ما بالُ حُزنٍ في الفُؤادَ مُوَلِّجِ | |
|
| وَلِدَمعِكَ المُتَحَدِّرِ المُتَزَلِّجِ |
|
أَسَمِعتَ بِالجَيشِ الَّذينَ تَفَرَّقوا | |
|
| وَأَصابَهُم رَيبُ الزَمانِ الأَعوَجِ |
|
حُبِسوا بِكابُلَ يَأكُلونَ جِيادَهُم | |
|
| بِأَضَرِّ مَنزِلَةٍ وَشَرِّ مُعَوَّجِ |
|
لَم يَلقَ جَيشٌ في البِلادِ كَما لَقوا | |
|
| فَلِمِثلِهِم قُل لِلنَوائِحِ تَنشِجِ |
|
وَاِسأَل عُبَيدَ اللَهِ كَيفَ رَأَيتَهُم | |
|
| عِشرينَ أَلفَ مُجَفِّفٍ وَمُدَجَّجِ |
|
بَعثاً تَخَيَّرَهُ الأَميرُ جَلادَةً | |
|
| بَعثاً مِنَ المِصرَينِ غَيرَ مُزَلَّجِ |
|
وُلّيتَ شَأنَهُمُ وَكُنتَ أَميرَهُم | |
|
| فَأَضَعتَهُم وَالحَربُ ذاتُ تَوَهُّجِ |
|
ما زِلتَ نازِلَهُم كَما زَعَموا أَباً | |
|
| وَتَفُلُّهُم وَتَسيرُ سَيرَ الأَهوَجِ |
|
وَتَبيعُهُم فيها القَفيزَ بِدِرهَمٍ | |
|
| فَيَظَلُّ جَيشُكَ بِالمَلامَةِ يَنتَجي |
|
وَمَنَعَتهُم أَلبانَهُم وَشَعيرَهُم | |
|
| وَتَجَرتَ بِالعِنَبِ الَّذي لَم يَنضُجِ |
|
وَنَهَكتَ ضَرباً بِالسِياطِ جُلودَهُم | |
|
| ظُلماً وَعُدواناً وَلَم تَتَحَرَّجِ |
|
وَالأَرضُ كافِرَةٌ تُضَرِّمُ حَولَكُم | |
|
| حَرباءَها بُعِجَت وَلَمّا تَنتِجِ |
|
فَتَساقَطوا جوعاً وَأَنتَ ضُفَندَدٌ | |
|
| شَبعانُ تُصبِحُ كَالأَبَدِّ الأَفجَجِ |
|
زَخوُ النَسا وَالحالِبَينِ مُلَثَّماً | |
|
| في مِثلِ جَحفَلَةِ الحِمارِ الدَيزَجِ |
|
وَظَنَنتَ أَنَّكَ لَن تُعاقَبَ فيهُمُ | |
|
| وَاللَهُ يُصبِحُ مِن أَمامِ المُدلِجِ |
|
حَتّى إِذا هَلَكوا وَبادَ كُراعُهُم | |
|
| رُمتَ الخُروجَ وَأَيُّ ساعَةِ مَخرَجِ |
|
وَأَبى شُرَيحٌ أَن يُسامَ دَنِيَّةً | |
|
| حَرَجاً وَصُحفُ كِتابِهِم لَم تُدرَجِ |
|
وَبَقِيتَ في عَدَدٍ يَسيرٍ بَعدَهُم | |
|
| لَو سارَ وَسطَ مَراغَةٍ لَم يُرهِجِ |
|
لا تُخبِرِ الأَقوامَ شَأَنَكَ كُلَّهُ | |
|
| وَإِذا سُئِلتَ عَن الحَديثِ فَلَجلِجِ |
|