إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
العودة لجيكور |
على جواد الحلم الأشهب |
أسريت عبر التلال |
أهرب منها، من ذراها الطوال، |
من سوقها المكتظ بالبائعين، |
من صبحها المتعب |
من ليلها النابح والعابرين، |
من نورها الغيهب، |
من عارها المخبوء بالزهر، |
من موتها الساري على النهر |
يمشي على أمواجه الغافيه |
أواه لو يستيقظ الماء فيه، |
لو كانت العذراء من وارديه، |
لو أن شمس المغرب الداميه |
تبتل في شطيه أو تشرق، |
لو أن أغصان الدجى تورق |
أو يوصد الماخور عن داخليه. |
على جواد الحلم الأشهب |
وتحت شمس المشرق الأخضر |
في صيف جيكور السخي الثري |
أسريت أطوي دربي النائي |
بين الندى والزهر والماء |
أبحث في الآفاق عن كوكب |
عن مولد للروح تحت السماء |
عن منبع يروي لهيب الظماء |
عن منزل للسائح المتعب. |
جيكورن جيكور: أين الخبز والماء؟ |
الليل وافى وقد نام الأدلاء؟ |
والركب سهران من جوع ومن عطش |
والريح صر، وكل الأفق أصداء |
بيداء ما في مداها ما يبين به |
درب لنا وسماء الليل عمياء |
جيكور مدى لنا باب فندخله |
أو سامرينا بنجم فيه أضواء |
من الذي يسمع أشعاري؟ |
فإن صمت الموت في داري |
والليل في ناري |
من الذي يحمل عبء |
في ذلك الليل الطويل الرهيب؟ |
من الذي يبكي ومن يستجيب |
للجائع العاري؟ |
من يطرد العقبان عن جرحه؟ |
من يرفع الظلماء عن صبحه؟ |
ويبدل الأشواك بالغار؟ |
أواه يا جيكور لو تسمعين! |
أواه يا جيكور.. لو توجدين! |
لو تنجبين الروح، لو تجهضين |
كي يبصر الساري |
نجما يضيء الليل للتائهين |
نزع ولا موت، |
نطق ولا صوت، |
طلق ولا ميلاد. |
من يصلب الشاعر في بغداد؟ |
من يشتري كفيه أو مقلتيه؟ |
من يجعل الإكليل شوكا عليه؟ |
جيكور يا جيكور |
شدت خيوط النور |
أرجوحة الصبح. |
فأولمي للطيور |
والنمل من جرحي |
هذا طعامي أيها الجائعون |
هذي دموعي أيها البائسون |
هذا دعائي أيها العابدون: |
أن يقذف البركان نيرانه، |
أن يرسل الفرات طوفانه، |
كي نشرق الظلمه، |
كي نعرف الرحمه، |
جيكور يا جيكور |
شدت خيوط النور |
أرجوحة الصبح |
فأولمي للطيور |
والنمل من جرحي |
خيطا إلى بابه |
يهدي إلى الناس إني أموت |
والنور في غابه |
يلقي دنانير الزمان البخيل |
من شرفة في سعفات النخيل |
جيكور، يا جيكور: خل وماء |
ينساب من قلبي، |
من جرحي الواري، |
من كل أغواري. |
أواه يا شعبي.... |
جيكور، يا جيكور هل تسمعين؟ |
فلتفتح الأبواب للفاتحين |
ولتجمعي أطفالك اللاعبين |
في ساحة القرية هذا العشاء. |
هذا حصاد السنين: |
الماء خمر، والخوابي غذاء |
هذا ربيع الوباء |
أقوى من الأسوار هذا الجواد |
أقوى جواد الحلم الأشهب |
لأن الحديد المغتذي بالحداد |
وانخذل الموكب. |
جيكور، ماضيك عاد. |
...................... |
هذا صياح الديك: ذاب الرقاد |
وعدت من معراجي الأكبر: |
الشمس أم السنبل الأخضر |
خلف المباني، رغيف. |
لكنها في الرصيف |
أغلى من الجوهر. |
والحب هل تسمعين |
هذا الهتاف العنيف؟ |
ماذا علينا؟ إن عبد اللطيف |
يدري بأنا... ما الذي تحذرين؟ |
وانخطفت روحي، وصاح القطار |
ورقرقت في مقلتي الدموع |
سحابة تحملني، ثم سار. |
يا شمس أيامي، أما من رجوع؟ |
...................... |
جيكور، نامي في ظلام السنين. |