كنتُ في داري غريبَ الدارِ
مرَّ الربيعُ أمامَ نخلي شامتاً
لمّا رأى جيدي بدونِ نضارِ
تَعِبَتْ من الصمتِ المُذِلِّ ربابتي
وَتَيَبَّستْ – كأضالعي – أوتاري
ومشى بتابوتِ المَسَرَّةِ والمنى
ليلُ الظنونِ مُشَيِّعاً أقماري
لا الخِلُّ أَنْزَلَني حدائقَ دارِهِ
يوماً ... ولا زار الخليلُ دياري
أنا مَنْ أكونُ أنا؟ أَضَعْتُ ملامحي
وأضاعني بِدْءَ المسيرِ مساري
أَنْقَذْتِني مني ... فكيف خَذَلْتِني
وَغَضَضْتِ طرفَ السمع عن قيثاري؟
فيم اعتذارُكِ بعد هَدْرِ مشاعري؟
ما نفعُ أشرعتي بدونِ صواري؟
جَفَّتْ بحيراتُ الصداحِ ... وأَصْحَرَتْ
أفياءُ مائدتي من الُسمّارِ
إنْ شِئتِ صفحاً فاحرقي كتبَ الهوى
وخذي لمقبرةِ المنى أسراري
النارُ جائعةٌ فهل أَطْعَمْتِها
شَجَني الذي أوْدَعْتُهُ أشعاري؟
فيمَ اعتذارُكِ من رمادِ حرائقي؟
لم يُبْقِ فأسُ الشكِّ من أشجاري
لو أنه يُحيي القتيلَ عَذَرْتُهُ
قوسٌ أصابَ بِسَهْمِهِ أطياري
أَدْمَيْتِ أغصاني ... فلا تتأخري
عن ذبحِ ما أَبْقَيْتِ من أزهاري
لستُ الأسيفَ وإنْ فُجِعْتُ بمطمحي
أنا مؤمنٌ بمناجلِ الأقدارِ
بالدهرِ يَبْخَلُ بالحبابِ على ثرىً ضامٍ يمصُّ سرابَ وهجِ النارِ
ولقد يجودُ على بَرودٍ نَبْعُهُ
بالنهرِ والينبوعِ والأمطارِ
أنا ضائعٌ – مثلَ العراقِ – فَفَتِّشي
عني بروضِكِ لا بليلِ صحاري
أنساكِ؟ لا واللهِ ... تلك مصيبتي
إنَّ الوفاءَ – وإنْ خُذِلْتُ – مداري
أَدَّيْتُ في الحبِ اليمينَ وليس من
خُلُقي الجنوحُ عن الهدى لِشَنارِ
فاذا نكثْت العهدَ عَيَّرَني غداَ
يومَ الحسابِ لدى العظيمِ يساري
وإنْ اسْتَجَرْتُ من الظلامةِ عابني
شَرَفي وصخرُ رجولتي ووقاري
أنا لستُ أَوَّلَ حالمٍ نكثَتْ به
أحلامُهُ فأفاقَ بعد عثارِ
ما كنتُ بالصَبِّ الجزوعِ .. ولم تكنْ
بين الحصونِ وطيئةً أسواري
لكنه حُكْمُ الهوى ... أرضى بهِ
قَسْراً عليَّ ... فلستُ بالمختارِ
حظي كدجلةَ والفراتِ نَداهُما
دمعٌ ... ولحنُهما صراخُ: حَذارِ
وكحظِّ بستان السَماوةِ نَخْلُهُ
كَرَبٌ وسعفٌ دونما أثمارِ
وكخبزِها: بدمٍ يُدافُ طحينُهُ
فَرْطَ الأسى .... وكأهلِها الأبرارِ
وأنا كمئذنةِ الجديدةِ ما انْحَنَتْ
يوماً ... ولا تَعِبَتْ من الأذكارِ
وتعدَّدَتْ يا هندُ في وطنِ الهوى
سُبُل الردى بتعددِ التجارِ
وَطَنٌ على سَعَةِ السماءِ رغيفُهُ
لكنه حكرٌ على الأشرارِ
بُستاننا يا هندُ باتَ متاهةً
تختال فيه كواسرٌ وضواري
سوقٌ .. على مَنْ باع لا مَنْ يشتري
دفعُ النقودِ إلى الدخيلِ الشاري
وَدَّعْتُهُ وأَتَيْتُ حقلَكِ لائذاَ
طمعاً بِظِلٍّ لا بِتِبْرِ ذِمارِ
أَوْصَدْتِ دوني واحةً أسرى لها
قلبٌ مطامحُهُ شميمُ عَرارِ
أبكاكِ نزفي يا هنيدةُ؟ فاعلمي
هذي الجراحُ بدايةُ المشوارِ
الحزنُ أوفى الاصدقاءِ ... فلم يَغِبْ
عني فكان مُلاصقي كإزاري
أُولاءِ أهلي: عروةٌ ومُعَمَّرٌ
والحميريُّ وشارد الأفكارِ
قومٌ ولا كعفافِهِم .... لكنهم
خُلِقوا لعيشِ فجيعةِِ وخَسارِ
يحيى السماوي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الثلاثاء 2006/06/20 09:52:43 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com