كَذَبَتكَ عَينُكَ أَم رَأَيتَ بِواسِطٍ | |
|
| غَلَسَ الظَلامِ مِنَ الرَبابِ خَيالا |
|
وَتَعَرَّضَت لَكَ بِالأَبالِخِ بَعدَ ما | |
|
| قَطَعَت بِأَبرَقَ خُلَّةً وَوِصالا |
|
وَتَغَوَّلَت لِتَروعَنا جِنِّيَّةٌ | |
|
| وَالغانِياتُ يُرينَكَ الأَهوالا |
|
يَمدُدنَ مِن هَفَواتِهِنَّ إِلى الصِبا | |
|
| سَبَباً يَصِدنَ بِهِ الغُواةُ طُوالا |
|
ما إِن رَأَيتُ كَمَكرِهِنَّ إِذا جَرى | |
|
| فينا وَلا كَحِبالِهِنَّ حِبالا |
|
المُهدِياتُ لِمَن هَوَينَ مَسَبَّةً | |
|
| وَالمُحسِناتُ لِمَن قَلَينَ مَقالا |
|
يَرعَينَ عَهدَكَ ما رَأَينَكَ شاهِداً | |
|
| وَإِذا مَذِلتَ يَصِرنَ عَنكَ مِذالا |
|
وَإِذا وَعَدنَكَ نائِلاً أَخلَفنَهُ | |
|
| وَوَجَدتَ عِندَ عِداتِهِنَّ مِطالا |
|
وَإِذا دَعَونَكَ عَمَّهُنَّ فَإِنَّهُ | |
|
| نَسَبٌ يَزيدُكَ عِندَهُنَّ خَبالا |
|
وَإِذا وَزَنتَ حُلومَهُنَّ إِلى الصِبا | |
|
| رَجَحَ الصِبا بِحُلومِهِنَّ فَمالا |
|
أَهِيَ الصَريمَةُ مِنكَ أُمَّ مُحَلِّمٍ | |
|
| أَم ذا الدَلالُ فَطالَ ذاكِ دَلالا |
|
وَلَقَد عَلِمتِ إِذا العِشارُ تَرَوَّحَت | |
|
| هَدَجَ الرِئالِ تَكُبُّهُنَّ شَمالا |
|
تَرمي العِضاةَ بِحاصِبٍ مِن ثَلجِها | |
|
| حَتّى يَبيتَ عَلى العِضاهِ جُفالا |
|
أَنّا نُعَجِّلُ بِالعَبيطِ لِضَيفِنا | |
|
| قَبلَ العِيالِ وَنَقتُلُ الأَبطالا |
|
أَبَني كُلَيبٍ إِنَّ عَمَّيَّ اللَذا | |
|
| قَتَلا المُلوكَ وَفَكَّكا الأَغلالا |
|
وَأَخوهُما السَفّاحُ ظَمَّأَ خَيلَهُ | |
|
| حَتّى وَرَدنَ جِبى الكِلابِ نِهالا |
|
يَخرُجنَ مِن ثَغرِ الكُلابِ عَلَيهِمِ | |
|
| خَبَبَ السِباعِ تَبادَرُ الأَوشالا |
|
مِن كُلِّ مُجتَنَبٍ شَديدٍ أَسرُهُ | |
|
| سَلِسِ القِيادِ تَخالُهُ مُختالا |
|
وَمُمَرَّةٍ أَثَرُ السِلاحِ بِنَحرِها | |
|
| فَكَأَنَّ فَوقَ لَبانِها جِريالا |
|
قُبَّ البُطونِ قَدِ اِنطَوَينَ مِنَ السُرى | |
|
| وَطِرادِهِنَّ إِذا لَقَينَ قِتالا |
|
مُلحَ المُتونِ كَأَنَّما أَلبَستَها | |
|
| بِالماءِ إِذ يَبِسَ النَضيحُ جِلالا |
|
وَلَقَلَّما يُصبِحنَ إِلّا شُزَّباً | |
|
| يَركَبنَ مِن عَرَضِ الحَوادِثِ حالا |
|
فَطَحَنَّ حائِرَةَ المُلوكِ بِكَلكَلٍ | |
|
| حَتّى اِحتَذَينَ مِنَ الدِماءِ نِعالا |
|
وَأَبَرنَ قَومَكَ ياجَريرُ وَغَيرَهُم | |
|
| وَأَبَرنَ مِن حَلَقِ الرِبابِ حِلالا |
|
وَلَقَد دَخَلنَ عَلى شَقيقٍ بَيتَهُ | |
|
| وَلَقَد رَأَينَ بِساقِ نَضرَةَ خالا |
|
وَبَنو غُدانَةَ شاخِصٌ أَبصارُهُم | |
|
| يَسعَونَ تَحتَ بُطونِهِنَّ رِجالا |
|
يَنقُلنَهُم نَقلَ الكِلابِ جِرائَها | |
|
| حَتّى وَرَدنَ عُراعِراً وَأُثالا |
|
خُزرَ العُيونِ إِلى رِياحٍ بَعدَما | |
|
| جَعَلَت لِضَبَّةَ بِالرِماحِ ظِلالا |
|
وَما تَرَكنَ مِنَ الغَواضِرِ مُعصِراً | |
|
| إِلّا قَصَمنَ بِساقِها خَلخالا |
|
وَلَقَد سَما لَكُمُ الهُذَيلُ فَنالَكُم | |
|
| بِإِرابَ حَيثُ يُقَسِّمُ الأَنفالا |
|
في فَيلَقٍ يَدعو الأَراقِمَ لَم تَكُن | |
|
| فُرسانُهُ عُزلاً وَلا أَكفالا |
|
بِالخَيلِ ساهِمَةَ الوُجوهِ كَأَنَّما | |
|
| خالَطنَ مِن عَمَلِ الوَجيفِ سُلالا |
|
وَلَقَد عَطَفنَ عَلى فَزارَةَ عَطفَةً | |
|
| كَرَّ المَنيحِ وَجُلنَ ثُمَّ مَجالا |
|
فَسَقَينَ مِن عادَينَ كَأساً مُرَّةً | |
|
| وَأَزَلنَ جَدَّ بَني الحُبابِ فَزالا |
|
يَغشَينَ جيفَةَ كاهِلٍ عَرَّينَها | |
|
| وَاِبنَ المُهَزَّمِ قَد تَرَكنَ مُذالا |
|
فَقَتَلنَ مَن حَمَلَ السِلاحَ وَغَيرَهُم | |
|
| وَتَرَكنَ فَلَّهُمُ عَلَيكَ عِيالا |
|
وَلَقَد بَكى الجَحّافُ مِمّا أَوقَعَت | |
|
| بِالشَرعَبِيَّةِ إِذ رَأى الأَطفالا |
|
وَلَقَد جَشِمتَ جَريرُ أَمراً عاجِزاً | |
|
| وَأَرَيتَ عَورَةَ أُمِّكَ الجُهّالا |
|
وَإِذا سَما لِلمَجدِ فَرعا وائِلٍ | |
|
| وَاِستَجمَعَ الوادي عَلَيكَ فَسالا |
|
كُنتَ القَذى في مَوجِ أَكدَرَ مُزبِدٍ | |
|
| قَذَفَ الأَتِيُّ بِهِ فَضَلَّ ضَلالا |
|
وَلَقَد وَطِئنَ عَلى المَشاعِرِ مِن مِنىً | |
|
| حَتّى قَذَفنَ عَلى الجِبالِ جِبالا |
|
فَاِنعَق بِضَأنِكَ يا جَريرُ فَإِنَّما | |
|
| مَنَّتكَ نَفسُكَ في الخَلاءِ ضَلالا |
|
مَنَّتكَ نَفسُكَ أَن تُسامِيَ دارِماً | |
|
| أَو أَن تُوازِنَ حاجِباً وَعِقالا |
|
وَإِذا وَضَعتَ أَباكَ في ميزانِهِم | |
|
| قَفَزَت حَديدَتُهُ إِلَيكَ فَشالا |
|
إِنَّ العَرارَة وَالنُبوحَ لِدارِمٍ | |
|
| وَالمُستَخِفُّ أَخوهُمُ الأَثقالا |
|
المانِعينَ الماءَ حَتّى يَشرَبوا | |
|
| عِفَواتِهِ وَيُقَسِّموهُ سِجالا |
|
وَاِبنُ المَراغَةِ حابِسٌ أَعيارَهُ | |
|
| قَذفَ الغَريبَةِ ما يَذُقنَ بِلالا |
|