قَد رابَهُ وَلِمثل ذَلِكَ رابَهُ | |
|
| وَقَعَ البَياضُ عَلى السَوادِ فَشابَهُ |
|
لَونٌ حَسِبتُ إِلى النِساءِ مُبَغَّضٌ | |
|
| عِندَ النُصُولِ إِذا يَحِينُ خِضابُهُ |
|
إِنَّ الشَباب عَسا وَأَدبَرَ خَيرُهُ | |
|
| فَمَتى تَقُولُ وَلاتَ حِينَ إِيابُهُ |
|
أَفَبَعدَ ذاكَ وَبَعدَ ما ذَهَبَ الَّذي | |
|
| يَزَعُ الفُؤادَ عَن أَن يُصَبَّ ذَهابُهُ |
|
أَذرى الدُموعَ فَلامَهُ أَصحابُهُ | |
|
| إِذ صاحَ بِالبَينِ المُشِتِّ غَرابُهُ |
|
مِن آلِ عَمرَةَ وَالمُحِبُّ مُشَوَّقٌ | |
|
| سَرِبُ الدُمُوعِ إِذا نَأى أَحبابُهُ |
|
ذَهَبَ النَهارُ وَلا يَبُوخُ عِتابُهُم | |
|
| صَبّاً يَقِلُّ لَدى العِتابِ عِتابُهُ |
|
وَاللَهُ يَعلَمُ ما تَرَكتُ مِراءَهُم | |
|
| أَلّا يَكُونُ مَعي لِذاكَ جَوابُهُ |
|
إِلّا مَخافَةَ أَن أُصارِمَ صاحِباً | |
|
| وَالصرمُ فاعلَم وَالمِرا أَسبابُهُ |
|
وَيَرى اللَئيمُ غَنيمَةً في مالِهِ | |
|
| سَبَّ الكَريمِ إِذا الكَريمُ أَجابَهُ |
|
فَسَكَتُّ إِضرابَ الحَليمِ وَإِنَّما | |
|
| يُنجى الحَليمَ عَن الخَنا إِضرابُهُ |
|
وَأَفَضتُ عَبرَةَ مَعوِلٍ هاجَت لَهُ | |
|
| ذِكرَ الحَبيب فَهاجَهُ إِطرابُهُ |
|
عَزَمُوا الفِراقَ وَقَرَّبُوا لِرَحيلِهِم | |
|
| كَالهَضبِ في يَومٍ يَظَلُّ سَرابُهُ |
|
يَجري عَلى جُدبِ المِتانِ كَأَنَّهُ | |
|
| ماءٌ أَغاثَ بِهِ البِلادَ سَحابُهُ |
|
يَوماً يَظَلُّ الرِيمُ فيهِ لازِماً | |
|
| قعرَ الكِناس وَلا يُحَسُّ ضَبابُهُ |
|
يَكتَنُّ مِن وَهجِ السُمُومِ كَأَنَّما | |
|
| جُدُدُ المَلاءِ مِنَ البَياضِ ثِيابُهُ |
|
مِن كُلِّ مُنتَفِخٍ كَأَنَّ تَلِيلَهُ | |
|
| جِذعٌ بَراهُ جائِزاً خَشّابُهُ |
|
تَستَنفِدُ النِسعَ الطَويلَ ضُلُوعُهُ | |
|
| نابى المَعِدِّ نَبيلَةٌ آرابُهُ |
|
مُغضٍ إِذا غَضَّ الزِمامَ خِشاشُهُ | |
|
| يَفتَرُّ عَن أَنَفٍ فَيَبدُو نابُهُ |
|
عَن مِثلِ زافِرَةِ الرِتاجِ أَجافَهُ | |
|
| مِن بَعدِ أَوَّلِ فَتحِهِ بَوّابُهُ |
|
حَتّى إِذا قُضِيَ الرَحيلُ وَقَد سَطا | |
|
| نَقعٌ يَثُورُ إِلى السَماءِ ضَبابُهُ |
|
نَبَّعتُ ذِفراهُ عَلى قَصَراتِهِ | |
|
| كَالمُهلِ يَتَّبِعُ المَقَدَّ حَبابُهُ |
|
مِن حَيثُ تَنتَكِتُ المَرافِقُ أَو يَقَع | |
|
| أَثَرُ المَرافِقِ حَيثُ عادَ تِرابُهُ |
|
دَقّاً يُراوِجُ دَقَّهُ ثَفَناتِهِ | |
|
| سَحقَ التَخَلّصِ إِذ يَصِيحُ جَنابُهُ |
|
خَرَجَت تَأَطَّرُ في أَوانِسَ كَالدُمى | |
|
| وَالمُزنُ يَبرُقُ بِالعَشِيِّ رَبابُهُ |
|
يَمشِينَ مَشيَ العِين في مُتَأَنِّقٍ | |
|
| مِن نَبتِهِ غَرِدِ الضَحاءِ ذُبابُهُ |
|
في زاهِرٍ مِثل النُجُومِ أَمالَهُ | |
|
| ظَلَمٌ فَتَمَّ وَلَم يَهِج إِعشابُهُ |
|
فَبَدا وَما عَمِدَت بِذاكَ تَبَرُّماً | |
|
| جِيدٌ يمُجُّ عَلى اللُبانِ سَخابُهُ |
|
مِسكاً وَجادِيَّ العَبير فَأَشرَقا | |
|
| حَتّى كَأَنَّ دَماً يُقالُ أَصابَهُ |
|
تُدنى عَلى اللِيتَينِ أَسحَمَ وارِداً | |
|
| رَجِلاً يَشِفُّ لناظِرٍ جِلبابُهُ |
|
وَكَأَنَّ أَحوَرَ مِن ظِباءِ تَبالَةٍ | |
|
| يَقرُو الخَمائِلَ حِينَ تَمَّ شَبابُهُ |
|
أَهدى لِعَمرةَ مُقلَتَيهِ إِذ رَمَت | |
|
| نَحوي بِما لا يُستَطاعُ ثَوابُهُ |
|
مِن طَرفِها إِني رَأَيتُ مُكَثِّراً | |
|
| نَما عَلَيها لا يَريمُ إِهابُهُ |
|
وَتَبَسَّمَت لِيَ عَن أَغَرَّ مُؤَشَّرٍ | |
|
| ظَلمِ تَحَيَّرَ بارِدٍ أَنيابُهُ |
|
كَغَريضِ مَوهِبَةٍ أَطافَ بِمائِها | |
|
| طَودٌ تَمَنَّعَ أَن تُنالَ لِصابُهُ |
|
بَيضاءَ تَنسُجُها الصَبا في مُشرِفٍ | |
|
| حَلَّ القُلُوبَ الصادِياتِ حِجابُهُ |
|
فَعَلَونَ أَوطِئَةَ الخُدورِ كَما عَلَت | |
|
| رُقبُ المَها كُثُباً تَحِفُّ هِضابُهُ |
|
أَنقاءَ وَحشِيِّ الأَلا أَسكانُهُ | |
|
| فِيها يَقيلُ وَرَعيُها إِخصابُهُ |
|
فَتَبِعتُهُنَّ لِنِيَّةٍ شَحَطَت بِهِم | |
|
| كَالنخلِ حانَ لِمُجتَنٍ أَرطابُهُ |
|
وَأَنَختُ مُنعَقِدَ الحِبالِ وَفَوقَهُ | |
|
| رَحلٌ تَغَشَّت بَزَّهُ أَجلابُهُ |
|
مِن خَلفِهِ لَدنُ المَهَّزةِ قاطِعٌ | |
|
| ضافٍ تَضَمَّنَهُ لِذاكَ قِرابُهُ |
|
فَتَبِعتُهُم وَلَنِعمَ صاحِبُ واحِدٍ | |
|
| في الوَحشِ يَبدُرُ قَبلَهُ أَصحابُهُ |
|
حَتّى إِذا اِختَلَطَ الظَلامُ وَقارَبُوا | |
|
| زُرقاً وَأَسهَلَ لِلمُنيخِ جَنابُهُ |
|
نَزَلُوا كَما نَزَلَ الحَجيجُ بِأَبطَحٍ | |
|
| ضَمَّتهُمُ عِندَ الجِمارِ حِصابُهُ |
|