أَلا يا لَقَومي لِلتَّجَلُّدِ وَالصَّبرِ | |
|
| وَلِلقَدرِ الساري إِلَيكَ وَما تَدْري |
|
وَللشَّيء تَنساهُ وَتَذكُرُ غَيرَهُ | |
|
| وَللشَّيء لا تَنساهُ إِلَّا عَلى ذِكْرِ |
|
وَما لَكُما بِالغَيبِ عِلمٌ فَتُخبِرا | |
|
| وَما لَكُما في أَمرِ عُثمانَ مِنْ أَمْرِ |
|
أَلا قاتَلَ اللَّهُ المَقاديرَ وَالمُنى | |
|
| وَطَيراً جَرَتْ بَينَ السُّعافاتِ وَالحبْرِ |
|
وَقاتلَ تَكذيبي العَيافَة بَعدَما | |
|
| زَجَرتُ فَما أَغنى اعتِيافي وَلا زَجْري |
|
تَرَوّح فَقَد طالَ الثَّواءُ وَقُضِّيَتْ | |
|
| مَشاريطُ كانَت نَحوَ غايَتِها تَجْري |
|
وَما لِقفولٍ بَعدَ بَدرٍ بَشاشَةٌ | |
|
| وَلا الحَيِّ آتيهِمْ وَلا أَوبَةِ السَّفْرِ |
|
تذكرني بَدراً زَعازِعُ جَحْرَةٍ | |
|
| إِذا عَصَفَتْ إِحدى عَشِيّاتِها الغُبْرِ |
|
إِذا شَوْلُنا لَم نُؤتَ مِنها بِمَحْلَبٍ | |
|
| قرى الضَّيفَ مِنها بِالمُهَنَّدِ ذي الأَثْرِ |
|
وَأَضيافُنا إِن نَبهونا ذَكَرتهُ | |
|
| فَكَيفَ إِذَن أَنساهُ في غابِرِ الدَّهْرِ |
|
فَتى كانَ يقري الشَّحمَ في لَيلَةِ الصَّبا | |
|
| عَلى حين لا يعطي الدَّثورُ وَلا يَقْري |
|
إِذا سلّم الساري تَهَلَّلَ وَجهُهُ | |
|
| عَلى كُلِّ حالٍ مِنْ يَسارٍ وَمِنْ عُسْرِ |
|
تذكرت بدراً بَعدَما قيلَ عارِفٌ | |
|
| لما نابَهُ يا لَهفَ نَفسي عَلى بَدْرِ |
|
إِذا خَطَرَتْ مِنهُ عَلى النَّفسِ خَطرَةٌ | |
|
| مرتْ دَمعُ عَيني فَاستَهَلَّ عَلى نَحْري |
|
وَما كُنتُ بَكّاءً وَلَكِنْ يَهيجُني | |
|
| عَلى ذِكرِهِ طيبُ الخَلائِقِ وَالذِّكْرِ |
|
أَعَينَيَّ إِنّي شاكِرٌ ما فَعَلتُما | |
|
| وَحُقَّ لِما أَبلَيتُماني بِالشُّكْرِ |
|
سَأَلتُكُما أَن تُسعِداني فَجُدْتُما | |
|
| عَرانينَ بِالتّسجامِ باقِيَتي قطْرِ |
|
فَلَمّا شَفاني اليَأسُ عَنهُ بِسَلْوَةٍ | |
|
| وَأَعذَرْتُما لا بَل أَجَلَّ مِنَ العُذْرِ |
|
نَهَيتُكُما أَن تَشمِتا بي فَكُنتُما | |
|
| صَبورَينِ بَعدَ اليَأسِ طاوِيَتيْ غُبْرِ |
|