دَمعَةٌ مِن دُموعِ عَهدِ الشَبابِ | |
|
| كُنتُ خَبَّأتُها لِيَومِ المُصابِ |
|
لَبَّتِ اليَومَ يا مُحَمَّدُ لَمّا | |
|
| راعَني نَعيُ أَكتَبِ الكُتّابِ |
|
هَدَّأَت لَوعَتي وَسَرَّت قَليلاً | |
|
| عَن فُؤادي وَلَطَّفَت بَعضَ ما بي |
|
مَوكِبُ الدَفنِ خَلفَ نَعشِكَ يَمشي | |
|
| في اِحتِسابٍ وَحَسرَةٍ وَاِنتِحابِ |
|
لَم يُجاوِز مَنازِلَ البَدرِ عَدّاً | |
|
| مِن بَقايا الصَديقِ وَالأَحبابِ |
|
لَم يَسِر فيهِ مَن يُحاوِلُ أَجراً | |
|
| عِندَ حَيٍّ مُؤَمَّلٍ أَو يُحابي |
|
مَوكِبٌ ماجَ جانِباهُ بِحَفلٍ | |
|
| مِن وُفودِ الأَخلاقِ وَالأَحسابِ |
|
شاعَ فيهِ الوَفاءُ وَالحُزنُ حَتّى | |
|
| ضاقَ عَن حَشدِهِ فَسيحُ الرِحابِ |
|
فَكَأَنَّ السَماءَ وَالأَرضَ تَمشي | |
|
| فيهِ مِن هَيبَةٍ وَعِزِّ جَنابِ |
|
تَتَمَنّى قَياصِرُ الأَرضِ لَو فا | |
|
| زَت لَدى مَوتِها بِهَذا الرِكابِ |
|
رُبَّ نَعشٍ قَد شَيَّعَتهُ أُلوفٌ | |
|
| مِن سَوادٍ تَعلوهُ سودُ الثِيابِ |
|
لَيسَ فيهِم مِن جازِعٍ أَو حَزينٍ | |
|
| صادِقِ السَعيِ أَو أَليفٍ مُصابِ |
|
كُنتَ لا تَرتَضي النُجومَ مَحَلّاً | |
|
| فَلِماذا رَضيتَ سُكنى التُرابِ |
|
كُنتَ راحَ النُفوسِ في مَجلِسِ الأُن | |
|
| سِ وَراحَ العُقولِ عِندَ الخِطابِ |
|
كُنتَ لا تُرهِقُ الصَديقَ بِلَومٍ | |
|
| لا وَلا تَستَبيحُ غَيبَ الصِحابِ |
|
وَلَئِن بِتَّ عاتِباً أَو غَضوباً | |
|
| لِقَريبُ الرِضا كَريمُ العِتابِ |
|
جُزتَ سَبعينَ حِجَّةً لا تُبالي | |
|
| بِشِهادٍ تَعاقَبَت أَم بِصابِ |
|
وَسَواءٌ لَدَيكَ وَالرَأيُ حُرٌّ | |
|
| رَوحُ نَيسانَ أَو لَوافِحُ آبِ |
|
يا شُجاعاً وَما الشَجاعَةُ إِلّا ال | |
|
| صَبرُ لا الخَوضُ في صُدورِ الصِعابِ |
|
كُنتَ نِعمَ الصَبورُ إِن حَزَبَ الأَم | |
|
| رُ وَسُدَّت مَسارِحُ الأَسبابِ |
|
كَم تَجَمَّلتَ وَالأَمانِيُّ صَرعى | |
|
| وَتَماسَكتَ وَالحُظوظُ كَوابي |
|
عِشتَ ما عِشتَ كَالجِبالِ الرَواسي | |
|
| فَوقَ نارٍ تُذيبُ صُمَّ الصِلابِ |
|
مُؤثِرَ البُؤسِ وَالشَقاءِ عَلى الشَك | |
|
| وى وَإِن عَضَّكَ الزَمانُ بِنابِ |
|
كُنتَ تَخلو بِالنَفسِ وَالنَفسُ تُشوى | |
|
| مِن كُؤوسِ الهُمومِ وَالأَوصابِ |
|
فَتُسَرّي بِالذِكرِ عَنها وَتَنفي | |
|
| ما عَراها مِن غُضَّةٍ وَاِكتِئابِ |
|
وَتَرى وَحشَةَ اِنفِرادِكَ أُنساً | |
|
| بِحَديثِ النُفوسِ وَالأَلبابِ |
|
بِنتَ عَنها وَما جَنَيتَ وَقَد كا | |
|
| بَدتَ بَأساءَها عَلى الأَحقابِ |
|
وَنَبَذتَ الثَراءَ تَبذُلُ فيهِ | |
|
| مِن إِباءٍ في بَذلِهِ شَرُّ عابِ |
|
لَو شَهِدتُم مُحَمَّداً وَهوَ يُملي | |
|
| آيَ عيسى وَمُعجِزاتِ الكِتابِ |
|
وَقَفَت حَولَهُ صُفوفُ المَعاني | |
|
| وَصُفوفُ الأَلفاظِ مِن كُلِّ بابِ |
|
لَعَلِمتُم بِأَنَّ عَهدَ اِبنِ بَحرٍ | |
|
| عاوَدَ الشَرقَ بَعدَ طولِ اِحتِجابِ |
|
أَدَبٌ مُستَوٍ وَقَلبٌ جَميعٌ | |
|
| وَذَكاءٌ يُريكَ ضَوءَ الشِهابِ |
|
عِندَ رَأيٍ مُوَفَّقٍ عِندَ حَزمٍ | |
|
| عِندَ عِلمٍ يَفيضُ فَيضَ السَحابِ |
|
جَلَّ أُسلوبُهُ النَقِيُّ المُصَفّى | |
|
| عَن غُموضٍ وَنَفرَةٍ وَاِضطِرابِ |
|
وَسَما نَقدُهُ النَزيهُ عَنِ الهُج | |
|
| رِ فَما شيبَ مَرَّةً بِالسِبابِ |
|
ذُقتَ في غُربَةِ الحَياةِ عَناءً | |
|
| فَذُقِ اليَومَ راحَةً في الإِيابِ |
|
بَلِّغِ البابِلِيَّ عَنّي سَلاماً | |
|
| كَعَبيرِ الرِياضِ أَو كَالمَلابِ |
|
كانَ تِربي وَكانَ مِن نِعَمِ المُب | |
|
| دِعِ سُبحانَهُ عَلى الأَترابِ |
|
فارِسٌ في النَدى إِذا قَصَّرَ الفُر | |
|
| سانُ عَنهُ وَفارِسٌ في الجَوابِ |
|
يُرسِلُ النُكتَةَ الطَريفَةَ تَمشي | |
|
| في رَقيقِ الشُعورِ مَشيَ الشَرابِ |
|
قَد أَثارَ المُحَمَّدانِ دَفيناً | |
|
| في فُؤادي وَقَد أَطارا صَوابي |
|
خَلَّفاني بَينَ الرِفاقِ وَحيداً | |
|
| مُستَكيناً وَأَمعَنا في الغِيابِ |
|