آذَنَت شَمسُ حَياتي بِمَغيبِ | |
|
| وَدَنا المَنهَلُ يا نَفسُ فَطيبي |
|
إِنَّ مَن سارَ إِلَيهِ سَيرَنا | |
|
| وَرَدَ الراحَةَ مِن بَعدِ اللُغوبِ |
|
قَد مَضى حِفني وَهَذا يَومُنا | |
|
| يَتَدانى فَاِستَثيبي وَأَنيبي |
|
وَاِرقُبيهِ كُلَّ يَومٍ إِنَّما | |
|
| نَحنُ في قَبضَةِ عَلّامِ الغُيوبِ |
|
اُذكُري المَوتَ لَدى النَومِ وَلا | |
|
| تُغفِلي ذِكرَتَهُ عِندَ الهُبوبِ |
|
وَاُذكُري الوَحشَةَ في القَبرِ فَلا | |
|
| مُؤنِسٌ فيهِ سِوى تَقوى القُلوبِ |
|
قَدِّمي الخَيرَ اِحتِساباً فَكَفى | |
|
| بَعضُ ما قَدَّمتِ مِن تِلكَ الذُنوبِ |
|
راعَني فَقدُ شَبابي وَأَنا | |
|
| لا أُراعُ اليَومَ مِن فَقدِ مَشيبي |
|
حَنَّ جَنبايَ إِلى بَردِ الثَرى | |
|
| حَيثُ أُنسى مِن عَدُوٍّ وَحَبيبِ |
|
مَضجَعٌ لا يَشتَكي صاحِبُهُ | |
|
| شِدَّةَ الدَهرِ وَلا شَدَّ الخُطوبِ |
|
لا وَلا يُسئِمُهُ ذاكَ الَّذي | |
|
| يُسئِمُ الأَحياءَ مِن عَيشٍ رَتيبِ |
|
قَد وَقَفنا سِتَّةً نَبكي عَلى | |
|
| عالِمِ المَشرِقِ في يَومٍ عَصيبِ |
|
وَقَفَ الخَمسَةُ قَبلي فَمَضَوا | |
|
| هَكَذا قَبلي وَإِنّي عَن قَريبِ |
|
وَرَدوا الحَوضَ تِباعاً فَقَضَوا | |
|
| بِاِتِّفاقٍ في مَناياهُم عَجيبِ |
|
أَنا مُذ بانوا وَوَلّى عَهدُهُم | |
|
| حاضِرُ اللَوعَةِ مَوصولُ النَحيبِ |
|
هَدَأَت نيرانُ حُزني هَدأَةً | |
|
| وَاِنطَوى حِفني فَعادَت لِلشُبوبِ |
|
فَتَذَكَّرتُ بِهِ يَومَ اِنطَوى | |
|
| صادِقُ العَزمَةِ كَشّافُ الكُروبِ |
|
يَومَ كَفَّنّاهُ في آمالِنا | |
|
| وَذَكَرنا عِندَهُ قَولَ حَبيبِ |
|
عَرَفوا مَن غَيَّبوهُ وَكَذا | |
|
| تُعرَفُ الأَقمارُ مِن بَعدِ المَغيبِ |
|
وَفُجِعنا بِإِمامٍ مُصلِحٍ | |
|
| عامِرِ القَلبِ وَأَوّابٍ مُنيبِ |
|
كَم لَهُ مِن باقِياتٍ في الهُدى | |
|
| وَالنَدى بَينَ شُروقٍ وَغُروبِ |
|
يَبذُلُ المَعروفَ في السِرِّ كَما | |
|
| يَرقُبُ العاشِقُ إِغفاءَ الرَقيبِ |
|
يُحسِنُ الظَنَّ بِهِ أَعداؤُهُ | |
|
| حينَ لا يَحسُنُ ظَنٌّ بِقَريبِ |
|
تَنزِلُ الأَضيافُ مِنهُ وَالمُنى | |
|
| وَالخِلالُ الغُرُّ في مَرعىً خَصيبِ |
|
قَد مَضَت عَشرٌ وَسَبعٌ وَالنُهى | |
|
| في ذُبولٍ وَالأَماني في نُضوبِ |
|
نَرقُبُ الأُفقَ فَلا يَبدو بِهِ | |
|
| لامِعٌ مِن نورِ هادٍ مُستَثيبِ |
|
وَنُنادي كُلَّ مَأمولٍ وَما | |
|
| غَيرُ أَصداءِ المُنادي مِن مُجيبِ |
|
دَوِيَ الجُرحُ وَلَم يُقدَر لَهُ | |
|
| بَعدَ ثاوي عَينِ شَمسٍ مِن طَبيبِ |
|
أَجدَبَ العِلمُ وَأَمسى بَعدَهُ | |
|
| رائِدُ العِرفانِ في وادٍ جَديبِ |
|
رَحمَةُ الدينِ عَلَيهِ كُلَّما | |
|
| خَرَجَ التَفسيرُ عَن طَوقِ الأَريبِ |
|
رَحمَةُ الرَأيِ عَلَيهِ كُلَّما | |
|
| طاشَ سَهمُ الرَأيِ في كَفِّ المُصيبِ |
|
رَحمَةُ الفَهمِ عَلَيهِ كُلَّما | |
|
| دَقَّتِ الأَشياءُ عَن ذِهنِ اللَبيبِ |
|
رَحمَةُ الحِلمِ عَلَيهِ كُلَّما | |
|
| ضاقَ بِالحِدثانِ ذو الصَدرِ الرَحيبِ |
|
لَيسَ في مَيدانِ مِصرٍ فارِسٌ | |
|
| يَركَبُ الأَخطارَ في يَومِ الرُكوبِ |
|
كُلَّما شارَفَهُ مِنّا فَتىً | |
|
| غالَهُ المِقدارُ مِن قَبلِ الوُثوبِ |
|
ما تَرى كَيفَ تَوَلّى قاسِمٌ | |
|
| وَهوَ في المَيعَةِ وَالبُردِ القَشيبِ |
|
أُنسِيَ الأَحياءُ ذِكرى عَبدِهِ | |
|
| وَهيَ لِلمُستافِ مِن مِسكٍ وَطيبِ |
|
إِنَّهُم لَو أَنصَفوها لَبَنَوا | |
|
| مَعهَداً تَعتادُهُ كَفُّ الوَهوبِ |
|
مَعهَداً لِلدينِ يُسقى غَرسُهُ | |
|
| مِن نَميرٍ فاضَ مِن ذاكَ القَليبِ |
|
وَنَسينا ذِكرَ حِفني بَعدَهُ | |
|
| وَدَفَنّا فَضلَهُ دَفنَ الغَريبِ |
|
لَم تَسِل مِنّا عَلَيهِ دَمعَةٌ | |
|
| وَهُوَ أَولى الناسِ بِالدَمعِ الصَبيبِ |
|
سَكَنَت أَنفاسُ حِفني بَعدَ ما | |
|
| طَيَّبَت في الشَرقِ أَنفاسَ الأَديبِ |
|
عاشَ خِصبَ العُمرِ مَوفورَ الحِجا | |
|
| صادِقَ العِشرَةِ مَأمونَ المَغيبِ |
|