أَمِن دِمنَةٍ قَفرٍ كَأَنَّ رُسومَها | |
|
| بِأَسفَلِ ذي خَيمٍ مَهاريقُ ساطِرِ |
|
بَكَيتَ وَما يُبكيكَ مِن رَسمِ دِمنَةٍ | |
|
| أَذاعَت بِها هوجُ الرِياحِ الأَصاعِرِ |
|
فَلَم يَبقَ مِنها غَيرُ سُفعٍ رَوائِمٍ | |
|
| رَماداً كَأظآرٍ عَلى بَوِّ ظائِرِ |
|
وَأَثلامِ آرِيٍّ قَديمٍ وَمَلعَبٍ | |
|
| وَنُؤيٍ كَمُلقَى القَوسِ أسلَمَ دابِرِ |
|
عَفَت مِن أُناسٍ صالِحينَ وَبَدِّلَت | |
|
| خَناطيلُ فَوضى مِن نَعامٍ وَباقِرِ |
|
فَسَلِّ الهَوى عَنهُم بِذاتِ مَخِيلَةٍ | |
|
| عَذافِرَةٍ أَو دَوسَرِيٍّ عُذافِرِ |
|
أَخي سَفرٍ وَهمٍ كَأَنَّ قُتودَهُ | |
|
| عَلى قارِحٍ جَونِ السَراةِ مُغامِرِ |
|
أَطاعَت لَهُ النُقعاكُ حَولَ مُتالِعٍ | |
|
| إِلى أَمَراتِ الجَوِّ جَوِّ مُرامِرِ |
|
فَلَمّا تَوَلّى الرَطبُ مِن كُلِّ مِذنِبٍ | |
|
| وَمِن كُلِّ وادٍ فَاِستَهافَت وَحاجِرِ |
|
وَعَذَّبَها مِن كُلِّ مَرتَعِ ساعِةٍ | |
|
| سِهامُ سَفاً تَأَذّى بِهِ في الأَشاعِرِ |
|
فَظَلَّ وَظَلَّت تَرقُبُ الشَمسَ صُيَّماً | |
|
| إِلى أَن بَدَت أَعرافُ أَغضَفَ كاسِرِ |
|
فَراحَت أُصَيلالاً رَواحاً يَشُلُّها | |
|
| شَتيمٌ لِتاليهِنَّ غَيرَ مُغادِرِ |
|
يَكادُ إِذا ما جَدَّ يُبطِرُ شَأوَها | |
|
| إِذا لَم تُوَرِّع شَأوَهُ بِالحَوافِرِ |
|
فَأَورَدَها وَاللَيلُ مُعتَكِرُ الدُجى | |
|
| شَرائِعَ مَلآنِ الجَداوِلِ زاخِرِ |
|
وَذو قُترَةٍ أَفتى لَها مُتَأَرِّقٌ | |
|
| فَما نَومُهُ إِلّا تِحِلَّةُ ناذِرِ |
|
شَقِيٌّ إِذا لَم يُطعِمِ اللَحمَ عِرسَهُ | |
|
| دَعَت اُمَّها عَبرى وَلَيسَت بِعابِرِ |
|
يُقَلِّبُ فَرعاً ضالَةً وَسَلاجِماً | |
|
| إِذا أُنقِرَت خارَت خُوارَ الجَآذِرِ |
|
فَأَمهَلَها حَتّى إِذا أَن تَمَكَّنَت | |
|
| وَداوَت بِبَردِ الماءِ حَرَّ الحَناجِرِ |
|
رَماها عَلى دَهشٍ فَأَخطَأَ وَاِتَّشَت | |
|
| بِثائِبِ يَفعٍ خَلفَها مُتَطايِرِ |
|
سِراعاً تَشُجُّ البيدَ حَتّى تَوَقَّرَت | |
|
| ضُحى غَدِها يا بُعدَ نَفرَةِ نافِرِ |
|
عَلى مِثلِها أَقضي الهُمومَ وَمِثلُها | |
|
| أُعِدُّ إِذا ضاقَت عَلَيَّ مَصادِري |
|
حَلَفتُ وَلَم أَحلِف عَلى قِيلِ باطِلٍ | |
|
| بِما بِمِنىً مِن مَنسَكٍ وَمَشاعِرِ |
|
يَميناً لَئِن حُرثانُ كانَت تَسَرَّعَت | |
|
| بِلَومي لَقَد فاؤا عَلى شَرِّ طائِرِ |
|
وَما لامَني في أَمرِ عِمرانَ مِنهُمُ | |
|
| بَني الكَلبِ غَيرُ المُزلِفينَ السَنابِرِ |
|
لَعَمري لَئِن أَنتُم وَأَنتُم ذَوي لِحىً | |
|
| بَني وَضَرٍ مَنفوشَةٍ وَمَناخِرِ |
|
تَسَرَّعتُمُ جَهلاً عَلَيها وَجَهلُكُم | |
|
| كَثيرٌ بِإِهداءِ الخَنى وَالهَواجِرِ |
|
لَقَد هَجتُمُ ذا لِبدَةٍ في عَرينِهِ | |
|
| حَمى ما حَمى مِن غَيرِ داءٍ بَوادِرِ |
|
فَإِن عَنكُمُ أُسأَلْ أُنَبِّئُ بِأَنَّني | |
|
| بِأَحسابِكُم آلَ اِستِها حَقُّ خابِرِ |
|
لِئامٌ إِذا اِحمَرَّ الزَمانُ وَلا تَرى | |
|
| كَما فيهِم مِن قُضأَةٍ وَمَقاذِرِ |
|
مِنَ السُنَّةِ الشَنعاءِ وَالسَوءَةِ الَّتي | |
|
| يَسُبُّ بِها الأَحياءُ أَهلَ المَقابِرِ |
|
وَبادي بَني حُرثانَ أَلأَمُ مَن بَدا | |
|
| وَحاضِرُهُم بِالمِصرِ أَلأَمُ حاضِرِ |
|
تَرى جارَهُم فيهِم يَخافُ وَضَيفَهُم | |
|
| يَجوعُ وَقَد باتوا مِلاءَ المَذاخِرِ |
|
وَما وَجَدَتْ حُرثانُ مَجداً تُعِدُّهُ | |
|
| إِذا نافَروا الأَقوامَ غَيرَ الأَباعِرِ |
|
أَباعِرُ يَحنو أَهلُها الضَيفَ ذِكرُها | |
|
| يَشينُ إِذا عُدَّت كِرامُ المَآثِرِ |
|
وَما شَكَرَت حُرثانُ نِعمَةَ مُنعَمٍ | |
|
| وَلا أَدرَكَت مِن دِمنَةٍ عِندَ واتِرِ |
|
سَواسِيَةٌ دُسمُ الثِيابِ تَوارُثوا | |
|
| مَروءَةَ سَوءٍ كابِراً بَعدَ كابِرِ |
|
وَسَمتُ بَني حُرثانَ وَسماً مُشَهَّراً | |
|
| بِأَنفِهِم أُخرى اللَيالي الغَوابِرِ |
|