حَبَسَ اللِسانَ وَأَطلَقَ الدَمعا | |
|
| ناعٍ أَصَمَّ بِنَعيِكَ السَمعا |
|
لَكَ مِنَّةٌ قَد طَوَّقَت عُنُقي | |
|
| ما إِن أُريدُ لِطَوقِها نَزعا |
|
ماتَ الإِمامُ وَكانَ لي كَنَفاً | |
|
| وَقَضَيتَ أَنتَ وَكُنتَ لي دِرعا |
|
فَليَشمَتِ الحُسّادُ في رَجُلٍ | |
|
| أَمسَت مُناهُ وَأَصبَحَت صَرعى |
|
وَلتَحمِلِ الأَيّامُ حَملَتَها | |
|
| غاضَ المَعينُ وَأَجدَبَ المَرعى |
|
إِنّى أَرى مِن بَعدِهِ شَلَلاً | |
|
| بِيَدِ العُلا وَبِأَنفِها جَدعا |
|
وَأَرى النَدى مُستَوحِشاً قَلِقاً | |
|
| وَأَرى المُروءَةَ أَقفَرَت رَبعا |
|
قَد كانَ في الدُنيا أَبو حَسَنٍ | |
|
| يولي الجَميلَ وَيُحسِنُ الصُنعا |
|
إِن جاءَ ذو جاهٍ بِمَحمَدَةٍ | |
|
| وَتراً شَآهُ بِمِثلِها شَفعا |
|
فَإِذا نَظَرتَ إِلى أَنامِلِهِ | |
|
| تَندى حَسِبتَ بِكَفِّهِ نَبعا |
|
سَلني فَإِنّي مِن صَنائِعِهِ | |
|
| وَسَلِ المَعارِفَ كَم جَنَت نَفعا |
|
قَد أَخصَبَت أُمُّ اللُغاتِ بِهِ | |
|
| خِصباً أَدَرَّ لِأَهلِها الضَرعا |
|
تَاللَهِ لَولا أَن يُقالَ أَتى | |
|
| بِدعاً لَطُفتُ بِقَبرِهِ سَبعا |
|
قَد ضِقتُ ذَرعاً بِالحَياةِ وَمَن | |
|
| يَفقِد أَحِبَّتَهُ يَضِق ذَرعا |
|
وَغَدَوتُ في بَلَدٍ تَكَنَّفَني | |
|
| فيهِ الشُرورُ وَلا أَرى دَفعا |
|
كَم مِن صَديقٍ لي يُحاسِنُني | |
|
| وَكَأَنَّ تَحتَ ثِيابِهِ أَفعى |
|
يَسعى فَيُخفي لينُ مَلمَسِهِ | |
|
| عَنّي مَسارِبَ حَيَّةٍ تَسعى |
|
كَم حاوَلَت هَدمي مَعاوِلُهُم | |
|
| وَأَبى الإِلَهُ فَزادَني رَفعا |
|
أَصبَحتُ فَرداً لا يُناصِرُني | |
|
| غَيرُ البَيانِ وَأَصبَحوا جَمعا |
|
وَمُناهُمُ أَن يَحطِموا بِيَدي | |
|
| قَلَماً أَثارَ عَلَيهِمُ النَقعا |
|
وَلَرُبَّ حُرٍّ عابَهُ نَفَرٌ | |
|
| لا يَصلُحونَ لِنَعلِهِ شِسعا |
|
مَن ذا يُواسيني وَيَكلَأُني | |
|
| في هَذِهِ الدُنيا وَمَن يَرعى |
|
لا جاهَ يَحميني وَلا مَدَدٌ | |
|
| عَنّي يَرُدُّ الكَيدَ وَالقَذَعا |
|
بِكَ كُنتُ أَدفَعُ كُلَّ عادِيَةٍ | |
|
| وَأُجيبُ في الجُلّى إِذا أُدعى |
|
وَأُقيلُ عَثرَةَ كُلِّ مُبتَئِسٍ | |
|
| وَأَفي الحُقوقَ وَأُنجِحُ المَسعى |
|
حَتّى نَعى الناعي أَبا حَسَنٍ | |
|
| فَوَدَدتُ لَو كُنتُ الَّذي يُنعى |
|
غيظُ العِداةُ فَحاوَلوا سَفَهاً | |
|
| مِنهُم لِحَبلِ وِدادِنا قَطعا |
|
راموا لَهُ بَتّاً وَقَد حَمَلوا | |
|
| ظُلماً فَكانَ لِوَصلِهِ أَدعى |
|
يا دَوحَةً لِلبَرِّ قَد نَشَرَت | |
|
| في كُلِّ صالِحَةٍ لَها فَرعا |
|
وَمَنارَةً لِلفَضلِ قَد رُفِعَت | |
|
| فَوقَ الكَنانَةِ نورُها شَعّا |
|
وَمَثابَةً لِلرِزقِ أَحمَدُها | |
|
| ما رَدَّ مِسكيناً وَلا دَعّا |
|
إِنّي رَثَيتُكَ وَالأَسى جَلَلٌ | |
|
| وَالحُزنُ يَصدَعُ مُهجَتي صَدعا |
|
لا غَروَ إِن قَصَّرتُ فيكَ فَقَد | |
|
| جَلَّ المُصابُ وَجاوَزَ الوُسعا |
|
سَأَفيكَ حَقَّك في الرِثاءِ كَما | |
|
| تَرضى إِذا لَم تُقدَرِ الرُجعى |
|