إِلّا أَكُن لا قَيتُ يَومَ مُخَطِّطٍ | |
|
| فَقَد خَبَّرَ الرُكبانُ ما أَتوَدَّدُ |
|
أَتاني بِنَفرِ الخَيرِ ما قَد لَقيتُهُ | |
|
| رَزينٌ وَرَكبٌ حَولَهُ مُتَعَضِّدُ |
|
يُهلُّوانَ عُمّاراً إِذا تَغَوَّروا | |
|
| وَلا قوا قُرَيشاً خَبَّروها فَأَنجَدوا |
|
بِأَبناءِ حَيٍّ مِن قَبائِلِ مالِكٍ | |
|
| وَعَمرِو بنُ يَربوعٍ أَقاموا فَأَخلَدوا |
|
وَرَدَّ عَلَيهِم سَرحَهُم حَولَ دارِهِم | |
|
| ضِناكاً وَلَم يَستَأنِفِ المُتَوَحِّدُ |
|
حُلولٌ بِفِرادَوسِ الإِيادِ وَأَقبَلَت | |
|
| سَراةُ بَني البَرشاءِ لَمّا تَأَوَّدوا |
|
بَأَلفَينِ أَو زادَ الخَميسُ عَلَيها | |
|
| لِيَنتَزِعوا عِرقاتِنا ثُمَّ يُرغِدوا |
|
ثَلاثُ لَيالٍ مِن سَنامٍ كَأَنَّهُم | |
|
| بَريدٌ وَلَم يَثووا وَلَم يَتَزَوَّدوا |
|
وَكانَ لَهُم في أَهلِهِم وَنِسائِهِم | |
|
| بَريدٌ وَلَم يَدروا بِما يُحدِثُ الغَدُ |
|
فَلَمّا رَأَوا أَدنى السِهامِ مُعَزِّباً | |
|
| نَهاهُم فَلَم يَلووا عَلى النَهيِ أسوَدُ |
|
وَقالَ الرَئيسُ الحَوافَزانُ تَلَبّبوا | |
|
| بَني الحِصنِ إِذ شارَفتُهُم ثُمَّ جَدِّدوا |
|
فَما فَتِئوا حَتّى رَأَونا كَأَنَّنا | |
|
| مَعَ الصُبحِ آذِيٌّ مِنَ البَحرِ مُزبِدُ |
|
بِمَلمومَةٍ شَهباءَ يَبرُقُ خالُها | |
|
| تَرى الشَمسَ فيها حينَ ذَرَّت تَوَقَّدُ |
|
فَما بَرِحوا حَتّى عَلَتهُم كَتائِبٌ | |
|
| إِذا لَقِيَت أَقرانَها لا تُعَرِّدُ |
|
ضَمَمنا عَلَيهِم طايَتَيهِم بِصائِبٍ | |
|
| مِنَ الطَعنِ حَتّى اِستَأسَروا وَتَبَدَّدوا |
|
بِسُمرٍ كَالأَطانِ الجَرورِ نَواهِلٍ | |
|
| يَجورُ بِها زَوُّ المَنايا وَيَقصِدُ |
|
تَرى كُلَّ صَدقٍ زاعِبِيٍّ سِنانُهُ | |
|
| إِذا بَلَّهُ الأَنداءُ لا يَتَأَوَّدُ |
|
يَقَعنَ مَعاً فيهِم بِأَيدي كُماتِنا | |
|
| كَأَنَّ المَنونَ لِلأَسِنَّةِ مَوعِدُ |
|
تُدِرُّ العُروقَ الآبِياتِ ظُباتُنا | |
|
| وَقَد سَنَّها طَرٌّ وَوَقعٌ وَمِبرَدُ |
|
فَأَقرَرتُ عَيني حينَ ظَلّوا كَأَنَّهُم | |
|
| بِبَطنِ الإِيادِ خُشبُ أَثلٍ مُسَنَّدُ |
|
صَريعٌ عَلَيهِ الطَيرُ تَنتِخُ عَينَهُ | |
|
| وَآخَرُ مَكبولٌ يَميلُ مُقَيَّدُ |
|
لَدُن غُدوَةٌ حَتّى أَتى اللَيلُ دونَهُم | |
|
| وَلا تَنتَهي عَن مِلئِها مِنهُمُ يَدُ |
|
فَأَصبَحَ مِنهُم يَومَ غِبِّ لِقائِهِم | |
|
| بِقيقاءَةِ البُردَينِ فَلٌّ مُطَرَّدُ |
|
إِذا ما اِستَبالوا الخَيلَ كانَت أَكُفُّهُم | |
|
| وَقائِعَ لِلأَبوالِ وَالماءُ أَبرَدُ |
|
كَأَنَّهُم إِذ يَعصِرونَ فُظوظَها | |
|
| بِدِجلَةَ أَو فَيضِ الخُرَيبَةِ مَورِدُ |
|
وَقَد كانَ لِاِبنِ الحَوفَزانِ لَو اِنتَهى | |
|
| سُوَيدٌ وَبِسطامٌ عَنِ الشَرِّ مَقعَدُ |
|