خَلّى طفَيْلٌ عَلَيّ الهَمَّ وَانْشَعَبَا | |
|
| فَهَدَّ ذَلِكَ رُكْنِي هَدَّةً عَجَبَا |
|
وَابْنَيْ سمَيَّةَ لا أنْسَاهمَا أَبداً | |
|
| فِي مَنْ نَسِيتُ وَكل كَانَ لي نَصَبَا |
|
وَما طُفَيْلٌ بِوَقَّافٍ إذَا افْتَرَسَتْ | |
|
| زُرقُ الأسِنَّةِ هَيَّابٍ إذَا رَكِبَا |
|
فَاذْهَبْ فَلاَ يُبْعِدَنْكَ اللهُ مِنْ رَجُل | |
|
| فَقَدْ تَرَكْتَ رَقِيقاً عَظْمُهُ وَصِبا |
|
فَإِنْ سَلَكْتَ سَبِيلاً كُنْتَ سَالِكَهَا | |
|
| وَلاَ مَحَالَةَ أنْ يَأتِي الَّذِي كُتِبَا |
|
فَمَا لَفَظْتُكَ مِنْ رِيٍّ وَلاَ شِبَعٍ | |
|
| وَلاَ ظَللت بِبَاقِي الْعَيْشٍِ مُرْتَقِبَا |
|
تَرَكْتَنِي حِينَ لا مَالٌ أعِيشُ بِهِ | |
|
| وَحِينَ جُن زَمَانُ النَّاسِ أوْ كَلِبَا |
|
وَأخْطَأتَنِي الْمَنَايَا لاَ تُطَالِعُني | |
|
| حَتَّى كَبِرْتُ وَلَمْ يَتْرُكْنَ لِي نَشَبَا |
|
وَكُنْتُ بَعْدَ طُفَيْلٍ كَالَّذِي نَضَبَتْ | |
|
| عَنْهُ الْمِيَاهُ وَفَاضَ المَاءُ فَانْقَضَبَا |
|
فَلاَ بَعِيرَ لهُ في الأرْضِ يَرْكَبُهُ | |
|
| وَإنْ سَعَى إثْرَ مَنْ قَدْ فَاتَهُ لَغِبَا |
|
وَسَارَ مِنْ أرْضِ خَاقَانَ التي غَلَبَتْ | |
|
| أبْنَاءَ فَارِسَ فِي أرْجَائِهَا غلبا |
|
حَتَّى وَرَدْتَ حِيَاضَ المَوْتِ فَانْكَشَفَتْ | |
|
| عَنْكَ الكَتَائِبُ لاَ تُخْفِي لَهَا عَقِبَا |
|
وَمِنْ سِجِسْتَانَ أَسْبَابٌ تُزَيّنهَا | |
|
| لَكَ المَنِيَّةُ حَيْناً كَانَ مُجْتَنَبَا |
|
وَغَادَرُوكَ صَرِيعاً رَهْنَ مَعْرَكَةٍ | |
|
| تَرَى النُّورَ عَلَى القَتْلَى بِهِ عُصَبَا |
|
تَعَاهَدُوا ثُم لَمْ يُوفُوا بِمَا عَهٍدُوا | |
|
| وَأَسْلَمُوا لَلْعَدُوّ السَّبْيَ وَالسَّلَبَا |
|
يَا سَوْءَةَ الْقَوْم إنْ تُسْبَى نِسَاؤُهُمْ | |
|
| وَهُمْ كَثِيرٌ يَرَوْنَ الْخِزْيَ وَالحَرَبا |
|
فَامْلِكْ عَزَاءَكَ إنْ رُزْءٌ بُلِيتَ بِهِ | |
|
| فَلَنْ يَرُد بُكَاءُ المَرْءِ مَا ذَهَبَا |
|
وَلَيْسَ يَشْفِي حَزِيناً مِنْ تَذَكُّرِهِ | |
|
| إِلا البُكَاءُ إذَا مَا نَاحَ وَانْتَحَبَا |
|