بانَ الشَبابُ وَأَفنى ضِعفَهُ العُمُرُ | |
|
| لِلَهِ دَرُكَ أَيَّ العَيشِ تَنتَظِرُ |
|
هَل أَنتَ طالِبُ وِترٍ لَستَ مُدرِكَهُ | |
|
| أَم هَل لِقَلبِكَ عَن أُلّافِهِ وَطَرُ |
|
أَم كُنتَ تَعرِفُ آياتِ فَقَد جَعَلَت | |
|
| أَطلالُ إِلفِكَ بِالوَدكاءِ تَعتَذِرُ |
|
أَم لا تَزالُ تُرَجّي عيشَةً أُنُفاً | |
|
| لَم تُرجَ قَبلُ وَلَم يُكتَب بِها زُبُرُ |
|
يَلحى عَلى ذاكَ أَصحابي فَقُلتُ لَهُم | |
|
| ذاكُم زَمانٌ وَهَذا بَعدَهُ عُصُرُ |
|
مَن لِنواعِجِ تَنزو في أَزِمَّتِها | |
|
| أَم لِتَنائي حُمولُ الحَيِّ قَد بَكَروا |
|
كَأَنَّها بِنَقا العَزّافِ طاوِيَةٌ | |
|
| لَمّا اِنطَوى بَطنُها وَاِخرَوَّطَ السَفَرُ |
|
مارِيَّةٌ لُؤلُؤانُ اللَونِ أَوَّدَها | |
|
| طَلٌّ وَبَنَّسَ عَنها فَرقَدٌ خَصِرُ |
|
ظَلَّت تُماحِلُ عَنهُ عَسعَساً لِحَماً | |
|
| يَغشى الضَرّاءَ خَفِيّاً دونَهُ النَظَرُ |
|
تُربي لَهُ وَهوَ مَسرورٌ بِغَفلَتِها | |
|
| طَوراً وَطَوراً تَسَنّاهُ فَتَعتَكِرُ |
|
في يَومِ طَلٍّ وَأَشباهٍ وَضافِيَةٍ | |
|
| شَهبا وَثَلجٍ وَقَطرٍ وَقعُهث دِرَرُ |
|
حَتّى تَناهى بِهِ غَيثٌ وَلَجَّ بِها | |
|
| بَهوٌ تَلاقَت بِهِ الآرامُ وَالبَقَرُ |
|
طافَت وَسافَت قَليلاً حَولَ مَرتَعِهِ | |
|
| حَتّى اِنقَضى مِن تَوالي إِلفِها الوَطَرُ |
|
فَلَم تَجِد في سَوادِ اللَيلِ رائِحَةً | |
|
| إِلّا سَماحيقَ مِمّا أَحرَزَ العَفَرُ |
|
ثُمَّ اِرعَوَت في سَوادِ اللَيلِ وَاِدَّكَرَت | |
|
| وَقَد تَمَزَّعَ صادٍ لَحمُهُ دَفِرُ |
|
ثُمَّ اِستَمَرَّت كَضَوءِ البَرقِ وَاِنفَرَجَت | |
|
| عَنها الشَقائِقُ مِن بَهنانَ وَالضَفِرُ |
|
تَطايَحَ الطَلُّ عَن أَردافِها صُعُدا | |
|
| كَما تَطايَحَ عَن ماموسَةَ الشَرَرُ |
|
كَأَنَّما تِلكَ لَمّا أَن دَنَت أُصُلاً | |
|
| مِن رَحرَحانَ وَفي أَعطافِها زَوَرُ |
|
حَتّى إِذا كَرَبَت وَاللَيلُ يَطلُبُها | |
|
| أَيدي الرِكابِ مِنَ اللَغباءِ تَنحَدِرُ |
|
حَطَّت وَلَو عَلِمَت عِلمي لَما عَزَفَت | |
|
| حَتّى تَلَينَ واهٍ كَرُّها بَسَرُ |
|
شَيخٌ شَموسٌ إِذا ما عَزَّ صاحِبُه | |
|
| شَهمٌ وَاِسمَرُ مَحبوكٌ لَهُ عُذُرُ |
|
كَأَنَّ وَقعَتَهُ لَو ذانَ مِرفَقِها | |
|
| صَلقُ الصَفا بِأَديمِ وَقعُهُ تِيَرُ |
|
حَنَّت قَلوصي إِلى بابوسِها جَزعاً | |
|
| فَما حَنينُكَ أَم ما أَنتَ وَالذِكَرُ |
|
إِخالُها سَمِعَت عَزفاً فَتَحسَبُهُ | |
|
| إِهابَةَ القَسرِ لَيلاً حينَ تَنتَشِرُ |
|
خُبّي فَلَيسَ إِلى عُثمانَ مُرتَجَعٌ | |
|
| إِلّا العَداءُ وَإِلّا مَكنَحٌ ضَرَرُ |
|
وَاِنجي فَإِنّي إِخالُ الناسَ في نَكَصٍ | |
|
| وَأَنَّ يَحيى غِياثُ الناسِ وَالعُصُرُ |
|
يا يَحيى يا اِبنَ إِمامِ الناسِ أَهلَكَنا | |
|
| ضَربُ الجُلودِ وَعُسرُ المالِ وَالحَسَرُ |
|
إِن تَنبُ يا اِبنَ أَبي العاصي بِحاجَتِنا | |
|
| فَما لِحاجَتِنا وِردٌ وَلا صَدَرُ |
|
ما تَرضَ نَرضَ وَإِن كَلَّفتَنا شَطَطاً | |
|
| وَما كَرِهتَ فَكُرهٌ عِندَنا قَذَرُ |
|
نَحنُ الَّذينَ إِذا ما شِئتَ أَسمَعَنا | |
|
| داعٍ فَجِئنا لِأَيِّ الأمرِ نَأتَمِرُ |
|
إِنّي أَعوذُ بِما عاذَ النَبِيُّ بِهِ | |
|
| وَبِالخَليفَةِ أَن لا تُبَلُ العُذُرُ |
|
مِن مُترَفيكُم وَأَصحابٍ لَنا مَعَهُم | |
|
| لا يَعدِلونَ وَلا نَأبى فَنَنتَصِرُ |
|
فَإِن تُقِرَّ عَلَينا جَورَ مَظلِمَةٍ | |
|
| لَم تَبنِ بَيتاً عَلى أَمثالِها مُضَرُ |
|
لا تَنسِ يَومَ أَبي الدَرداءِ مَشهَدَنا | |
|
| وَقَبلَ ذَلِكَ أَيّامٌ لَنا أُخَرُ |
|
مَن يُمسِ مِن آلِ يَحيى مُغتَبِطاً | |
|
| في عِصمَةِ الأَمرِ ما لَم يَغلِبِ القَدَرُ |
|
وَرّادَةٌ يَومَ نَعبِ المَوتِ رايَتُهُم | |
|
| حَتّى يَفيءَ إِلَيها النَصرُ وَالظَفَرُ |
|
مِن أَهلِ بَيتٍ هُمُ لِلَهِ خالِصَةٌ | |
|
| قَد صَعَدوا بِزِمامِ الأَمرِ وَاِنحَدَروا |
|
كَأَنَّهُ صُبحَ يَسري القَومُ لَيلَهُمُ | |
|
| ماضٍ مِنَ الهِندُوانِيّاتِ مُنسَدِرُ |
|
يَعلو مَعَدّاً وَيُستَسقى الغَمامُ بِهِ | |
|
| بَدَّرٌ تَضاءَلَ فيهِ الشَمسُ وَالقَمَرُ |
|
هَل في الثَماني مِنَ التِسعينَ مَظلمَةٌ | |
|
| وَرَبُّها لِكِتابِ اللَهِ مُستَطِرُ |
|
يَكسونَهُم أَصبَحِيّاتٍ مُحَدرَجَةً | |
|
| إِنَّ الشُيوخَ إِذا ما أوجِعوا ضَجِروا |
|
حَتّى يَطيبوا لَهُم نَفساً عَلانِيَّةً | |
|
| عَنِ القِلاصِ الَّتي مِن دونِها مَكَروا |
|
لَسنا بِأَجسادِ عادٍ في طَبائِعِنا | |
|
| لا نَألَمُ الشَرَّ حَتّى يَألَمَ الحَجَرُ |
|
وَلا نَصارى عَلَينا جِزيَةٌ نُسُكٌ | |
|
| وَلا يَهودُ طَغاماً دينُهُم هَدَرُ |
|
إِن نَحنُ إِلّا أُناسٌ أَهلُ سائِمَةٍ | |
|
| ما إِن لَنا دونَها حَرثٌ وَلا غُرَرُ |
|
مَلّوا البِلادَ وَمَلَّتهُم وَأَحرَقَهُم | |
|
| ظُلمُ السَعادَةِ وَبادَ الماءُ وَالشَجَرُ |
|
إِن لا تُدارِكهُمُ تُصبِح مَنازِلُهُم | |
|
| قَفراً تَبيضُ عَلى أَرجائِها الحُمرُ |
|
أَدرِك نِساءً وَشيباً لا قَرارَ لَهُم | |
|
| إِن لَم يَكُن لَكَ فيما قَد لَقَوا غِيَرُ |
|
إِنَّ العِيابَ الَّتي يُخفونَ مَشرَجَةٌ | |
|
| فيها البَيانُ وَيُلوى دونَكَ الخَبَرُ |
|
فَاِبعَث إِلَيهِم فَحاسِبهُم مَحاسَبَةً | |
|
| لا تَخَف عَينق عَلى عَينٍ وَلا أَثَرُ |
|
وَلا تَقولَنَّ زَهواً ما تُخَيِّرُني | |
|
| لَم يَترُكِ الشَيبُ لي زَهواً وَلا العَوَرُ |
|
سائِلهُمُ حَيثُ يُبدي اللَهُ عَورَتَهُم | |
|
| هَل في صُدورِهِم مِن ظُلمِنا وَحَرُ |
|