لِمَن الديارُ بروضة السُلَّانِ | |
|
| فالرَقمَتَينِ فجانبِ الصَّمَانِ |
|
لَعِبَت بها هُوجُ الرياحِ وَبُدِّلَت | |
|
| بعد الأَنيسِ مَكَانِسَ الثيرانِ |
|
فكأنَّ ما أَبقَينَ من آياتِها | |
|
| رَقمٌ يُنَمَّقُ بالأَكُفِّ يَمَاني |
|
دارٌ لِعَمرَةَ إِذ تُريكَ مُفَلَّجاً | |
|
| عَذبَ المَذاقَةِ واضِحَ الأَلوانِ |
|
خَصِراً يُشَبَّهُ بَردُهُ وَبَيَاضُهُ | |
|
| بالثلجِ أَو بِمُنَوِّرِ القُحوانِ |
|
وكأنَّ طَعمَ مُدامَةٍ جَبَليّةٍ | |
|
| بالمِسكِ والكافورِ والرَّيحانِ |
|
والشُّهدِ شِيبَ بماءِ وَردٍ باردٍ | |
|
| منها على المُتَنفَّسِ الوَهنانِ |
|
وَأَغَرَّ مَصقولاً وَعَينَي جُؤذَرٍ | |
|
| وَمُقَلَّداً كَمُقَلَّدِ الأُدمانِ |
|
سَنَّت عليه قَلائداً مَنظومةً | |
|
| بالشَّذرِ والياقوتِ والمَرجانِ |
|
ولقد تَعارَفَتِ الضِّباتُ وجعفرٌ | |
|
| وبنو أَبي بكرٍ بنو الهَصَّانِ |
|
سَبياً على القُعُداتِ تَخفُقُ فوقَهم | |
|
| رايات أَبيضَ كالفَنيقِ هِجانِ |
|
والأَشعثُ الكِنديُّ حينَ سَما لنا | |
|
| من حَضرَمَوتَ مُجَنِّبَ الذُكرانِ |
|
قادَ الجِيادَ على وَجَاها شُزَّباً | |
|
| قُبَّ البطونِ نَواحِلَ الأَبدانِ |
|
حتى إِذا أَسرى وأَوَّبَ دُونَنا | |
|
| من حَضرَمَوتَ إِلى قَضيبِ يَمَانِ |
|
أَضحى وقد كانت عليه بلادُنا | |
|
| محفوفةً كَحَظِيرةِ البستانِ |
|
فدَعا فَسَوَّمَها وَأَيقَنَ أَنّه | |
|
| لا شكَّ يومُ تَسَايُفٍ وَطِعانِ |
|
لمَّا رأى الجَمعُ المُصَبَّحُ خَيلَهُ | |
|
| مَبثوثةً كَكَواسِرِ العِقبانِ |
|
فَزِعُوا إِلى الحُصُنِ المَذَاكي عِندَهم | |
|
| وَسطَ البيوتِ يَرُدنَ في الأَرسانِ |
|
خيلٌ مُرَبَّطَةٌ على أَعلافها | |
|
| يُقفَينَ دون الحَيِّ بالأَلبانِ |
|
وَسَعَت نساؤهُمُ بكلِّ مُفاضَةٍ | |
|
| جَدلاءَ سابغةٍ وبالأَبدانِ |
|
فَقَذفنَهُنَّ على كُهولٍ سادةٍ | |
|
| وعلى شَرَامِحَةٍ من الشُّبَّانِ |
|
حتى إِذا خَفَتَ الدُعاءُ وَصُرِّعَت | |
|
| قَتلى كمُنقَعِرٍ من الغُلَّانِ |
|
نَشَدُوا البقيّةَ وافتدَوا من وَقعِنا | |
|
| بالرَّكضِ في الأَدغالِ والقِيعانِ |
|
واستسملوا بعد القتال فإِنَّما | |
|
| يَتَربَّقونَ تَرَبُّقَ الحُملانِ |
|
فأُصيبَ في تسعينَ من أَشرافهم | |
|
| أَسرى مُصَفَّدَةً إِلى الأَذقانِ |
|
فَشَتا وقاظَ رئيسُ كِندَةَ عِندَنا | |
|
| في غيرِ مَنقَصَةٍ وغيرَ هَوانِ |
|
والقادسيّةُ حيثُ زاحَمَ رُستُمٌ | |
|
| كنّا الحُماةَ نَهُزُّ كالأَشطانِ |
|
الضاربين بكلِّ أبيَضَ مِخذَمٍ | |
|
| والطاعِنينَ مَجامِعَ الأَضغانِ |
|
ومضى ربيعٌ بالجنود مُشَرِّقاً | |
|
| يَنوي الجهادَ وطاعةَ الرحمنِ |
|
حتى استباحَ قُرى السَّوادِ وفارسٍ | |
|
| والسهلَ والأَجبالَ من مُكرانِ |
|