قِفا يا خَليلَيَّ المَطِيَّ المُقَرَّدا | |
|
| عَلى الطَلَلِ البالي الَّذي قَد تَأَبَّدا |
|
قِفا نَبكِ في أَطلالِ دارٍ تَنَكَّرَت | |
|
| لَنا بَعدَ عِرفانٍ تُثابا وَتُحمَدا |
|
قِفا إِنَّها أَمسَت قِفاراً وَمَن بِها | |
|
| وَإِن كانَ مِن ذي وُدِّنا قَد تَمَعدَدا |
|
وَلَم يَغن مِن حَيّى وِمِن حَيِّ خُلَّتي | |
|
| بِها مَن يُناصي الشَمسَ عِزّاً وَسُؤدَدا |
|
فَلِي أَشهُرٌ حَتّى إِذا اِنشَقَّتِ العَصا | |
|
| وَطارَ شعاعاً أَمرُهُم فَتَبَدَّدا |
|
فَساروا فَأَمّا جُلُّ حَيّى فَفَرَّعُوا | |
|
| جَميعاً وَأَمّا حَيُّ دَعدٍ فَصَعَّدا |
|
فَهَيهاتَ مِمَّن بِالخَوَرْنَقِِ دارُهُ | |
|
| مُقيمٌ وَحَيٌّ سائِرٌ قَد تَنَجَّدا |
|
أُولائِكَ فَاِتوني غَداةَ تَحَمَّلُوا | |
|
| فَحُقَّ لِقَلبي أَن يُراعَ وَيُعمَدا |
|
بِأَحسَنِ أَهلِ الأَرضِ جِسماً وَمَبسِماً | |
|
| إِذا ما اِجتَلى في شارَةٍ أَو تَجَرَّدا |
|
وَقَد قُمتُ إِذ قامَت وَقالَت وَأَعرَضَت | |
|
| تَجُرُّ قَشِيباً مِن حَريرٍ وَمُجسَدا |
|
جَفَت عَينُ ذاتِ الخالِ لَمّا تَنَكَّرَت | |
|
| وَقالَت أَرى هَذا الفَتى قَد تَخَدَّدا |
|
فَوَاللهِ ما أَدري أَأَلحُبُّ شَفَّهُ | |
|
| فَسُلَّ عَلَيهِ جِسمُهُ أَم تَعَبَّدا |
|
فَتِلكَ الَّتي ما إِن تَذَكَّرتُ دَيدَني | |
|
| وَدَيدَنَها في الدَهرِ إِلّا لِأَكمَدا |
|
تَعَلَّلتُ إِذ دَهري فَتىً بِوصالِها | |
|
| وَقَد عَصِلَت أَنيابُ دَهري وَعَرَّدا |
|
وَباعَ الغَواني بِالَّتي رَثَّ وَصلُها | |
|
| وَإِن كانَ ما أَعطى قَليلاً مُصَرَّدا |
|
بِدَعدٍ وَلَن تَلقى لَها ذا مَوَدَّةٍ | |
|
| وَلا قَيِّماً في الحَيِّ إِلّا مُحَسَّدا |
|
أَبى لِمُحِبيِّها النَقيصَةَ أَنَّما | |
|
| أَخو الحِلمِ عَن أَمثالِها من تَجَلَّدا |
|
أَرى ما تَرى دَعدٌ غَمامَةَ صَيِّفٍ | |
|
| مِنَ الغُرِّ تُكسى الشَرعَبِيَّ المُعَضَّدا |
|
تُضِيءُ وَأَستارٌ مِنَ البَيتِ دونَها | |
|
| إِذا حَسَرَت عَنها الطَرافَ المُمَدَّدا |
|
وَإِن هِيَ قامَت في نِساءٍ حَسِبتُها | |
|
| قَناةً أُقيمَت في قَناً قَد تَأَوَّدا |
|
وَقالَت لِتَثني لِي الهَوى وتَشوقَني | |
|
| أَرى عَنكَ سِربالَ الصِبا قَد تَقَدَّدا |
|
عَلى أَنَّني وَاللَهُ يُؤمَلُ حارِسٌ | |
|
| مِنَ الخَبلِ نَفسي أَن تَموتَ وَتَكمَدا |
|
وَعاذِلَةٍ هَبَّت بِلَيلٍ تَلومُني | |
|
| وَقَد غابَ عَيُّوقُ الثُرَيّا فَعَرَّدا |
|
تَأَوَّبَني هَمٌّ فَبِتُّ مُسَهَّدا | |
|
| وَباتَ الخَلِيُّ الناعِمُ البالِ أَرقَدا |
|
تَأَوَّبَهُ مَكذوبَةٌ شُبِّهَت لَهُ | |
|
| وَطافَ خَيالٌ طافَ مِن أُمِّ أَسوَدا |
|
تَلومُ عَلى إِعطائيَ المالَ ضِلَّةً | |
|
| إِذا جَمَعَ المالَ البَخيلُ وَعدَدا |
|
أَعاذِلَ بِاللَهِ الَّذي عِندَ بَيتِهِ | |
|
| مُصَلّى لِمَن وافى مُهِلّاً وَلَبَّدا |
|
أَريني جَواداً ماتَ هُزلاً لَعَلَّني | |
|
| أَرى ما تَرينَ أَو بَخيلاً تَخَلَّدا |
|
تَكونينَ أَهدى لِلسَبيلِ الَّذي بِهِ | |
|
| يُوافَقُ أَهلُ الحَقِّ مِنّي وَأَقصَدا |
|
وَإِلّا فَغُضِّي بَعضَ لَومِكِ وَاِجعَلي | |
|
| إِلى رأيِ مِن عاتَبتِ رَأيَكِ مُسنَدا |
|
فَاِنّي أَرى ما لا تَرينَ وَإِنَّني | |
|
| رَأَيتُ المَنايا قَد أَصابَت مُحَمَّدا |
|
وَإِنّي أَرى كُلَّ اِبنِ أُنثى مُؤَجَّلاً | |
|
| وَلَم يُضرُبِ الآجالُ إِلّا لِتَنفَدا |
|
فَلا تَحسِبينَ الشَرَّ ضَربَ لازِم | |
|
| وَلا الخَيرَ في الدُنيا عَلى المَرءِ سَرمَدا |
|
وَلا خَيرَ في مَولاكَ ما دامَ نَصرُهُ | |
|
| عَلَيكَ وَلَم يَترُك لِنارِكَ مَوقِدا |
|
تَقولُ أَسىً أَمسِك عَلَيكَ فَاِنَّني | |
|
| أَرى المالَ عِندَ المُمسِكينَ مُعتَّدا |
|
دَعيني وَمالي إِن مالَكِ وافِرٌ | |
|
| وَكُلُّ اِمرِئٍ جارٍ عَلى ما تَعَوَّدا |
|
وَلا خَيرَ في حِلمٍ يَعودُ مَذَلَّةً | |
|
| إِذا الجَهلُ لَم يَترُك لِذي الحِلمِ مَعقَدا |
|
أَعاذِلَ إِنّي قَد عَلِمتُ بِأَنَّني | |
|
| وَإِن كُنتُ لا آتيكِ إِلّا مُؤَيَّدا |
|
إِذا زالَ نَعشي وَاعتَرَتني مَنِيَّتي | |
|
| وَصاحَبتُ في لِحدي الصَفيحَ المُنَضَّدا |
|
فَقولي فَتىً ما غَيَّبُوا في ضَريحِهِم | |
|
| تَزَودَ مِن حُبَ القرى ما تَزَوَّدا |
|
ذَريني فَما أَعيا بِما حَلَّ ساحَتي | |
|
| أَسودُ فاكتَفى أَن أَطيعَ المُسَوَّدا |
|
وَأَعرِضُ عَن مَولايَ وَهُوَ يَعيبُني | |
|
| وَلا أَجهَلُ العُتبى وَلا أَعجَلُ العِدا |
|
أَبى لا يُطيعُ العاذِلاتِ وَلا يَرى | |
|
| مِنَ المَوتِ حِصناً لِلبَخيلِ مُشَيَّدا |
|
فَلا تَجمَعي بَذلي وَوُدِّي وَنُصرَتي | |
|
| وَأَن تَجعَلي فَوقي لِسانَكِ مِبرَدا |
|
سُأوثِرُ بِالمَعروفِ عِرضي مِنَ الأَذى | |
|
| وَأَدنو مِنَ المُعتَرِّ أَن يَتَبَعَّدا |
|