أَرِقتُ لِبَرقٍ بِالعِراقِ وَصُحبَتي | |
|
| بِحَجرٍ وَما طَيَّاتُ قَومِيَ مِن حَجرِ |
|
وَميضٌ كَأَنَّ الرَبطَ في حَجَراتِهِ | |
|
| إِذا اِنشَقَّ في غُرٍّ غَوارِبُهُ زُهرِ |
|
كَما رَمَحَت بَلقاءُ تَحمي فُلُوَّها | |
|
| دَجوجِيَّةُ المَتنَينِ واضِحَةُ الخَصرِ |
|
شَموسٌ أَتَتها الخَيلُ مِن كُلِّ جانِبٍ | |
|
| بِمَرجٍ فُراتِيٍّ تَحومُ عَلى مُهرِ |
|
فَإِنّي وَقَومي إِن رَجِعتُ إِلَيهِمُ | |
|
| كَذي العِلقِ آلى لا يَنولُ وَلا يَشري |
|
لَوَيتُ لَهُم في الصَدرِ مِنّي نَصيحَةً | |
|
| وَوُدّاً كَما تُلوى اليَدانِ إِلى النَحرِ |
|
أَلا أَيُّهذا المُؤتَلي إِنَّ نَهشَلاً | |
|
| عَصَوا قَبلَ ما آلَيتُ مُلكَ بَني نَصرِ |
|
فَلَمّا غَلَبنا المُلكَ لا يَقسِرونَنا | |
|
| قَسَطنا فَأَقبَلنا مِنَ الهَيلِ وَالبِشرِ |
|
وَصَدَّ اِبنُ ذي القَرنَينِ عَنّا وَرَهطُهُ | |
|
| نَسيرُ بِما بَينَ المَشارِقِ وَالقَهرِ |
|
وَقَد عَلِمَت أَعداؤُنا أَنَّ نَهشَلاً | |
|
| مَصاليتُ حَلاّلو البُيوتِ عَلى الثَغرِ |
|
تُقيمُ عَلى دارِ الحِفاظِ بُيوتُنا | |
|
| وَإِن قيلَ مَرحاها نُصَبِّحُ أَو تَسري |
|
لَنا هَضبَةٌ صَمّاءُ مِن رُكنِ مالِكٍ | |
|
| وَأُسدُ كِراءٍ لا تُوَزَّعُ بِالزَجرِ |
|
مَداريهُ ما يُلقى بِهِ أَو مَضيعَةٍ | |
|
| أَخوهُم وَلا يُغضونَ عَيناً عَلى وَترِ |
|
هُمُ القَومُ يَبنونَ الفَعالَ وَيَنتَمي | |
|
| إِلَيهِم مُصابُ المالِ مِن عَنَتِ الدَهرِ |
|
وَمَن عَدَّ مَسعاةً فَلا يَكذِبَنَّها | |
|
| وَلا يَكُ كَالأَعمى يَقولُ وَلا يَدري |
|
وَمُستَلحِمٍ قَد أَنقَذَتهُ رِماحُنا | |
|
| وَقَد كانَ مِنهُ المَوتُ أَقرَبَ مِن شِبرِ |
|
دَعانا فَنَجَّيناهُ في مُشمَخِرَّةٍ | |
|
| مَعادَةِ جيرانٍ تَقَلَّصُ بِالغَفرِ |
|
وَجارٍ مَنَعناهُ مِنَ الضَيمِ وَالخَنا | |
|
| وَجيرانُ أَقوامٍ بِمَدرَجَةِ الدَهرِ |
|
إِذا كُنتَ جاراً لاِمرِىءٍ فَاِرهَبِ الخَنا | |
|
| عَلى عِرضِهِ إِنَّ الخَنا طَرَفُ الغَدرِ |
|
وَذُد عَن حِماهُ ما عَقَدتَ حِبالَهُ | |
|
| بِحَبلِكَ وَاِستُرهُ بِما لَكَ مِن سِترِ |
|
وَخالي اِبنُ جَوّاسٍ سَعى سَعيَ ماجِدٍ | |
|
| فَأَدّى إِلى حَيَّي قُضاعَةَ مِن بَكرِ |
|
لَعَمري لَقَد أَعطى اِبنُ ضَمرَةَ مالَهُ | |
|
| رِفاقاً مِن الآفاقِ مُختَلِفي النَجرِ |
|
قَرى مِئَةً أَحمٍ لَها وَنُفوسَها | |
|
| عَلى حينَ لا يُعطي الكَريمُ وَلا يَقري |
|
أَلا إِنَّ قَومي واكزونَ رِماحَهُم | |
|
| بِما بَينَ فَلجٍ وَالمَدينةِ مِن ثَغرِ |
|
يَذودونَ كَلباً بِالرِماحِ وَطَيِّئاً | |
|
| وَتَغلِبَ وَالصيدَ النَواظِرَ مِن بَكرِ |
|
أَلا إِنَّ قَومي لا يَجُنُّ بُيوتَهُم | |
|
| مَضيقٌ مِنَ الوادي إِلى جَبَلٍ وَعرِ |
|
وَنَحنُ مَنَعنا بِالتَناضُبِ قَومَنا | |
|
| وَبِتنا عَلى نارٍ تُحَرَّقُ كَالفَجرِ |
|
تُضيءُ عَلى القَومِ الكِرامِ وُجوهُهُم | |
|
| طِوالُ الهَوادي مِن وِرادٍ وَمِن شُقرِ |
|
نَقائِذَ أَمثالَ القَنا أَعوَجِيَّةً | |
|
| وَجُرداً تَداوى بِالغَريضِ وَبِالنَقرِ |
|
نُعَوِّدُها الإِقدامَ في كُلِّ غَمرَةٍ | |
|
| وَكَرّاً بِأَيدٍ لا قِصارٍ وَلا عُسرِ |
|
وَيَومٍ كَأَنَّ المُصطَلينَ بِحَرِّهِ | |
|
| وَإِن لَم تَكُن نارٌ قِيامٌ عَلى الجَمرِ |
|
كَأَنَّ رِماحَ القَومِ في غَمَراتِهِ | |
|
| نَواشِطُ فُرّاطٍ نُواضِحُ في بِئرِ |
|
صَبَرنا لَهُ حَتّى يُريحَ وَإِنَّما | |
|
| تُفَرَّجُ أَيّامُ الكَريهَةِ بِالصَبرِ |
|
وَنَحنُ فَلَينا لِاِبنِ طيبَةَ رَأسَهُ | |
|
| عَلى مَرِقِ الغالي بِأَبيَضَ ذي أَثرِ |
|
وَنَحنُ خَضَبنا لِلخَطيمِ قَميصَهُ | |
|
| بِدامِيَةٍ نَجلاءَ مِن واضِحِ النَحرِ |
|
وَحَيَّي سَليطٍ قَد صَبَحنا وَوائِلاً | |
|
| صَبوحَ مَنايا غَيرَ ماءٍ وَلا خَمرِ |
|
وَلَيلَةَ زَيدِ الخَيلِ نالَت جِيادُنا | |
|
| مُناها وَحَظّاً مِن أَسارى وَمِن ثَأرِ |
|
وَنَحنُ ثَأَرنا مِن سُمَيِّ وَرَهطِهِ | |
|
| وَظَبيانَ ما في حَيِّ ظَبيانَ مِن وَترِ |
|
وَقاظَ اِبنُ ذي الجَدَّينِ وَسطَ بُيوتِنا | |
|
| وَكَرشا في الإِغلالِ وَالحَلقِ السُمرِ |
|
وَنَحنُ حَبَسنا الخَيلَ أَن يَتأَوَّبوا | |
|
| عَلى شَجَعاتٍ وَالجِيادُ بِنا تَجري |
|
حَبَسناهُمُ حَتّى أَقَرّوا بُحُكمِنا | |
|
| وَأُدِّيَ أَثقالُ الخَميسِ إِلى صَخرِ |
|
أَبي فارِسِ الجَونَينِ قَد تَعلَمونَهُ | |
|
| وَيَومَ خِفافٍ سارَ في لَجَبٍ مَجرِ |
|
وَنَحنُ رَأَينا بَينَ عَمرٍو وَمالِكٍ | |
|
| كَما شُدَّ أَعضادُ المَهيضَةِ بِالجَبرِ |
|
مِئينَ ثَلاثاً بَعدَما اِنشَقَّتِ العَصا | |
|
| وَقَد أُسلِمَ الجاني وَأُتعِبَ ذو الوَفرِ |
|
وَلَمّا رَأَى الساعونَ زَلخاً مَزِلَّةً | |
|
| وَسُدَّ الثَنايا غَيرَ مُطَّلَعٍ وَعرِ |
|
نَهَضنا بِأَثقالِ المِئينَ فَأَصبَحَت | |
|
| عَشيرَتُنا ما مِن خَبالٍ وَلا كَسرِ |
|
بِمَرجٍ يُسِمُّ الراعِبَينِ جَنينُهُ | |
|
| وَيَجهَدُ يَومَ الوِردِ ثائِبَةِ الجَفرِ |
|
وَمِنّا الَّذي أَدّى مِنَ المُلكِ مازِناً | |
|
| جَميعاً فَنَجّاها مِنَ القَتلِ وَالأَسرِ |
|
وَنَحنُ حَوَينا بِالقَنا يَومَ عانِطٍ | |
|
| طَريفاً وَمَولاها طَريفَ بَني عَمرِو |
|
وَمَولىً تَدارَكناهُ مِن سوءِ صَرعَةٍ | |
|
| وَقَد قَذَفَتهُ الحَربُ في لُجَجٍ خُضرِ |
|
كَما اِنتاشَ مَغموراً مِن المَوتِ سابِحٌ | |
|
| بِأَسبابِ صِدقٍ لا ضِعافٍ وَلا بُترِ |
|
لَنا هَضبَةٌ صَمّاءُ مِن صُلبِ مالِكٍ | |
|
| وَأُسدُ فَراءٍ لا تُوَزَّعُ بِالزَجرِ |
|
إِذا نَهشَلٌ ثابَت إِليَّ فَما بِنا | |
|
| إِلى أَحَدٍ إِلاّ إِلى اللَهِ مِن فَقرِ |
|
يُعارِضُ أَرواحَ الشَتآنِ جابِرٌ | |
|
| إِذا أَقبَلَت مِن نَحوِ حَورانَ أَو مِصرِ |
|
وَقَد عَلِمَت جَمخُ القَبائِلِ أَنَّني | |
|
| إِذا ما رَمَيتُ القَومَ أُسمِعُ ذا الوَقرِ |
|
بِرَجمِ قَوافٍ تُخرِجُ الخَبءَ في الصَفا | |
|
| وَتُنزِلُ بَيضاتِ الأَنوقِ مِنَ الوَكرِ |
|